Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الدستور وتنازع السلطات .. الشرعية تقاضي ذاتها !
الأحد, آذار 16, 2014
ثامر عباس

حين طرحت مسوّدة الدستور الحالي على الاستفتاء العام بتاريخ 15/10/2005، لكي يدلي العراقيين بأصواتهم ويعبروا عن قناعاتهم حيال مستقبل اجتماعهم الوطني ، ويقرروا من ثم مصير بلادهم السياسي . انشطرت مواقفهم وانقسمت آرائهم  – كما هي العادة – إلى فرق متعارضة وتيارات متناقضة وتكتلات متنابذة ، لا توحدهم سوى النظرة المصلحية لما يقدمه من مكاسب ، ولا تجمعهم إلاّ الروابط الفئوية لما يمنحه من امتيازات . وهكذا فقد أبدى القسم الأول قبوله اللامشروط ومحض تأييده المطلق بدون أي تحفظ ، بينما أظهر القسم الثاني اعتراضه التام وأعلن ممانعته الباتة لكل ما ورد فيه جملة وتفصيلا"، في حين انتهج القسم الثالث سبيل الوسطية الانتقائي ، حيث تعاطف مع بعض فقراته ورفض بعضها الآخر . ومنذ أن حازت صيغته الحالية على نصاب (الأغلبية) ، التي كانت واقعة تحت تأثيرات التعصب الاقوامي والاحتقان الطوائفي والتخندق القبائلي ، ليصار تاليا"إلى إقرار بنوده وتثبيت فقراته ووضعها موضع التنفيذ . فقد أضيف ملفه الإشكالي إلى جملة الملفات العالقة والمتعصية ، التي لم تبرح تشكل مصدرا"لاستدرار المشاكل السياسية ، ومحفزا"لإثارة التوترات الاجتماعية . بحيث اعتبر بمثابة (كعب أخيل) القضية العراقية برمتها ، نظرا"لما اشتملت عليه تلك البنود والفقرات من أخطاء مقصودة وثغرات متعمدة ، ستغدو منذ ذلك الحين ولحد الآن حقول ألغام موقوته ،  باستطاعة أية جهة / جماعة إشعال فتيلها وتفجير صاعقها ، متى شاءت وأنى شاءت . ولعل من كبرى المعوقات البنيوية التي رافقت سيرورة المجتمع العراقي وصيرورة دولته الوطنية ، شأنه في ذلك شأن الغالبية العظمى من المجتمعات العالم الثالث ، افتقاره للتقاليد الدستورية – عرفية أو وضعية – الراسخة ، بحيث تتيح لأطرافه السياسية ومكوناته الاجتماعية ، التمييز ما بين الثوابت الوطنية التي لا خلاف حولها ولا جدال بشأنها (تقديس وحدة الوطن كجغرافيا وتاريخ ، وحرمة المجتمع كهوية وثقافة ، واحترام سلطة الدولة كقانون ومؤسسات ) من  جهة ، وبين نسبية الاختلافات حول المصالح والثروات ، وجانبية الخلافات حول السلطات والامتيازات . وذلك على خلفية تواتر الانقلابات العسكرية وتكرار الانحرافات الثورية ، مما استلزم أن يعيش الشطر الأكبر من تاريخه السياسي والاجتماعي على حدّ سواء ، تحت ظل حكومات لا تستقر لها سلطة إلاّ بالدساتير المؤقتة ، ولا تستطيع أن تحكم إلاّ بقوانين الطوارئ . ومن الأخطاء القاتلة التي ارتكبت بحق الشعب العراقي عشية السقوط ، تكبيل إرادته بدستور صيغ خلف الكواليس وتمت فبركته على عجل ، في زمن شهد ذروة الاستقطابات الطائفية والتمايزات الاثنية والتقاطعات القبلية ، هذا أولا". وأما ثانيا"فانه ليس هناك ما ينص في دساتير دول العالم المركزية والفيدرالية سواء بسواء ، على التفريط بوحدة القرار السياسي أو التنازل عن علوية السلطة المركزية ، باستثناء ما يتعلق بالقضايا الإدارية والشؤون الاقتصادية والأوضاع الثقافية . هذا في حين إن الدستور العراقي الجديد ، اجترح سابقة لم يألف  فقه القانون الدستوري مثيلا"لها من قبل ، والتي ستصبح لاحقا"من أهم أسباب تعثره ومن ثم نقاط الاعتراض عليه. والتي تمثلت بإشراك الأطراف / المحافظات بالأمور السياسية ذات الطابع الاستراتيجي ، والسماح لها بتقاسم صلاحيات صنع واتخاذ القرارات المصيرية . وهكذا فقد تحول الدستور من وثيقة لتوازن السلطات وتحديد الصلاحيات وتوزيع الثروات ، إلى صيغة لمأسسة المحاصصات المذهبية ، وشرعنة التسويات المناطقية ، وتكريس الترضيات القبلية . ومن كونه عامل من عوامل بناء الهوية الوطنية وخلق المواطنية العراقية ، إلى حاضنة لتكاثر الانتماءات الفرعية وتناسل الولاءات الطائفية . وطالما إن الأحزاب السياسية والتنظيمات الدينية والتجمعات العشائرية ، التي استحوذت على حصة الأسد من شطيرة الدولة العراقية ، وفقا"للصيغ الإشكالية التي جاء بها الدستور العتيد ، فإنها ستكون مطالبة – على الدوام - بدفع فاتورة موقفها المتسرع وتصرفها الارتجالي ، حيال تطلع المحافظات الأخرى لممارسة (حقوقها) التي كفلها لها الدستور ، فيما لو شرعت باتخاذ الإجراءات الرامية إلى تشكيل أقاليم مستقلة . وبقدر ما تحاول السلطة المركزية زجر وردع المطالبات التي من هذا القبيل ، لثني عزيمة القوى التي تقف خلف تلك المطالبات ، واعتبارها تجاوزات دستورية تخطت حدود سلطانها ، فان خصومها السياسيين سيلجأون إلى مقاضاتها بذات الحجة التي تتذرع بها ضدهم ، وذلك باحتكامهم إلى نفس مواد الدستور التي منحتهم (الحق) الدستوري للشروع بالاستقلال أو الانفصال إذا ما رغبوا بذلك . والطامة الكبرى أن جميع الأطراف المتخاصمة  حول تصورها لمفهوم توزيع الصلاحيات وتقاسم السلطات التي نص عليه الدستور ، حالما تستثار مشكلة من المشاكل مهما كانت تافهة ، أو تفتعل أزمة من الأزمات مهما كانت بسيطة ، سرعان ما تلجأ – سعيا"وراء تأمين الدعم والتأييد والمؤازر – إلى نقل حلبة منازعاتها ومضمار صراعاتها ، من مستواها السياسي / الفوقي حيث تغلب المشتركات وتسود الكليات ، إلى مستواها الأهلي / التحتي حيث تتقدم الخصوصيات وتتصدر الجزئيات . فاتحين بذلك باب المماحكات السياسية والتناحرات الاجتماعية على مصراعيه ، أمام التكوينات الهامشية والجماعات الفرعية ، التي ينبغي أن تكون قضايا السياسة الساخنة بمنأى عنها وخارج سلطتها . وهو ما يمنحها تفويضا"طوعيا"وعلى بياض ، لتكون بذلك لاعبا"أساسيا"ضمن تشكيلات المجتمع السياسي ، يمتلك مقومات ترجيح مواقف هذا الطرف على حساب ذاك ، وتعديل كفة ميزان هذه الجهة على  حساب تلك ، الأمر الذي يجعل من مزاعم الحكومة وادعاءاتها بخصوص سعيها لإقامة دولة القانون والمؤسسات باطلة ونافلة . وهكذا فان أوار الأزمة الحالية بين مجالس محافظات صلاح الدين والانبار وديالى – وقبلها محافظة البصرة والبقية تأتي - من جهة ، وبين السلطة المركزية / الاتحادية من جهة أخرى ، لا تعدو أن تكون حلقة ضمن سلسة ممتدة من الأزمات المؤجلة والتداعيات اللاحقة ، التي ستواجه الحكومة وتتحدى سلطتها مستقبلا". إذ كلما حاولت من جانبها أن ترسي دعائم هيبتها وتعزز مركزها السيادي ، إزاء السلطات والصلاحيات الممنوحة للحكومات المحلية ، والتي لن تتوانى أو تتردد – هذه الأخيرة إذاك - في إشهار مطاليبها لإقامة أقاليمها الفيدرالية ، حالما تستشعر إن الحكومة المركزية تمارس لعبة الاحتواء للقوى والاستفراد بالسلطة . وهنا لا مفر من وقوع الحكومة بين خيارين أحلاهما مرّ؛ إما أن تذهب شوطا"بعيدا"في إجراءات فرضها إرادتها بالقوة ، والتحول بذلك من حكومة تدعي انتهاج السبيل الديمقراطي في قيادة العملية السياسية ، إلى سلطة تحبذ سلوك العنف وتستمرأ مظاهر الاستبداد ، لنيل مراميها وتحقيق أهدافها . وإما أن تمضي بسياسة طمر الرأس بالرمال ، وغض الطرف عن كل من يشعر إن برأسه صوتا"يروم إسماعه للآخرين ، بحيث ستعطي الانطباع للداني والقاصي بأنها باتت مؤسسة صلصالية ، قابلة لأن تذعن للضغوطات وتستجيب للتهديدات ، وبالتالي الاستحالة – في نظر من يتربص بها - إلى حكومة ضعيفة ، خائفة ، مترددة ، شكلية ، لا حول لها ولا قوة سوى كونها مؤسسة بروتوكولية لا تملك سلطة ولا تصنع قرار . والجدير بالملاحظة في هذا المقام ، هو إن استفحال شأن الحكومات المحلية حيال سلطة المركز (الاتحادية) ، وتكرارها محاولات الانسلاخ الجغرافي والاقتصادي والإداري عن الإقليم الوطني ، ليست بلا سبب وجيه طبعا"، أو كونها مجرد استعراض لقوة الإرادات الذاتية المنفلتة من عقالها – كما قد يفهم البعض أو يعتقد - فضلا"عن حسبانه مجرد اختبار لصدى الاستجابة من لدن المركز . بل انه بالأحرى انعكاس واقعي - أوان شئت - حصيلة طبيعية ، لتردي سمعة الحكومة على مختلف الأصعدة والمستويات ،  فضلا"عن تلكوئها وتباطؤها بمعالجة ملفات الفساد بكل أنواعه والمعتقلين بكل أصنافهم  والخدمات بكل ميادينها . هذا  بالإضافة إلى اعتمادها سياسات الإقصاء والتهميش والإبعاد ، التي لم تني تمارسها ضد بعض القوى والمكونات ، التي أرسى لها الدستور حقوق سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية ، حيث باتت الشكوك والظنون تساورها حول إمكانية الحصول عليها والتمتع بها . وعليه فإذا ما استمرت الحكومة المركزية / الاتحادية ، تعاني الفشل في إثبات كونها حكومة وطنية صادقة وجادة ؛ تسعى لتصحيح أخطائها ، وتقويم ممارساتها ، وتبييض ملفاتها ، وتسوية خلافاتها ، وتخطي أزماتها ، وتوحيد خطاباتها ، وتحسين علاقاتها – لا حظ مهازل الصراعات البينية والاتهامات المتبادلة بين الرئاسات الثلاث – ومن ثم النهوض بواقع المجتمع العراقي المزري ، أسوة بأحوال وأوضاع المجتمعات المجاورة ، فان آفاق المستقبل السياسي والأمني – دع عنك الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والحضاري – ليس فقط بالنسبة للحكومة (الاتحادية) فحسب ، وإنما للحكومات (المحلية) أيضا"ستكون مظلمة . والحقيقة إن بلوغ هذه الأهداف الجليلة وتحقيق تلك التطلعات المشروعة ، ستغدو ضربا"من التمني العابث والرغبة الصبيانية ، ما لم يتدارك أصحاب الشأن وضعية انحدارهم المتسارع صوب الفناء الذاتي ، وذلك بالتخلي عن نزعات ما قبل المجتمع وتطلعات ما قبل الدولة ، التي لم تزل تحكم مواقف الجميع حيال بعضهم البعض ، وتتحكم بذهنيات الكل إزاء تصورات الذات للآخر . ولعل الخطوة المصيرية التي ينبغي أن يشرعوا بها ، والمبادرة التاريخية التي يتوجب أن يقدموا عليها ، تتمثل بالتغلب على المخاوف المتبادلة والتطهّر من الهواجس المتقابلة ، التي لم تبرح تسمم أجواء العلاقات البينية وتلوث شروط التعايش المشترك . وذلك عبر التحلي بالشجاعة الأخلاقية والإيمان الوطني ، والإقدام على إلغاء أو إعادة صياغة بعض فقرات ومواد وثيقة الدستور الحالي ، لا سيما تلك التي تتمتع بطابع إشكالي في مدلولها ، أو إيحاء مطاطي في تفسيرها ، بحيث يمسي عنوانا"لوحدة  التراب الوطني ورمزا"لتآخي النسيج الاجتماعي ، وإلاّ فان الجميع سيدفع ثمن التعنت في مواقفه والمكابرة في سياساته . 


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.48322
Total : 101