Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
حقائق من فلسفة النبوة والإرسال
الاثنين, آذار 16, 2015
عباس علي العلي


فلسفة النبوة

الذين يظنون أن الله إنما بعث الرسل والأنبياء ليعلموا البشر كيف يعبدونه ومتى يقدسونه وأين يجدونه بموجب كتب ورسالات وضع كل قداسته فيها وملئها بالوعد والوعيد وأغراهم بالجنة والنار ,وأن هؤلاء البشر(الانبياء والرسل) قد منحهم الله كل الأمكانيات والقدرات الخارقة والمعحزات فقط ليقيموا حكم الله في الأرض ويبسطوا الدين على وجه الطبيعة بمقتضى قاعدة "قبل من قبل وأبى من أبى" واهمون ولا يعرفون الله تماما ولا يقتربون أصلا من حدود الفكرة الربانية في البعث والإرسال ,ولو كان الله قد أراد ذلك وسعى لها يكفيه نبي واحد وأمر واحد وأنتهى كل شيء بقوله كن فيكون .
الرسل والانبياء مشاريع الله ودروسه للبشر يعلمهم كيف يصنعون الحياة وكيف يساهمون في أنضاج فكرة الإصلاح الذاتي بمنتهى الحرية وفق قاعدة وماتشاؤون إلا أن يشاء الله ,الفعل للإنسان والمثال التوجيهي من الرب ,هكذا أختار بشرا من عامة الناس لا يتميزون عن باقي الناس بمميزات هرقلية بل من النموذج الأعتيادي بالنسبة للطاقة البدنية لكنهم يملكون قوة نفسية وروح تواقة للتفاضل والتكامل ووضعهم موضع الإبتلاء ليس ليمتنحنهم فقط كما يتوهم البعض ,بل ليزيدهم من نتاج التجربة قدرة على المقاومة وصقل الذات والتخلص تدريجيا من حكم الأنا ,ليتطهروا منها أولا وليتحول وجودهم إلى نماذج في مطلق الإيجابية يمكنها أن تنمو في أنا الأخر الذي هوكيان "هو" فيعيد فيها دورته الأولى ويحاول تخليصهم من أحكام الأنا الذاتية (ولكم في رسول الله أسوة حسنة).
لو أختار الله عناصر بشرية فوق النموذجية بمعنى أنها كنماذج منفردة ومتفردة بخصوصيات تستند للمعايير المادية وحدها للمفاضلة كما توهم في ذلك بني إسرائيل لأفرغ الله بفعله هذا جوهر الرسالة وقيمتها الأساسية من القيمة الفعلية ,وكذلك لو منحهم الكثير من الإعجاز والتفوق فيما بعد خارج الضرورات التكيفية لأفسد مفهوم الرسالة التربوي خاصة والاخلاقي والقيمي عامة ,الله يتعامل مع الوجود بنظره حسية يخضعها العقل البشري دوما للتعقل والتجربة ويقايسها أيضا بالواقع ,لأن الإنسان مع حقيقة الوعي الذاتي له ليس ذلك الكائن الغبي الذي يسلم بالأشياء الغيبية دائما دون جدال ,لذلك كان المنطق العقلي والعملي هو من خطط وصاغ مفهوم النبوة وحدد الأهداف الجعلية والغائيات من مدرسة عمادها العقل والتبصر والتدبير .
في قضية البعث والإرسال أراد الله أن يضرب للإنسان مثل حي وعملي في كيفية الإرتقاء الإنساني للكمالات البشرية وصولا للكمال المطلق ,فجعل من حياة الأنبياء صورة مجسدة للمثال من صبر وثقة وجد وعمل مخلص للمجموع وليس لبناء المجد الفردي , وسلك بهذه الوسائل مسالك الجمال والتواضع والبساطة ليقول للإنسان (أيها الكائن تعلم من رسولك كيف يمكنك أن تكون أكثر جمالا وأصدق محبة وأنعم بالحرية من غيرك) ,مع أن كل ما في المجتمع يصارعه وأخيرا أنتصر ,ليس لأنه نبي ورسول فقط ولكن لأنه عاش في المجموع ولأجل المجموع وأبعد الحس الأناني عن سيرورته وفاز بالأخر على كل القوى السلبية ,الله لا يريد منا أن نجعل من الرسول مثال للعبادة والتعبد ولكن يطلب منا أن نخطو إلى أمام بكل وسيلة يمكنها أن تطهر الأنا والذات من حب فردي إلى حب الوجود وأحد هذه الوسائل أن نتعبد لنخلوا مع الله في وضع شعوري وروحي يمدنا بأسباب التشجيع والمثابرة على المسير .
من الحقائق المجهولة عن معنى النبوة والرسالة هي مسألة الأصطفاء التي وردت مثلا في القرأن الكريم مثلا في عدة آيات بينات ,فقد فهمها البعض أن الأصطفاء هو الأختيار من بين عدة قيم أو مواضيع كلها صالحة لأن تكون موضوعا للمراد الإصطفائي , والحقيقة التي ألتبست على الجميع هي ((أن مفهوم الإصطفاء يتعلق بالتصفية الذاتية للمصطفى والخضوع للمعيار الرباني المؤهل لذلك)) ,فكلما كان هذا الأخير مستجيبا للتصفية ومتفاعلا معها بدرجة أعلى وقادرا على الإيفاء بشروطها العامة والخاصة بشكل أفضل ,كان مع القدر الرباني في الأختيار والأجتباء ,فعملية الإصطفاء تتعلق بالمصطفى أولا وقدرته على أن يحوز ما يمكنه أن يكون كذلك وليس على قرار الله وحده دون أن يكون المصطفى جاهز أساسا ومستجيب للعملية برمتها .



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.46715
Total : 101