Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
مجزرة مدينة عدرا العمالية... وبصمات الوهابية...!
الاثنين, كانون الأول 16, 2013
مصطفى قطبي

 

ما يحدث في سورية من مجازر بشعة ليس إلا حلقة إجرامية في سلسلة تآمرية. بالأمس مجزرة الحولة والشومرية وتلدو وكرم الزيتون والقبير ودارة عزة والتريمسة وخان العسل... واليوم مجزرة ببلدة عدرا العمالية، حيث تسللت مجموعات مسلحة من ''لواء الإسلام'' وكتائب أخرى تابعة لـ''جبهة النصرة'' وارتكبت مجزرة مروّعة بحق المدنيين العزل، حيث أعدمت نحو 80 مدنياً في هذه المنطقة.

أبرياء قضوا قتلاً وذبحاً بدم بارد على أيدي عصابات إرهابية مسلحة استساغت الدم السوري، ميليشيات مأجورة قبلت العبودية لأصحاب الدولارات والريالات والدراهم وتحولت إلى وحوش بشرية وتجردت بالتالي من أبسط معاني الرأفة والرحمة والإنسانية.‏

هؤلاء التكفيريون الوهابيون، تخرجوا من معسكرات الإرهاب والقتل في السعودية وقطر، ولبسوا ما يسمى بثوب الربيع العربي الذي كان من نتاج وإخراج وكالة المخابرات الأمريكية والموساد الصهيوني، وعرب الجنسية الذين رفعوا أيديهم وراياتهم البيضاء مستسلمين أمام مشروع الشرق الأوسط الكبير...‏ فالإرهاب يصنع ويصدر إلى سورية من محتلين غاصبين ومتآمرين بالوراثة وعملاء بالوكالة، يكملون مسيرة أسلافهم وأجدادهم في الإرهاب والإجرام وبيع أنفسهم للشيطان.‏

كيف لجماعة مجزرة بلدة عدرا العمالية، أن يبرروا قتل الناس أمام الله... كيف للأنظمة التي تدعم هؤلاء القتلة بالأموال والسلاح والمتفجرات تبرير ما حدث في ريف دمشق، أو في أي مدينة سورية، أيحدث هذا القتل بإسم الدين، أم بأوامر الأسياد في واشنطن وتل أبيب ؟!

 

الدم في سورية لا يخدم سوى الشيطان ''أمريكا وإسرائيل''، قبل تلك الجرائم التي أغرقت البلاد والعباد بالدم، والخوف، والأذى المادي والنفسي، كانت سورية أكثر بلدان العالم أمناً... وجمالاً، وهدوءاً، وعلى الرغم من ضعف الإمكانيات المادية للدولة مقارنة بدول النفط، كان كل شيء متوفراً للمواطن السوري، الكهرباء، والهواتف، والمشافي، والطرقات، والسدود، والجامعات، والمدارس أكثر مما هو متوفر في السعودية لعامة الشعب، وفي دول الخليج.

 

في السعودية لمن ذهب إليها مدن لا تصلها الكهرباء. الجميع يذكرون كيف غرقت مدينة ''جدة السعودية'' بمياه الصرف الصحي ذات شتاء أمام أول سقوط لمطر غزير. يقول ''محمد حسنين هيكل'': ''أرى بلداً كالسعودية لا يحترم أدنى الحريات الإنسانية، لا يحق له الكلام عن سورية، السعودية تحاول الظهور بمظهر الدولة الحامية للإسلام، وهي التي تعمل على تقسيم المسلمين، و إغراقهم بصراعات طائفية، ومذهبية لا تخدم سوى إسرائيل''.

الحياة الآمنة في سورية فقدت في بحيرة من الدماء، وخفافيش العصر تعب دماً ولا ترتوي، والأشلاء متناثرة على أرض الشام، والموت يصول ويجول في ساحاته، وزبانية ''بندر'' تزيد من إشعال نار الفتنة، وتطلب المزيد لأنها لم تحقق ما تريد، فأحرقت الأخضر واليابس، ومن وسط دخانها الأسود وضبابها الكثيف خرجت وحوش ضارية كانت تتدارى خلف إسم الدين الإسلامي.

والجميع يعلم بأن الإسلام رسالة حضارية وإنسانية، تقوم دعائمه على الحب والتسامح وتحريم قتل النفس، وما يفعلونه اليوم باسم الدين إساءة للدين ولصورة الإسلام ورسالته، وكل مديري المدرسة الاستعمارية القديمة والحديثة بكتاباتهم واعترافاتهم يؤكدون مدى استغلالهم واستعمالهم للدين المتطرف في المنطقة، واحتضانهم للعناصر التكفيرية الإرهابية أو للعناصر ذات التطرف الوهابي للسيطرة على الشرق الأوسط.

إن مشاهد الدم التي قدمتها مجزرة بلدة عدرا العمالية، تفضح القتلة والداعمين لهم، وتؤكد أن هؤلاء ليسوا مسلمين، وليس في قلوبهم ذرة من إيمان، أو من عروبة، وإنسانية، وحوش تستهدف الدم السوري.‏ فهذه المجزرة، آخر ابتكارات  القتل الماسونية الصهيونية التي تنهض على فلسفة تدمير الأوطان وقتل الشعوب، لأن أفعال القتل وتمزيق الأوطان والشعوب كما يجري في سورية، تندرج تحت خاصية الانتماء إلى الشيطان التي تشكل الماسونية أهم مرتكزاتها الإيديولوجية.‏

فأي حرية تريدها مملكة الوهابية، وتريد تسويقها إلينا عبر عمليات القتل، وإدخال السلاح، وإشعال الفتن الطائفية والمذهبية؟!

لنتأمل تاريخ هؤلاء السياسي والاجتماعي والثقافي، أقصد أمراء دولة بني سعود... فكل تاريخهم يقوم على التآمر، وعلى العداء للعروبة والإسلام الحنيف الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، لصناعة إسلام خاص بهم، يحلل القتل والاغتصاب والتدمير والعنف والتكفير، وعبر تمرير مهام تقوم على أن يقتل العرب العرب، والمسلمون المسلمين  وغير المسلمين، وأن يكون العالم العربي في جبهتين متضادتين متصارعتين... وغير قادر على تأسيس  دولة الوحدة، أو على الأقل دويلات متضامنة في وجه ما يتهددها من أخطار تستهدف وجودها، بأسلحة الفتاوى والتكفير والتهميش والاغتصاب والطائفية والمذهبية والعنصرية والعشائرية، خدمة لأهداف الغرب الاستعمارية وإسرائيل.‏

ومن يقرأ بروتوكولات حكماء صهيون يدرك  العلاقة الإجرامية بين هؤلاء التكفيريين والصهاينة الذين رسموا ما يجري في العالمين العربي والإسلامي منذ مائة سنة.‏ فالوهابية والإخوان المسلمين، هما الوجه الآخر للماسونية، والطريق الآخر للمشروع الغربي منذ أن وضع الغرب نفسه في خدمة الصهيونية.‏

ألم يقل ''القرضاوي'' لو جاء النبي محمد من جديد لتعاون مع الناتو...‏ ؟!

ألم يهلل ''العرعور'' لمقتل أكثر من مائة ألف ليبي بطيران الناتو وكلهم من المسلمين، وفي وقت يتجاهل فيه هو وأصحاب الفتاوى ما يجري في غزة والقدس والضفة الغربية من قبل الصهاينة؟‏

إن العالم العربي يدخل اليوم في نفق الدم والفوضى والصراخ الطائفي والمذهبي والإثني من أجل أن تقوم إسرائيل، ويرتفع الهيكل  في أورشليم ''القدس''... وإلا ما معنى هذا التشابه بين بروتوكولات حكماء صهيون، وهذا الذي تنفذه جماعات الدم في عالمنا العربي وفي سورية...‏

إن هذا التدمير في الأرواح والدماء والممتلكات وفوضى القيم، ومحاولات تهديم العروبة وقيم القومية، ومواجهة يقظة التاريخ في دمشق، والصراعات  الثقافية التي ترسمها مراكز الأبحاث الغربية، والقوى الظلامية في العالم العربي، تفاصيل في المخطط الذي رسمته الصهيونية، وتبنته أميركا والغرب، ويرعاه الماسونيون في السعودية وقطر وتركيا.

إن ما يجري حرب قائمة على العروبة والإسلام باسم الإسلام، وهي حرب مشتعلة منذ عقود، كانت جبهتها الأولى على ''عبد الناصر'' وسورية، وعلى الفكر القومي العروبي، وجبهتها اليوم مستمرة على دمشق ليتحقق مخطط هذا الصهيوني الأميركي  ''كيسنجر''...‏

يقول ''كيسنجر'' لصحيفة ''ديلي سكيب'' الأميركية: إن طبول الحرب تدق الآن في الشرق الأوسط... سنبني مجتمعاً عالمياً جديداً لن يكون إلا لقوة واحدة، وحكومة واحدة ''السوبر باور'' إذا سارت الأمور كما ينبغي سيكون نصف الشرق الأوسط لـ ''إسرائيل''.‏

لقد خسرت الدول المتآمرة على سورية والرجعية العربية والمعارضة المصطنعة كل ألاعبيها على الساحة السورية، وفشلت في تحطيم الدولة السورية ونظمها، فلجأت للإرهاب والتفجيرات لتأزيم الوضع واستنزاف الدم السوري، وما رفع وتيرة التفجيرات على الأرض السورية إلى هذا الحد إلا رسالة من قوى الظلام بأنها لا تريد سلاماً ولا ديمقراطية وأهدافها مريبة ومحددة، وهي تغيير الكيمياء الأساسية لهذه المنطقة وظهرت هذه الأهداف بوضوح من خلال تدرج الأحداث:

1 ـ التجييش الإعلامي ضد سورية والفتاوى الدينية الوهابية المختلفة التي تحرض على القتل والفتنة، والتي تملأ عقول شباب مغرر بهم يأخذونهم من بلادهم لتفجير أنفسهم في عمليات انتحارية مستغلين تطرفهم الديني.

2 ـ رسائل أيمن الظواهري إلى قوى القاعدة بالتوجه إلى سورية للنيل من حكومتها والمؤسسات السياسية فيها عن طريق التفجيرات واستنزاف الدم السوري.

3 ـ تسليح وتمويل آل سعود للمعارضة ولعناصر من القاعدة وتدريبهم في بلدان مجاورة لسورية وتسللهم عبر الحدود إليها لتنفيذ مهمات إرهابية تزعزع أمن الشعب وتثيره ضد قيادته.

4 ـ حركة عالمية من القوى المتآمرة ضد سورية تعمل بكل طاقاتها لتحريك الصراع المذهبي والطائفي بين أبناء الشعب السوري.

وكل هذا يثبت بأن هذه القوى وعلى رأسها أميركا والرجعية العربية على رأسها مملكة آل سعود، مصممة على تقسيم سورية إلى طوائف، لتحقيق أمن وسلام إسرائيل، ولتوجيه الأنظار عن العدو الحقيقي للعرب وتغيير ماهية الصراع مع العدو الإسرائيلي، ومحاولة اختراع عدو آخر، وتجاهل كل ما يحدث في فلسطين المحتلة من تعديات وتهويد لكل المقدسات الإسلامية والمسيحية، وإظهار ديمقراطية إسرائيل المزعومة، وهي تعلم بأن الإسرائيليين سفاحون وجبابرة حين يتعلق الأمر بالفلسطينيين والعرب.

وهذه القوى هي من دعمت إسرائيل مادياً ومعنوياً في زرع المستوطنات في الضفة الغربية ولو حاول الفلسطينيون اليوم أن يقيموا دولة فلسطينية لهم على أرض الضفة لكانت مدناً متفرقة بين تلك المستوطنات تحت سلطة إسرائيلية مركزية.

وبعد تفاقم الإرهاب في سورية، وبعد مجزرة عدرا العمالية بريف دمشق، وفي أنحاء أخرى من المحافظات السورية، والقتل العشوائي على الهوية للمدنيين، واقتحام الساحات الشعبية للإيقاع بأكبر عدد ممكن من أبناء الشعب، وكل ما هو مستخدم في هذه الهجمات من سيارات مفخخة وعبوات ناسفة، يؤكد أن هؤلاء الإرهابيين ومن خلفهم يريدون تخريب سورية وخلخلة الهياكل السياسية فيها.

ومهما اختلفت المسميات، فالأعمال الإرهابية هي إرهاب ضد الإنسانية في أي مكان تحدث، والمفروض منع استمرار نزيف الدم السوري، أن تضرب الدولة بيد من حديد، وأن تحمي مواطنيها بكل ما لديها من إمكانيات، وألا تسمح للإرهاب بالتمادي أكثر مما حدث، وعلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن أن يعالجا من الصمم والعمى لأنهما لا يريان ما يفعله الإرهاب على الأرض السورية، ولا يسمعان صرخات الألم وأنات المكلومين من أبناء الشعب السوري الذين لا ذنب لهم إلا أنهم وقفوا خلف قيادتهم رافضين الذل والاستسلام.

وعلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن أن يصدرا القرارات التي تدعو لوقف هذا الإرهاب، وتحميل الدول الداعمة له المسؤولية ومحاسبتها عن كل قطرة دم تراق على الأرض السورية، وتطالب القوى الرجعية العربية أن تتحمل مسؤوليتها الأخلاقية الإنسانية تجاه أحداث سورية، وأن تكف عن تمويل الإرهابيين ودعمهم، وعن قتل أبناء جلدتها، وعن التجييش الإعلامي المفبرك، فأيديها ملطخة بدماء السوريين بكل أطيافهم ودياناتهم.

والكل يعلم بأن القوى المتآمرة على سورية وعلى رأسها مملكة آل سعود، لها اليد الكبرى فيما حدث وفيما يحدث وفيما سيحدث في المنطقة العربية، لقد ضربوا العراق ودمروا قوتها العسكرية، وقسموا السودان لتشتيت القوة النفطية الجديدة فيها، وهدموا ليبيا وتركوها لصراعات قبلية ومدنية، ولعبوا لعبتهم في مصر وجعلوها تتخبط بهستيريا العصابات الأخوانية، وأشعلوا نار حرب ضروس في اليمن ضد ما يسمونه القاعدة فيها، ولم يبق أمامهم إلا سورية، فشنوا هذه الحملة المحمومة عليها وعلى شعبها، وكل ذلك للقضاء على كل من يقف في طريقهم ويمنعهم من تنفيذ أهدافهم وبخاصة للقضاء على الخط القومي والفكر العروبي، وضرب النموذج التنموي والحضاري في سورية والأمان الذي كان فيها، والذي لا مثيل له في العالم.

مجزرة مدينة عدرا العمالية تضاف إلى لائحة طويلة من لوائح الإرهاب الممتدة، لكنها تفتح الأفق نحو مساءلة حقيقية لتلك الأصوات الباحثة عن دعم الإرهابيين تسليحاً وسياسة، والرسائل السورية ليست تسطيراً بروتوكولياً، بل هي أدلة وقرائن وتترتب عليها مسؤوليات... فالدم السوري لن يبق مزاداً للصراع ولا ملعباً تتقاذف الكرات فيه قوى الإرهاب وداعموها وممولوها. فالتاريخ لا يرحم أحداً من هؤلاء الخونة سواءً في السعودية أو قطر أو عرب الجامعة العربية المتحالفين مع الصهاينة وأمريكا، الرحمة لشهداء سورية الأبطال الذين قدموا صدورهم متاريس فداء دفاعاً عن الأرض والعرض والوطن والعروبة.‏

والسوريون لا ينتظرون إنصافاً من أحد، لا من عرب الجنسية ولا من غرب يرسل الأسلحة إلى مرتزقته ليفتكوا بالسوريين كل السوريين من دون تمييز. ولا ينتظر السوريون أن يخرج صوت ـ قريب أو بعيد ـ ليدين المجزرة الجديدة... هم ينتظرون فقط انتصارات جيشهم ـ الجيش العربي السوري ـ وحده من يثقون به، ووحده يرسم لهم طريق النصر معبداً بطهر الدم ونقاء الروح... وحدهم جنود الجيش العربي السوري وحتى الأنفاس الأخيرة لا يهادنون ولا يقايضون ويرفعون للنصر راية واحدة، راية كل السوريين على امتداد الوطن.

 

 

 

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.36362
Total : 101