أنها دعوة نابعة من قلب مخلص لوطنه يرى النور و الحياة فيه ، و يحن بكل لهف و أشتياق الى تلك اللحظة التي ترفرف فيها علم بلادي بين الاعلام ، و في كل خلاف وأنشقاق بين أبناءه جرحاً لا نداويه إلا بالوحدة و الأتحاد .
الى كل الأحزاب و القوى السياسية الكوردستانية .
كل الاجهزة الاعلامية و منظمات المجتمع المدني و الرأي العام
كل مكونات و أطياف الشعب الكوردستاني
من المعلوم أن الحروب تحمل معها من الأثار ما لا يحمد عقباه و تؤدي الى حالة التعبئة العامة في كل دولة و تؤثر في مشاعر شعوبها من العسكريين و المدنيين من الرجال و النساء أينما وجدوا سواء كانوا في المؤسسات الحكومية أو غير الحكومية من النقابات و الاتحادات و المنظمات , و تنمي شعورهم بالانتماء الى أرض وطنهم و يكنِون له بالولاء المطلق و يقفون صفاً واحداً في وجه أعدائهم و يقاتلون و يضحون كل في مكان عمله فالعسكري في ساحات الوغى و المراءة في بيتها و وظيفتها و العامل في عمله و الموظف في مؤسسته ... الخ ، و في هذا الوقت يتناسون كل أفكارهم و أتجاهاتهم و مواقعهم من العملية السياسية الداخلية ، فتتوحد الافكار و الآراء و تتجمع الأضداد و يتحد المتناثرين يشكلون البنيان المرصوص, و قد عبر عن هذه الوحدة في أيام الحرب العالمية الاولى (بالوحدة المقدسة) حيث خاطب الرئيس الفرنسي شعبه ب (لاشيء سيكسر الوحدة المقدسة للفرنسيين في وجه العدو) و قال الالمان ((لم نعد نعرف أحزاباً و لم نعد نعرف إلا ألماناً)) بهذه الكلمات تم التعبير عن الوحدة المقدسة التي وضعت كل الخلافات جانباً و ركَّزت على التكاتف و الاتحاد لأيمانهم بأن قوتهم و صلابتهم تكمن في وحدتهم .
أن أقليم كوردستان العراق الذي أصبح منبراً للحرية و الديمقراطية و مثالاً يحتذى بها في بناء المؤسسات , يشهد لها القاصى و الداني و بعد تعرضها لأبشع هجوم إرهابي أصبح شعبها و قواتها المسلحة (الثيَشمةرطة) المدافعين الأمناء عن أمنهم و أمن العالم و سجلوا أياماً و تاريخاً تستحق التقدير و عندها أصبحت أربيل مركز اللقاءات و عقد الندوات والمؤتمرات بحضور الساسة و القادة على المستوى العالمي , فإن الحرب التي فرضت على الأقليم تتطلب وحدة مقدسة يتوحد فيها الصفوف و نضع كل الخلافات والمصالح الحزبية و الشخصية جانباً و نركز على وحدتنا لأننا في موقف الحرب ضد هذه الجماعة الارهابية التي تريد النيل من هذه التجربة الديمقراطية , وأننا بحاجة الى (وحدة مقدسة) التي لاتعرف الاحزاب و الجماعات و لاتعرف إلا أقليم كوردستان سالماً حامياً من كل مكروه ، لأن هذا الحرب الضرس تأكل الأخضر و اليابس معاً و لا تتعامل على أساس الافكار أو الآراء أو الوان أعلام الاحزاب او الديانة فكل من يعيش في الأقليم هو هدفهم الاسمى الذي يحاولون تحقيقها بقتلهم وبأفعالهم الشريرة ، ومهما أختلفنا فيها بيننا و تعددت الوان أفكارنا و تشتت مصالحنا واختلفت رؤيتنا إلا أن الخطر الذي يداهمنا هي أكبر من كل ذلك ، لذا علينا رص الصفوف ونبذ الخلافات ونتكاتف الايادي ونصوب فوهات بنادقنا باتجاه هذا العدو الذي أقام على جماجم البشر و التفنن في القتل و العنف و الاغتصاب دولته الوهمية .
لذا فإن كل الاحزاب و القوى السياسية وجماعات الضغط و الرأي العام مدعوة الى بناء (وحدة مقدسة) فهي الأمل الوحيد و المنقذ المؤمن للخلاص من هذه المأزق و الخطر الحال ، و من أجل تلك الدم الزكية التي سالت لتطهر أرضنا من دنس الارهابيين ولرسم الابتسامة على شفاه أطفال شهدائنا الكرام و في سبيل دمعة أم الشهيد أو زوجته و أنين الجريح الذي جعل من جسمه درعاً لنار العدو علينا أن نتوحد (وحدة مقدسة) لنعيش و نحيا على أرض وطننا بأمان .
مقالات اخرى للكاتب