Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
المئذنة والمدخنة
الاثنين, آذار 18, 2013
رباح ال جعفر

الحرية .. كلمة

لا يحتاج مسجد الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان بن ثابت رضي الله عنه أن تحشد حوله مواكب طويلة من الآليات العسكرية الضخمة ، وتزرع اللاقطات والكاميرات ، كما لو أنه محارب خطر مدجّج بجميع أنواع الأسلحة ، أو أنك اكتشفت في باحاته منجماً من الذخيرة والعبوات والأحزمة الناسفة .
لا يحتاج مسجد إمام أهل الرأي وأحجى أهل عصره أن تحاصره بالجنرالات والماريشالات والعساكر ، وفي أيديهم البنادق والعصيّ والسياط والهراوات . يطلقون الرصاص والقنابل الصوتية والدخان الأبيض فيمنعون حشداً من المسلمين من أن يشهدوا صلاة المسلمين ، ويؤدّوا فرضاً فرضه الله ، ويخلصوا ضمائرهم لربّهم في ساعة نهار .
لا يصحّ أن تتجمّع الحرب على باب هذا العالم الفقيه الموهوب الفذ في كلّ ميزان على نحو مفزع مخيف . كما لا يحتاج أن يلوذ الإمام أبو حنيفة بنجدة رئيس مجلس النواب وحماه ، ولا أن يطلب من القائد العام للقوات المسلحة إطلاق سراحه . فإن للمسجد ربّاً يحميه . خالق الكون ولا خالق سواه .
لا يُضار مسجد أبي حنيفة في شيء من ذلك كلّه . يكفيه أن كلّ حجر من حجارته تومئ إلى عظمته . كلّ مئذنة من مآذنه يستريح تحت أفيائها كلّ مكظوم ، ويتحلّق حولها كلّ صاحب حق مغصوب ، وتتطامن عند بلاطاته الجباه النديّة حين تسجد خشوعاً بين يديّ الله ، وتسمع من كلّ ناحية من نواحيه صيحات مظلوم تنادي بالإنصاف ، وتشخص الأبصار ، وتشرئبّ الأعناق . أعناق الفقراء والمعدمين .
لذلك فإن هذا الإمام الأعظم ذا النسب العربيّ والإقامة العراقيّة لا يحتاج إلى ملاذات آمنة . لم يكن خائفاً حتى تؤمنه بعد خوف . إنه لا يخاف ولا يجفل . يكفيه أنه من طينة الشهداء . غادر حياته في حرب مع الباطل ، مؤمناً أن لا بقاء للحق دون الشهداء ، وإلا فإن كل قيم الإنسانية تتهاوى وأوّلها جوهر روح الفداء .
لا تستحقّ مدينة كالأعظمية العظيمة أن يُكاد لها كلّ هذا الكيد . أن تنام في المتاريس والثكنات والحواجز ، فتلقى ألواناً من الضيم في حصار منكر ، إذا اتفقنا أنها مدينة عراقية وليست في خارطة كوكب آخر . لا تستحقّ أن تثقلها بالأغلال والقيود حتى لا تقدر على حركة ، وتجعلها غرضاً للسهام واللئام . لا تستحق أن تسدّ عليها منافذ الضوء ، وتلجم الحنجرة ، وتغلق النوافذ ، وتختم على أبوابها بالشمع الأحمر خوفاً من العواصف العابرة ، وحتى لا تستطيع أن تبصر النهار ، أو تتنفّس نسمات الهواء .
أتابع على الشاشات ما أراه من مشهد كما لو أننا في معارك المصير وأستعجب . لا يمكن للسلطة أن تذهب بالخوف والارتباك بعيداً ، وتتعلّل بجميع هذه المبالغات من التعسّف في الإجراءات والتعلاّت ، بأنها جاءت في سبيل حماية المصلين وحفظ الأمن العام من المندسّين والغرباء الوافدين . لأن الجزء الأعظم من هؤلاء المصلّين تمنعهم في كلّ صلاة جمعة من الوصول إلى المسجد . وتقابلهم بالاستهانة والازدراء . وكان من الممكن إفساح الطريق للصلاة على نحو طبيعي .
ما أصعب ما واجهه الإمام أبو حنيفة في حياته ، وما أشدّ ما قاساه في غيابه : ( علوّ في الحياة وفي الممات .. لعمرك تلك إحدى المكرمات ) !. لن تستطيع بندقية أن تهدم المئذنة ( لتبني فوقها مدخنة ) .


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.38253
Total : 101