Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
رجل غريب !
الخميس, نيسان 18, 2013
حسن العاني

 

في مرحلة الدراسة الإعدادية التي تعود إلى أكثر من خمسين سنة مضت، تعرفت على السيد رافع اسعد، وقدر لهذا التعارف ان يتحول الى واحدة من أوطد الصداقات التي ما تزال أواصرها قائمة، وقد لفت انتباهي منذ وقت مبكر، ما يتمتع به هذا الصديق من ذكاء حاد وقابلية على الحفظ وذاكرة قوية، حيث كان على الدوام من الطلبة المتفوقين، وله القدرة على أن يقرأ أي كتاب مرة واحدة لترسخ المعلومات في ذهنه، فإذا سألته عن اي اسم او تاريخ او حادثة بعد عشرين سنة أو ثلاثين، يرد عليك بطلاقة، وكأنه فرغ من قراءة الكتاب قبل ساعة أو ساعتين، ولهذا كان الأصدقاء جميعهم، يرجعون إليه كلما أشكلت عليهم نسبة قصيدة إلى ناظمها، او صواب بيت شعري او احداث رواية او بطل قصة او قضية في النحو او الصرف او البلاغة، الى غير ذلك من كتب التراث او الثقافة المعاصرة! على ان الرجل جمع الى جانب هذه الخصلة، شيئا عظيما من الظرف والمرح وروح الدعابة، ولا تكاد صغيرة تمر به أو كبيرة، الا وعلق عليها تعليقا ساخرا يثير من حوله جوا صاخبا من الضحك، وكان في أحيان كثيرة، لا يجد غضاضة في التعليق على نفسه قبل غيره ! لعلني محظوظ الى ابعد الحدود يوم تعرفت على رافع الذي لم يكتف بالذكاء والمرح وقابلية الحفظ وسرعة البديهة، وانما بالغرابة كذلك، فقد كان بين الحين والحين الآخر، يدعوني الى بيته كي أخلصه من الكتب التي انتهى من قراءتها، ولا يحتاج إلى بقائها في مكتبته من دون فائدة على حد تعبيره، ولعل العقد الفريد والأغاني والرسالة القشيرية ورسائل ابن حزم ودروب الحرية والمسيح يصلب من جديد وتاريخ المانيا الهتلرية وعشرة ايام هزت العالم ودواوين المتنبي والجواهري والسياب والنواب، وهي بعض ما (تخلص) منه وانتقل إلى مكتبتي!! رافع اسعد، كائن غريب حقا، وفلسفة غريبة في الحياة، فهو وحده من كان قادرا على جمع البومات صوره الشخصية من عهد الطفولة إلى ما بعد نيله شهادة الدكتوراه و.... واحرقها بدم بارد، لانها تثير لديه ذكريات حزينة، وهو لا يريد الاحتفاظ بصورة تنغص عليه حاضره واستقراره النفسي، وهو وحده الذي لم ينس طبيعة شخصيته المرحة عندما جلس امام اساتذته، وهم يناقشونه على رسالته التي تقدم بها لنيل شهادة الماجستير، فقد ابهرهم بردوده المقنعة وطلاقته في الكلام وإمكانيته على استذكار المراجع والمصادر والعبارات والجمل، بدقة اذهلت الاساتذة والحضور على حد سواء، وقد قال له اخر الاساتذة ما معناه (ليس عندي ما أضيفه من ملاحظات ايجابية سبقني اليها زملائي، الحق انا سعيد جدا بهذا الجهد العلمي، ولكنني وقفت على الصفحة رقم كذا ورأيت أنها حشرت على الرسالة.. ولو تم الاستغناء عنها لن يحدث أي خلل)، ورد عليه رافع (اشكر استاذي الفاضل على ثنائه، واذا كانت رسالتي كلها جيدة فارجوا أن تسمح لي بتمزيق هذه الصفحة، ورفعها من الرسالة نهائيا لكي أريحك منها وأريح نفسي)، ولم تستطع لجنة المناقشة منع نفسها من الضحك و.... و منحه درجة الامتياز !!

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.46833
Total : 101