· اياكم والدغل
· نغلظ القول حرصا لأننا يجب ان نبالغ في كره المتلكئين
يسير رهط الجيش العراقي.. يس يم.. على شعرة أدق من السراط المستقيم، تختبئ تحت رمال الصحراء السافية، باتجاه الانبار، حيث إلتقى "داعش" و"القاعدة" و"الاخوان" وقوى كل له أسبابه في مقاتلة العراق.
الحكومة تتقدم في قتال شرس ضد تشكيلات عسكرية وتنظيمات تتجحفل معها، خطوة لتنقية الاجواء، بعد ان تورطت بتفكيك خيام الاعتصامات.. عنوة، تاركة الارهابيين ينسربون تحت جنح الليل الى تلويث المساكن الهاجعة، بايديهم الملطخة بدم الابرياء.
ربما غاب عن بال قادة العملية، حديث نبوي شريف يقول: "اياكم والدغل" فالحكومة لم تكتفِ بعدم تحاشي الدغل، الذي حذر منه الرسول، بـ "إياكم" انما سمحت لخضراء الدمن، بالنماء، وسط العوائل الانبارية الطاهرة، تداخلا يتعذر فصله من دون أخذ البريء بجريرة الجاني؛ لأنها لم تحكم زمام الخيم التي فككتها، انما تركتها تتقيء ما في جوفها من أعداء العراق، نحو المدينة، ثم راحت تلاحقهم بين الازقة والشوارع.
كأنها تلزم الجيش بضرب من لا يريدون ان يضربوا، في نمط يشبه التحكيم بين علي بن ابي طالب ومعاوية بن ابي سفيان.. إجراء ما زال يحير من عاشوه وقرأوا عنه حتى الان.. أحداث تداخلت ورجال انفصمت عرى انتمائها عن علي، وابو موسى الاشعري، بكل تقواه تخلى عن إمامه الحق، نظير تثبيت عمرو بن العاص لصاحبه بالباطل.
نزع الحق حقا وثبت الباطل باطلا.. والايام دول، تدور حول محور يعيد المحيط الى العلامة ذاتها، كل بضع مئات من السنين، فيتداخل الهدى بالضلالة والحسن بالسيء.
طبيا تناول حبة فاكهة واحدة ينفع الجسد، تثنيتها بحبة لاحقة، يبطل مفعول الاولى، إن لم يحدث خللا تغذويا؛ لذا بعيدا عن مشاحنات الود والجفاء والحب والكره، يجب ان تتوخى الحكومة ألا تخطئ؛ فالأمر غير قابل للخطأ، نحتاج رأيا معصوما من الزلل يقود المرحلة، فهل ثمة من هو بحجم التحديات؟
الحرام غالبا ما يأكل الحلال؛ فلا تكونوا دغلا؛ قد نغلظ القول لأصحاب القرار؛ حرصا منا وحماسة في الحرص على العراق؛ لأننا يجب ان نبالغ في كره المتلكئين، الذين يتهاوون، متردمين بين خطوة صائبة مشفوعة بخاطئة، والعراق ينزف مستغيثا.
فالعسكر قوة ساحقة وقنابر الهاون أو قذائف المدافع، لا تفرق بين بيت سكني لعائلة خيرة تنشد السلام، ووكر إرهابي مقيت، التفريق مسؤولية القادة السياسيين وأمراء الجيش وإدارة العمليات.
لا تفلتوا مجرما، لكن.. الله الله بأخوانكم أهل الأنبار، أنهم حزام ظهركم في سراط الحق الذي تتقدمون عليه... فثمة من يصطاد في المياه العكرة، ليلبس الحق لبوس الباطل؛ فتحسبوا له؛ إنه كثير عديده.
وما زالت الطلبات المشروعة للمعتصمين لم تلبَ؛ تداخلا مع طلبات تعجيزية، دسها صيادو المياه العكرة، أو إنتحلها عليهم الطرف الآخر؛ فظلت "البيضة من الدجاجة والدجاجة من البيضة".
مقالات اخرى للكاتب