عنوان "همساتي" لا يدخل من باب التشويق الصحفي بل هو حقيقة، اذ يهدد الإعدام تيساً يعيش في منطقة غزة في فلسطين، وهذا التيس يقدم خدمات "جليلة" لمواطني غزة، فما حكاية إعدامه؟ وما سببه؟
وقبل ذلك لابد من تعريفكم بـ"التيس" لمن لا يعرف معلومات كافية عنه، فالتَّيْسُ هو الحيوان الوحيد الذي له (لحية) وهو الذكر من المَعْزِ والظِّباء والجمع: تُيوسٌ، وأَتْياس، وأَتْيُسٌ وتِيَسَةٌ.
اما حكاية تيس غزة فتعود الى قرار أصدرته وزارة الزراعة في غزة بإعدام تيس لأنه يثير البلبلة، إلا أن مالك التيس يقول إنه فوجئ بوجود ثديين لتيس يمتلكه، وفوجئ أكثر بأنه يدر حليبا، حيث بدأ عدد كبير من الأشخاص في التوافد عليه لشراء بعض حليب الجدي، لاعتقادهم بأنه يحمل شفاء لبعض الأمراض المستعصية، كالعقم، وبعض أنواع الأمراض الجلدية، وبعض الأمور الأخرى الخاصة بـ(فك السحر) رافضا رفضا قاطعا تنفيذ قرار اعدامه!
لكن.. كيف يمكن للتيس وهو ذكر بأن يدر حليبا؟
الطب البيطري يقول إن خروج الحليب من تيس، يعود إلى خلل في هرمونات معينة.
ومن غزة الفلسطينية ننتقل إلى الإمارات العربية، حيث كشف الإماراتي عبدالغني عبدالرحمن أنه يملك ديكا يبيض بيضا، مقدما الدليل الملموس على ذلك، وهو عدة بيضات موجودة في قفص الديك بالبيت. ويقول إنه فوجئ شخصيا عندما وجد هذا البيض في القفص، لولا أنه راقب الديك وتأكد بما لا يدع مجالا للشك أن «الديك هو الذي باض وليست الدجاجة».
والطب البيطري أكد أيضا أن «الديك لديه مشكلة في جهازه التناسلي ولديه تشوه خلقي، وهي حالة نادرة طبعا».
لكن الديك الذي يبيض مذكور في تراثنا العربي، فهذا الشاعر  بشار بن برد قال مخاطبا محبوبته:
قد زرتني زورة في الدهر واحدة
ثني ولا تجعليها بيضة الديك
نعود الى حكاية التيس، ونتساءل ماذا لو كان هذا التيس موجودا في العراق؟
دعونا نتخيل هذا السيناريو.. فربما سيتصارع بعض المسؤولين على هذا "التيس" للحصول عليه ليس طمعا بالمال الذي سيجلبه من خلال بيع حليبه بل لأن حليبه يفك طلاسم السحر، وأغلب مسؤولينا يرغبون بقراءة طالعهم من الآن لمعرفة هل سيفوزون بالانتخابات المقبلة أم سيرفضهم الناخبون بعد فشلهم؟ او ان المسؤولين سيتصارعون على التيس النادر هذا للتباهي به امام الآخرين، او سيعمد بعض المسؤولين الى اغتيال هذا التيس لأنه يفك السحر وربما يستخدمه البعض لكشف ملفات فسادهم.
ونحن نقرأ هذه السيناريوهات المحتملة جاء من يعلمنا انه ربما سيتم القبض على التيس وصاحبه بتهمة (4) إرهاب لأنهما يهددان الوضع الأمني واستقرار البلد