كثير من المشاكل والازمات البسيطة تتحول بمرو الايام والاهمال والتسيب الذي يصدر من بعض المواطنين وموظفي الحكومة الى مشكلات وازمات كبيرة تؤثر على الفرد والمجتمع والحكومة وسمعة اقليم كوردستان في العالم.
نحن لا نردد هذا الكلام من فراغ بل من تجربة حيايتة ومعايشة لهموم ومشكلات كثير من الناس الذين يعيشون بيينا وحولنا، والتي يعيش الكثير منا في غفلة وتجاهل عما يعانونه ويعيشونه في حياتهم الصعبة، اينما تذهب ومع من تجلس ومن تلاقي وكيفما تسير او تتحرك تجد لغة الشكوى وعبارات الضجر وحديث المعاناة يسيطر ويسود احاديث وهمهمات الناس التي انتقلت واحتلت الاخبار الاولى في نشرات وبرامج وسائل الاعلام المرئية والمسموعة وتصدرت اغلفة بعض الصحف والمجلات اخبار ومواضيع يعجب المرء كيف حدثت؟ ولماذا يتكرر حدوثها في مجتمعنا؟
وماذا يعني امتلاءالكثير من وسائل الاعلام باخبار العنف والفساد والاضرابات التي تحدث هنا وهناك بتجمع اعداد قليلة او كثيرة من الناس يقطعون طريقاً او يمنعون مرور سيارات في شارع عام او طريق مزدحم بدعاوى ومطالبات تبرزها وسائل الاعلام وكأنها فتوحات او انتصارات لهذه المجموعات رغم الضرر والتأثير السيئ لهذه المظاهرات على سير الحياة وانتظام السير بين المدن والطرقات الخارجية.
ولماذا كل هذه المناشدات وعبارات التوسل التي انتشرت في مجتمعنا من اجل دعوة اهل الخير والمحسنين لتقديم المساعدة والعون وتكاليف العلاج لبعض المرضى او الامراض التي انتشرت بشكل كبير في مجتمعنا؟
انه من المؤلم والمحرج كثيراً ان تكون لدينا هذه السلبيات والنواقص والمشكلات التي تتفاقم وتكبر بحيث يصل المواطن الى حالة اليأس من الحكومة او الشخص المسؤول في منطقته ولا يجد غير الشكوى والتظلم عبر وسائل الاعلام او التظاهر والاضراب وحتى قطع الطرق وتخريب وكسر الممتلكات العامة من اجل لفت نظر الحكومة الى مطاليبه، وهو امر محزن ويعطي صورة سلبية عن واقع الحياة في اقليم كوردستان عندما تتكرر مثل هذه المواقف ويضطر الناس بهذا الشكل من أجل الحصول على حق او خدمة او مطلب يمكن توفيره وتقديمه لهم حتى من دون حاجة الى طلب من المواطن نفسه اومن دون حاجة للمناشدات والوساطة، لانه باختصار حق للمواطن وهو واجب على الحكومة وهو من صميم عملها ومن لب اختصاصها، وعندما لا يجد المواطن هذه الخدمة فهو يعني باختصار اهمال وسوء تدبير وتقصير من بعض مرافق ادارات الحكومة يجب معالجته حالا بالمحاسبة وتقديم الممقصر والمذنب الى القضاء ومحاكمته حتى لا يتحول هذا التقصير وسوء الادارة الى شعور عام بالعداء الى الحكومة والسلطة، وهو ما بدأنا نعاني منه منذ عدة سنوات وتطور خلال الاشهر الاخيرة الى ممارسات ومظاهرات تجري هنا وهناك أحيانا لمواضيع كبيرة ومهمة تستحق التجمع والتظاهرً، واحيانا كثيرة لمواضيع وامور صغيرة لا تستحق ابدا تجمع هذه الاعداد وكلامها عبر الفضائيات بلغة بعيدة عن المسؤولية والمنطق والانصاف.
يوجد خلل وبطء كبير في وصول الناس الى قناعة بأمل قريب لحلول ممكنة لكثير من المشكلات والملفات التي تشغل بال المواطن، وهناك فساد ينتشر ويشل كل الجهود الكبيرة والمصاريف والنفقات الهائلة التي تصرفها الحكومة في مشاريع كبيرة ومهمة لكن نتائجها وفائدتها لا تظهر او تضيع مع ماكنة الفساد وعدم الشعور بالمسوؤلية وضعف الشعور الوطني والديني بل وحتى الانساني لبعض موظفي ودوائر الحكومة والوزارات التي تحولت مجرد ديكور يشير ويبين ان لدينا حكومة ووزارات هي ابعد ما تكون عن خدمة الناس وممارسة مهامها.
فعلى سبيل المثال ما هي انجازات او فائدة وزارات مهمة مثل الزراعة وكل شئ لدينا مستورد حتى البصل والفجل واللبن الذي كانت يوما مشهورة فيه اربيل، وماذا حققته وزراة الصحة امام تراجع المسشفيات العامة مع كل هذا العدد من المسشتفيات الخاصة ومراكز العلاج والاطباء الذين يتقاطرون علينا من كثير من البلدان ونحن لا نعرف ماهي شهاداتهم وصحة اختصاصاتهم وهل هم حقا اطباء ام تجاربآلام وامراض ودواء الناس؟
واين هي وزارة التربية من واقع المدارس المزري حيث تفتقر كثير من المدارس الى صفوف اوساحات تتسع لحركة التلاميذ المصورة بين ممرات باردة ومظلمة تفتقر الى المصباح و زجاج الشبابيك وخراب حنفيات دورات المياه التي يتم تكليف الطلاب واهلمهم بتوفيرها للمدارس.!
واين هي التخصيصات الضخمة والمبالغ الهائلة التي تتصدر ميزانيات مشاريع الاستثمار وبناء عشرات المدن والقرى والاحياء التي لصقت بها كلمة ..لاند، واغلبها ان لم نقل كلها غير موجهة للفقراء ولا يستفيد منها الموظفين او ذوي الدخل المحدود.
آمالنا كبيرة وأحلامنا كثيرة في الكابينة الجديدة لحكومة اقليم كوردستان والتي تكبر وتتسع بتولي السيد نيجرفان برزاني رئاستها وقيادتها وذلك من خلال وجوب الاهتمام بمعالجة وحسم المطاليب المشروعة وتقديم الخدمات السريعة والحد من الفساد الذي يعتبر المحرك والدافع الرئيسي لكل ما يشهدة مجتمعنا من جرائم وحوادث وعنف بمختلف صوره واشكاله مع مايصاحبه من تفاقم الشعور بالظلم والتهميش وتصاعد خطاب الشكوى بما يمهد الطريق لاشاعة عادة عدم الرضا بالواقع الموجود وتطورها الى ما يعرف بثقافة العداء للسلطة التي يجب دراستها وبحث اسبابها ومسبباتها بطريقة علمية تعطي كل صاحب حق حقه وتحفظ مكانة وهيبة الاقليم في الداخل والخارج.
مقالات اخرى للكاتب
