Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
جمهورية رفحاء...صفحات من دفتر لاجئ عراقي في رفحاء السعودية: قرأت في وجوه اللاجئين أن الإقامة في الصحراء تطول ولا أمل يلوح في الأفق الحلقه الرابع عشر.
السبت, شباط 20, 2016
طارق حربي




عدا ذلك لا أذكر أني تكلمت كثيرا ذلك اليوم، وإذا حدث وتكلمت فهي حتما بضع كلمات لا أكثر حول حطام الخيمة على الأرض وهول الوطن الجديد، وأمضيت النهار مذهولا لا أحدث أحدا ولا يحدثني أحد، اتأمل في الوجوه، أقرأ فيها مشاعر مختلطة: سعادة الابتعاد عن الوطن وهو أمر قلما يسعد له الانسان، لكن وطنا مثل العراق وضعنا في امتحان بالغ الصعوبة، اي عندما تحول إلى قفص تمتد فيه يد الطاغية لتسحق من تشاء ومتى تشاء!
وقرأت في وجوه اللاجئين من بين ما قرأت أن الاقامة في الصحراء تطول ولا أمل يلوح في الأفق: لا في سقوط الطاغية ولا في الرحيل إلى أصقاع بعيدة خلاصا من: الوطن القفص والسعودية المخيم!
وتملكتني فكرة اننا متروكون إلى أجل غير مسمى، منسيون وستزحف على قلوبنا الرمال والعواصف والنسيان، ثم سألت نفسي: نسيان ..نسيان ماذا ؟،إذا كان العراقي لايساوي في بلاده عقب سيجارة فهو لايساوي خارجه رمادها!!؟
ووقفت على مبعدة بضعة أمتار من الباب الرئيس، مفكرا متأملا في كل الذي حصل، بينما عيناي المذهولتان تلاحقان حركة فصائل الجنود والشرطة وهم يجلدوننا بنظرات عدوانية، ويزجروننا محذرين بعدم الاقتراب من عارضة الباب الحديدية لأي سبب كان! اول وهلة سمعت فيها لهجتهم البدوية أيقنت بُعدَ الشقة بيننا: لا نفهم لهجتهم وهم لا يفهمون لغتنا، كأننا هبطنا إلى الأرض من كوكبين قامت على سطحهما حضارتان متنافرتان منذ الأزل وإلى الأبد.
مقر قيادة المخيم
لايجرؤ اللاجىء العراقي على الإقتراب من باب المخيم، سواء القديم أم الجديد، اذا مااحتاج اللاجئ إلى مراجعة مكتب الأمم المتحدة، بعد تشكيله على سبيل المثال، وكان المكتب يبعد نحو عن المخيم (4كم)مثلا!
سيوقف الشرطة والجنود اللاجئ في الباب، إما للسخرية باعتبار العراقي (بقرة ) كما يردّدون،أو لغرض الإهانة، لأنه مدني مشرّد حسب توصيف القوات المسلحة الأمريكية، وسواء كان الطقس حاراً مشمساً أو باردا قارس البرودة، فإن الجنود يوقفون اللاجئ نصف ساعة أو ساعة، وربما يطول الانتظار إلى ساعات، وفي حالات كثيرة يواجهونه بلا أبالية فيطردونه بعد طول انتظار!
وكانت هناك تهمة جاهزة لجميع اللاجئين، لم يكف مسؤولو المخيم السعوديون عن إطلاقها وترديدها، وهي أن عراقيّي مخيم رفحاء كافة، يعملون لصالح مخابرات صدام حسين!
بين المخيم ومقر قيادته كراهية وأسلاك شائكة ودبابات!
فأنت إذا عبرتَ نظراتهم التي تؤلم القلب، تتعلق أذيال ثوبك بالثانية، وإذا تجاوزت الثانية بسلام فإن الثالثة لن تسلم منها، لأن أمر اطلاق النار نافذ المفعول ليل نهار، والمدافع الرشاشة مزيّتة وجاهزة ودم العراقي في عرف الجنود السعوديين مستباح، لأن قرآنه هو قرآن فاطمة1، وهو حسب هذا العرف لا يجد سلواه إلاّ في زيارة القبور وأضرحة الأئمة، يتشفع بها ويزورها ويتبرك بها!
اذا أردنا تشبيه مخيم رفحاء بمكان آخر، له ما للمخيم من صفة الاضطهاد والقهر والجغرافيا الحزينة، فهو يشبه سجن نقرة السلمان الرهيب في العراق، لكن الفرق بين السجنين هو أن الذئاب تأكل السجين الذي يحاول الهرب من النقرة، أما في مخيمنا فإن رشقة رصاص تنوشه لامحالة، لا لمحاولته الفرار، لكن لمجرد عبوره الأسلاك الشائكة.
من ذا الذي يطالب بدمه بعدئذ؟!
مقر القيادة ومكتب الأمم المتحدة في المخيم الجديد، مجتمعان في أكثر من عشر (كرفانات)، هي في مجموعها تشكل مربعاً ينقصه ضلع، أقام السعوديون على هذا الضلع باباً مغلقة بعارضة فولاذية، وأوقفوا له الحراس من شرطة وجنود، لاحظنا فيهم أربعة أشياء: مسلحون ببنادق، وعصي كهربائية، وبين أسنانهم (سواكات) دائما، ويطلقون علينا الشتائم!
لم يتغير أي واحد من هذه الأشياء طوال فترة وجودنا في المخيم!
وإذا أنت نفذت بجلدك من الباب الأول (باب المخيم) وذلك لعمري أمر عسير، فإن الباب الثاني(باب مقر القيادة)، إن لم تتعرض فيه للطمة أو عصا كهربائية، فلابد أن تشملك نظرة كراهية، نظرة ينزع فيها الجندي السعودي إسلامه وعروبته وإنسانيته وجيرته، نظرة ياعراقي يالاجىء أريد أن أؤذيك، أهينك وأنال منك متى مايطيب لي ذلك!؟
وقائد المخيم الجديد لاينفي كزملائه السابقين، صلة الوصل بالبلاط الملكي (كل يدّعي وصلاً بليلى!)،واتصالا مباشرا به، وأوامره يتلقاها من الملك نفسه!!،ولايد تعلو على يده، وإذا أصدر أمراً فلا يجب أن يناقشه فيه أحد، لأن الضحية معزولة ومنسية في الصحراء!
ويجمع قائد المخيم إلى غلاظة الطبع قسوة البدو ورهبة الصحراء في الصيف، وتحسّ كأنه نسخة مقلدة من عنجهية الضباط العراقيين وتغطرسهم، وأنت لاحول لك ولاقوة في صحراء معزولة عن العالم، وهذا العالم الواسع العقلاني الإنساني يعرف كل صغيرة وكبيرة عنك، لكن للأسف لايفعل شيئا!
لايقوم قائد المخيم، بزيارة إلى خيام اللاجئين للوقوف على احتياجاتهم أو معاناتهم، ترك ذلك لمن هم أقل شأنا، في الأسابيع الأولى على أكثر تقدير، لكن القائد يقوم بزيارات بين الحين والآخر (يحفّ به بضعة جنود مسلحين) إلى مضيف هذا الشيخ اللاجىء أو ذاك، أو إلى أحد المتعاونين مع مقر القيادة ومكتب الاستخبارات!
زيارات تطول وتقصر حسب نوعية الأحاديث والقهوة والتملق الذي يبديه الشيخ أو المتعاون.



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44187
Total : 101