من وجهة نظري الشخصية وبعد ما شاهدت من نتائج إنتخابية أسفرت عنها تجربتنا الديمقراطية الجديدة التي انتهت في الثلاثين من الشهر الماضي، أرى من الصعوبة الان تحقيق الاغلبية السياسية بهذا الانشاق الموجود، فكيف تتحقق الاغلبية وسط هذا التمزّق الرؤيوي للواقع، بمعنى اخر ماذا لو انفرط عقد التحالف الوطني، وكيف سيشكل السيد المالكي حكومة اغلبية وبعض الأعضاء من التحالف الوطني اصبح الان ضده، ولعل التيار الصدري الذي اعلن في أكثر من مرة انه خارج لعبة التحالف الوطني قد قصم ظهر التحالف بذلك الإعلان، كما ان هناك مستقلين خرجوا من معطف المالكي لكنهم فارقوه، وهناك البعض سواء في المجلس الاعلى او في الفضيلة ربما لن يأتلفوا مع المالكي، وبالتالي لن تكون هناك حكومة اغلبية، ولكن فيما اذا تحققت قضية (لم الشمل) داخل هذا التحالف فحتما ان البديل سيكون حكومة اغلبية ومعارضة، وهو النظام الحقيقي المفترض.
انا بإعتقادي ان العراق بطبيعته بلد ولود وهو ليس عاقرا ابدا ولم يكن عاقرا في يوم ما، وبالتالي فان البديل موجود لكن لا احد ينظر اليه.. فنحن لانستطيع ان نشخّص الجهة او الشخص.. لكن حتما ان هناك من هو قادر على الامساك بدفة البلاد، والموضوع او السؤال الاهم هو هل نحن الان حقيقة نحتاج الى استبدال المالكي بشخص اخر؟ هذا السؤال يجب ان يطرح على عامة الشعب وحتماً سيجيبون بسؤال آخر كما فعلوا في الإنتخابات.. لماذا الان تحديدا؟ ربما هناك مؤامرة وربما ان هناك من دس هذه الموضوعة في الوقت الحاضر لتفتيت العملية السياسية برمتها، وهذه الاسئلة يجب ان تطرح الآن على الجميع.
كما ان المثقف العراقي يجب ان يشترك في طرح السؤال وفي الاجابة عليه ايضا كونه يعي اكثر مما يعي العامة، فالقضية ليست من سياتي بعد المالكي، بل القضية هي في حالة اقصاء المالكي هل سيكون التسليم سليماً؟ وهل ان الذي سياتي بعد المالكي في حال انه ازيح برلمانيا عبر تكتل جديد، او ازيح دستوريا، هل سيتم تسليم البلد آمناً؟ وهل سيكون البلد ممسكاً بالواقع الآمن في هذه اللحظة التي تعني خروج المالكي؟ ام ان هناك ميليشيات قد تتحرك.. او ان احزاباً قد تتحرك وربما ان هناك قوى جماهيرية ترفض هذا الفعل، وبالتالي قد يحدث خلل امني، نحن لانعرف ما هي الجهة المحددة التي تقف وراء محاولة تسقيط أو اسقاط المالكي، وهل هو مطلب وطني فعلا؟ ام مطلب دستوري ام مطلب جماهيري!.. كل هذه الاسئلة ان وضعت فالاجابة موجودة. وارجع لبدء كلامي “ان العراق بلد ولود وهناك اناس شرفاء ووطنيون، لكن هل حان وقت استلامهم العراق بعد كل هذا الخراب؟.
مقالات اخرى للكاتب