لاشك أن الآونة الأخيرة في العراق وما لازمها من إحداث أمنية خطيرة تجلت في دخول عصابات داعش إلى العراق
كشفت لنا معدن الشعب العراقي الحقيقي في التكاتف والأخوة المشتركة بين كل أطيافه,حيث رأينا في كل مرة يتعرض
فيها هذا البلد إلى العدوان أن شعبه وبخلاف كل شعوب الأرض متماسك قوي متحديا كل الظروف القسرية,أما حال الحكومة الحالية أو جميع الحكام الذين حكموا العراق لم يفكروا قط بحماية الشعب أو الأقليات مثل حمايتهم لأسرهم أو أقربائهم عند تعرض مدينة معينه إلى التهجير أو العدوان ,فبدلا من ان تتخذ حكومة أبو حمودي البطل الذي لازال يترنح
بين البيانات الكاذبة والعمليات العسكرية التي لانعلم مدى صحتها ,انه القوي الأمين على هذا الشعب وحفظ مقدراته ,هاهم
المسيحيون اليوم قد هجروا من بيوتهم وهددوا بالقتل من قبل العصابات الإجرامية التي احتلت الموصل ,لم نرى سيادة رئيس الوزراء قد اهتز له ضمير او اي شعور بالمسؤولية تجاه مايحصل من تهجير قسري للعوائل المسيحية في الموصل
ولم نجد إدانة واضحة أو تحرك عسكري لحفظ كرامة هذه الأقليات في العراق ,علما إن مسيحيون العراق هم من اوائل السكان الأصليين في هذا البلد,نجد اليوم العام العالمي يدين ويستنكر هذا التهجير ,وحكومة أبو حمودي البطل مستخفة بالوضع لاتهتم إلا بمصالحها الشخصية ومناصبها وسرقة المال العام وتدمير البنى التحتية للبلد باسم الوطن والوطنية الكاذبة التي انفضحت من خلال الأزمات والكوارث التي حلت بهذا البلد ,من منا يقبل أن يخرج من بيته أو مدينته غصبا
واقصد هنا ليس الكل ,فالقسم الأكبر وخصوصا ساسة العراق المتواجدين في سدة الحكم لاينتمون إلى شرف هذه الأرض
لأنهم لايملكون الغيرة والشرف والأمانة التي تأهلهم لذلك ,ولو أنهم امتلكوها لما تركوا الموصل تسقط بيد الأوباش ,لكنهم عبيد المناصب والتسلط على رقاب الناس ,ويوجد مثل شعبي مشهور (أبوي مايكدر بس على أمي) ساسة البلد أقوى شيء يظهرون به هو التصريح والبيان والشجب والاستنكار وهم داخل حصونهم ذات الأسوار الكونكريتية العالية,لكم الخزي والعار يا حكام العراق وسيذكركم التاريخ شر ذكر لما اقترفتموه بحق هذا الشعب المغلوب على أمره ,ارجعوا إلى
بلدانكم الأصلية وتذكرة عودتكم على حساب الشعب, فانتم لستم عراقيين فالعراقي صاحب غيرة وشرف وعزة نفس وانتم لاتتحلون بهذه الصفات لأنكم نكرات ,شاهدت اليوم امرأة مسيحية عمرها يناهز السبعين عاما وهي تبكي وتمسك بيدها صليب المسيح المقدس إيمانا منها بربها
وأنا أقول إن الله على نصرهم لقدير ,لأنهم أناس مسالمين عرفهم التاريخ منذ الأزل ,وهم ببكائهم على أرضهم إنما يعبرون عن حبهم وولائهم إلى هذه الأرض المعطاة وهم ليسوا بخائنين ولا متآمرين ذنبهم الوحيد إنهم خلقوا في هذا البلد الجائر على أهله من قبل حكومات ظالمة تعاقبت على حكمه .عار عليكم أيها الساسة سيلاحقكم جراء مايحدث الآن في البلد من تهجير وقتل ودمار لأنكم تكالبتم عليه مثل الذئاب غير مكترثين لما يحصل ,وسيحاكمكم الشعب بما جنته أيديكم القذرة..
مقالات اخرى للكاتب