Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
كـــلام علـى المــاشي / نـــاظـــــــــــــور
الثلاثاء, آب 20, 2013
حسن النواب

 


وصلت الآلام في معدتي حدّ البكاء بمعزل عن عائلتي ، شربة ماء تشعلُ جحيماً في دهاليزها، لم تنفع جميع العقاقير الطبية التي استعملتها بإيقاف صراخ الوجع ، وحتى الطب الشعبي شعر باليأس من السيطرة على نوبات الألم التي تتسابق في دمي ، ولما جلست امام طبيب العائلة القادم من فيتنام الى استراليا وبعد ان شرحت سبب مجيئي اليه ، ارسل فاكساً عاجلاً الى مشفى بضرورة خضوعي الى فحص الناظور ، بعد يومين وصلت رسالة الى صندوق بريدي تعلمني عن الساعة التي يجب حضوري فيها الى مشفاهم ودون تناول اي طعام " وهل تناولت طعام اصلا " ، واخبروني في الرسالة اني سأخضع الى تخدير عام ، توقفت امام عبارة التخدير العام وقرأتها لمرات لأتيقن من صحة العبارات التى قرأتها ، وتساءلت مع نفسي هل من المعقول سيجرون عملية جراحية لمعدتي دون علمي؟! ذهبت الى غوغل وبحث عن شعور المريض تحت التخدير العام ، ولم اصل الى معلومة تُشفي فضولي وغليلي ، والواقع لم اخضع الى التخدير العام طيلة حياتي ، حتى لما انغرست شظية هاون اخرس في رأسي خلال حربنا مع ايران وفي معركة " الخشم " عند تلال قاطع الفكة ، لم يتم تخدير جسدي في مشفى العمارة العسكري ، انما ترك الأطباء الشظية نائمة في جوف رأسي ، ومنحوني سبعة ايام اجازة لا غير ، ومازالت تلك الشظية ضيفة عزيزة ومكرمّة تمرح بتجاويف رأسي حتى الآن ، ولأني تأكدت ان جسدي سيخضع الى التخدير العام اخذت معي ام اطفالي في الموعد ، وكنت خلال الطريق وانا اقود السيارة افكّر بصمت على ضرورة كتابة وصيتي ، فلديّ مخطوطات احسبها هامة لم تطبع بعد ، لكني سخفت من الأمر كلهُ دفعة واحدة ، والحقيقة اني شعرت بالخجل من اخبار زوجتي عن وصيتي لمجرد اني سأخضع الى التخدير العام ، كنت اعتقد ان الجناح الذي سأدخله ينتظرني لوحدي ، لكني فوجئت ان الصالة ممتلئة بالأستراليين الذين ينتظرون دورهم بالتخدير العام ايضا ، مما جعلني اسخر من شجاعتي والعنها ايضا ، لا ادري لماذا الذي رأى الموت كثيرا في حياته يرتبك امام عارض تافه وبسيط ؟؟ بينما في الشدائد العظيمة تراهُ حجر جلمود حطّه السيل من عل ، على اية حال ماهي الاّ دقائق حتى هتفت بإسمي موظفة استعلامات الجناح ، واخبرتني بهدوء بعد ان تأكدت من بعض المعلومات عن امكانية انصراف زوجتي والعودة بعد ثلاث ساعات لحملي الى المنزل وحذرتني من قيادة السيارة اثناء العودة، بل طلبت مني امضاءً اتعهّد فيه على عدم المخالفة ،انصرفت زوجتي بعد تردد بينما اخذتني ممرضة كأنها فراشة الى ردهة فارهة تضج برائحة طيبة احتوت على مجموعة من الأسرّة كان بعضها يضمُّ مرضى مازالوا تحت التخدير وبعضها الآخر يستلقي عليه مراجعون ينتظرون دورهم بفحص الناظور ، ولما جلست على سريري طلبت مني الممرضة استبدال ملابسي بخرقة زرقاء مخططة نظيفة لكنها يبدو انها استعملت مراراً ، فطلبتُ منزعجاً غيرها ، هرعت الممرضة وعلى جناح السرعة جاءت بواحدة جديدة لم تدشن بعد وهي تكرر اعتذارها وحملت ملابسي الى صندوق الأمانات وعادت مع ابتسامة رقيقة واضعة المفتاح بيدي ، حينها لمحت سيدة استرالية في السبعين من عمرها امام سريري تنتظر دورها ايضا ، تكتب بورقة صغيرة بين حين وآخر ولما سألتها عن سبب ذلك اجابتني وعلى وجهها إبتسامة خَرفٍ انها تكتب تفاصيل ما يحدث لها لأنها تشكو من وهن في ذاكرتها ، وقد طلب احفادها منها ان تحدثهم عما سيجري لها بعد عودتها ،فجأة دخل رجلان واحكما العوارض الجانبية لسريري ثم دفعا به الى ممر طويل بينما كانت الممرضة مع اخرى تتبعاهما ، كنت لا ارى سوى تراكض النيونات المضيئة بنور جليدي في سقف الممر امام ناظري ، وتخيّلت اني اقوم بدور سينمائي لفيلم سيحدث ضجة اذا ماعرض في دور السينما ، بينما ضجيج عجلات السرير على البلاط الناعم تشير الى طقس عمليات ينتظرني ، حتى توقف السرير ، ورأيت الرجلين بملاءتيهما الخضراوين يوقعّان على ورقة بيد الممرضة الفراشة وغابا عن ناظري مع الممرضتين فجأة، حتى شخصت امامي ممرضة فارعة الطول كانت ضفيرتها الذهبية تتدلى على الجانب الأيسر من صدرها المنتفخ بشهية لاحدود لها ، نظرت الى عيني وشعرت بوجل زرقة عينيها فقلت لها : هل انت حورية من الجنة ؟ ضحكت بسعادة وبقوة لأنها لم تتوقع سؤالي مطلقا ، واظهرت حرصاً واضحاً على العناية بشخصي ، سألتني عن اسمي وهي تدفع بسريري الى غرفة صغيرة ازدحمت بالأجهزة الطبية ، ورأيت شخصا يرتدي صدرية خضراء امام شاشة مونتير يكتب في ورقة ثم نهض باسما وعرفّني بإسمه الذي نسيته فورا ، وسمعت الممرضة تسأله عن عدد سيسيات ال drug التي سيحقن وريدي بها ،كنت هادئا جدا وغير خائف مطلقا وقد استهوتني اللعبة حين لمحت زرقة عينيّ الممرضة حتى افقت على نداء الممرضة الفراشة ، ولما سألتها ماذا حدث ؟ قالت لقد انتهى كل شيء ، شعرت بذهول وانتشاء عجيب وقلت لها : اذا كان الموت هكذا فمرحبا به الآن وليس بعد دقيقة.


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.42129
Total : 101