{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة "دماء لن تجف" في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
 
أصبح العراق إسفنجة متشبعة بالدم، تزامنا مع نضج التجربة الفكرية للشهيد نصير جبار مرداو، مطلع التسعينيات، منتهجا المعارضة لنظام الطاغية المقبور صدام حسين؛ إذ صورةولد العام 1973، مكملاً دراسته الابتدائية والمتوسطة في بغداد، متحليا بأخلاق عالية الإلتزام بالدين والقيم الإجتماعية.
 
عداء
شهد 1991، ربيع عمره وبدءَ التوجه في افكاره الى معارضة النظام الصدامي الغابر، ومعها سيق للخدمة العسكرية، أوان قراره الألتحاق بصفوف المعارضة وحدث هذا بالفعل.
 
هجرة
هاجر الى شمال العراق، منتظما في صفوف ألمعارضة مع حزب "الدعوة" بينما والده، يتعرض للتحقيق والاستدعاء بين الحين والآخر، ونقل من مكان عمله بالاضافة الى معاناة كل افراد عائلته وخصوصاً إخوته وأخواته في المدارس.
 
معيل
المعيل الوحيد للعائلة هو الأب، ألقته أيدي البعثية، معتقلا في السجن، يهان وينكل به ويعذيب، كورقة ضغط على نجله المجاهد.. سنتان والوالد على هذه الحال.. ألحقت به العائلة.. طرا، كلها ألقيت في غياهب ظلمات الأمن العامة، بعد ئذ، أطلق سراحهم وبعثت اليهم ورقة تبليغ رسمية؛ بترك محل سكناهم.
حاروا الى أين يتوجهون، والحصار يطبق فكيه حينها على العراقيين.. تسبب به صدام؛ جراء غزوه دولة الكويت الشقيقة؛ ثم إستغله ببشاعة؛ لمعاقبة الشعب العراقي؛ جزاء الإنتفاضة الشعبانية، في آذار 1991.
 
عفو
إستثمر نصير عفوا أصدره الديكتاتور العام 1996 ، لمدة شهر؛ فقدم لزيارة أهله وبعد أنتهاء شهر العفو بيومين ألقي القبض عليه من قبل عناصر الأمن من داره الواقعة في منطقة الدورة لانه كان مراقباً من قبلهم وصدر عليه حكم بالسجن قرابة الثلاثة أشهر في سجن أبو غريب قسم الخاصة، أعقبه أمر أعدام مع مجموعة أخرى من زملائه سنه 1997.
 
عزاء
مُنع ذووه من أقامة العزاء على روحه الطاهرة، بالتهديد.. "تدخلون السجن، من دون رجعة" وصادرت الدولة أموال الشهيد المنقولة وغير المنقولة.