من يريد ان يعرف منْ هو المسؤول الاول عن ارتفاع سقف طلبات المتظاهرين اومستوى التطرف الذي بان بشكل واضح في شعاراتهم الاخيرة وتوجيه الاساءات بكلمات نابية ومعيبة ضد شخصيات سياسية معروفة دون مبرر او مسوغ اخلاقي او وطني لايخدم بالضرورة الهدف الحقيقي للتظاهرات,من يريد ذلك ,عليه ان يبحث عن المتضرر من نجاح التظاهرات او المستفيد من انحرافها عن اهدافها الجوهرية وسقوطها في صراعات جانبية تمنح اللصوص فرصة مريحة لترتيب اوراقهم , وقد صرح احد الخائفين من هذا الحراك الشعبي الكبير, بدون ادنى حرج او شعور بالعار, وبدل الاعتراف بالفشل في تغيير الواقع , خرج ليقول لنا, بان لديهم ايضا اعداد مليونية ممكن اخراجها الى الشارع وانا بدوري اساله هل نحن في سباقات انتخابية ياسيادة الوزير؟؟ لبيان مدى شعبية احزابكم وقواعدكم الجماهيرية ؟؟ وهل اتساع قواعدكم الشعبية تمنحكم غطاء قانوني او دستوري؟ للاستمرار بالفساد وعدم معالجة الاخطاء .وهل الاعداد التي خرجت في الانبار سابقاً ؟ كانت كافية لتطالب انت نفسك بالنظر الى طلباتها بجدية وتلبيتها بالسرعة الممكنة!!!.
منْ غير الاحزاب الكبيرة والمتنفذة في حكومة المقبولية الخالدة ولصوصهم الكبار ؟ المتضرر الاول من اي اصلاحات جدية قد تطيح برؤوسهم المكتنزة من اموال الحرام وافراد حاشيتهم المتكرشين الذين يجاهدون منذ انطلاق اول تظاهرة في البصرة ولحد اليوم باثارة المشاكل, تارة بأتهام بعض المتظاهرين بالادينية او استهداف الحكم الاسلامي وتارة يصفونهم بالمخربين, والمنحرفين عقائديا ,او ايتام المالكي , وكأن من لايتبعهم ولايؤمن بسياساتهم الفاشلة او انه لاينحني لهم كعبيدهم وماسحي اكتافهم يصبح بالضرورة خارج عن الدين والملة وهذه الجزئية برأيي الشخصي تجني واضح على الاسلام ,لانهم يريدون لنا ان نؤمن بان احزابهم سماوية مقدسة واخطائهم نِعم الهية تتنزل علينا بكرا واصيلا وقادتهم انما ظل الله على الارض وانبياءه غير المرسلين, وبذلك من يخرج عليهم اوعنهم يكون كافراً, ثم الا تقترب هذه الافكار الشوفينية الى الفكر الداعشي السقيم فذاك يحز الروؤس وهذا يكمم الافواه ويحارب الآراء المخالفة.
ومن يدري فربما من يثير الشغب او يشتم ويسيئ ويحاول الاعتداء على المؤسسات الرسمية او المسؤولين هم انفسهم من يعترض على ذلك ويبعث برسائل وبيانات تهديد ,اي ان الفاعل جهة واحدة تريد من كل هذا خلق واقع جديد يغير الهدف المنشود لخروج التظاهرات وبذلك يضرب عصفورين بحجر واحد , فمن جهة يفشل التظاهرات ويحولها الى اعمال شغب وتخريب تقوم بها جهات مشبوهة الغرض منه الاضرار بالبلد ومساندة داعش!! حسبما سيدعي فيما بعد ومن جهة اخرى يحمي نفسه من النتائج الحتمية لهذه التظاهرات .
وانا لا استبعد ايضا ان يكون هناك اشخاص يدعون التقدمية والثقافة ويبكون على الدولة المدنية وربما اسماء معرفة تحاول ان تطرح نفسها كبديل للاسلاميين وبان الدين سبب كل مأساتنا وعليه يجب ابعاد رجاله وجلب علمانيين يؤمنون بالحرية المنفلتة وشتم معتقدات الاخرين كما فعلها سابقا احد رموز الحراك الحالي ,رغم ان قضيتنا لاترتبط بالدين ولا بالعلمانية ولا بالالحاد ولا بالانتماءات بل باللصوص الذين اتخذوا من الازياء الدينية وغيرالدينية غطاء لممارساتهم القذرة, فالطب مثلا مهنة انسانية رائعة ولكن ليس كل من لبس الرداء الابيض اصبح ملاكُ طاهر ولا كل من ارتدى ثوب المحاماة الاسود اصبح رجل حق وعدالة ولا كل من اعتمر العمامة صار مثال يقتدى به في النزاهة والشرف .
فمصيبتنا ايها السادة تقتصر بالفاسدين انفسهم وليس بانتماءاتهم اوازياءهم , فطارق الهاشمي كان اسلامي قاتل وبربطة عنق, وحازم الشعلان كان علماني متخلف, وفخري كريم كان شيوعي ماجن, ولكنهم قدموا لنا نماذج مخجلة للارهاب والفساد والتبعية… وبعض ثوار اليسار تحول الى ورقة ” كلينكس ” لتنظيف مؤخرات القادة, كما هو حال بعض رجال الدين الذين تحولوا الى امعات رخيصة تمارس الانحناء والتزلف على حساب الحق والفضيلة.
مقالات اخرى للكاتب