Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
نية الحج وحقوق الآخرين
الأحد, أيلول 20, 2015
أدهام نمر حريز

 

 التقيت به وانا اسير في الشارع  تعلو الابتسامة محياه وهو يصافحني بحرارة  و يسلم علي بشكل لم اكن ألفه منه منذ زمن طويل بعد ان افل نجم صداقتنا و الود بيننا .

 

((وهو يقول لي / ابريلي الذمة تره اني رايح للحج))  طبعا بحكم المجاملة وحتى لا اطيل علية اللقاء (لأننا على عجلة من أمرنا)  ((قلت له / مبري الذمة)) ثم انصرفت في طريقي وهو مضى في طريقة ايضا .

 

وجال في تفكيري وخاطري ذكرياتي معه  حتى اني بدأت اناقش نفسي (هل ان كلمة مبري الذمة كافية لتجاوز حقوق الاخرين ؟!)  لطالما ارهقتني هذه الكلمة  حتى اني اتذكر في العام الماضي ان هناك من زملائي في العمل والذي تسبب لي بأحراج وأذى كبير كانت على قدر عال من الناحية المادية والمعنوية وهو يقول لي ببرود (ابريلي الذمة لأني سأذهب للحج)  مع العلم انه حتى الان لم يعترف بخطئه او انه اعتذر عنه حتى او رد الحقوق و قال الحقيقة التي قلبها الى باطل .

 

ولكن لو رجعنا الى اساسيات الدين (بحكم ان الطلب ببراءة الذمة جاءت لمناسبة دينية “” تأدية مناسك الحج او العمرة “”) لوجدنا قول النبي محمد علية الصلاة و السلام و على اله ((مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ لَا يَكُونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ)) صحيح البخاري.

 

فبالتالي ان طلب براءة الذمة شيء وارد في حياتنا و ليس له موعد محدد  فانت تطلب براءة الذمة قبل السفر او الانتقال او حتى في المرض او بعد الخصومة او الخلاف وفي اثناء المصارحة والتصالح وكذلك بعد ازالة كل سوء تفاهم .

 

وبراءة الذمة ليست مقتصرة على اناس محددين كالأهل او الاقارب او زملاء العمل او الجيران  بل ان براءة الذمة تشمل جميع من تتعامل معهم من الذين تحبهم او لا تحب  وكذلك هو ليس خاصاً بالمسلمين فقط  بل ان جميع الناس الذين تتعامل معهم مشمولين ايضا بذلك  فالظلم او اكل الحقوق لا يجوز ان يقع على اي كائن حي حتى الحيوانات منها .

 

ولكن صيغة طلب براءة الذمة ((محلل وموهوب)) لا تكون بصيغة كلمات مجاملة جوف لا يقصدها حتى من يقولها . ولكن يجب ان تكون كلمة ناتجة من قلب واعي وعارف لحقوقه المهضومة او الاذى او الظلم الذي وقع علية من قول او عمل  ورضى ان يتنازل عنها بعد ان اقر بها الطرف الذي يطلب البراءة ومسامحته عليها  او بعد ان يرضى بتعويض عنها او بعد ان تعود له جزء منها . .

 

ان الظلم والذنوب والتقصير له اشكال عديدة  فالإنسان بمجملها يظلم نفسه بالدرجة الاولى  ثم يكون ظالما لغيره او مقصرا مع ربه.

 

ان اساسيات تقبل العمل الصالح واستجابة الدعاء ان يتحرر الانسان من الذنوب ويتبرأ من الظلم و يؤدي كافة الحقوق  حتى ينعم الانسان بحياته وهو يؤدي طاعته الى ربه ويكسب رضاه  وتزداد طلب البراءة اهمية خصوصا ان استمرار العمر او استمرار الحال غير مضمون اصلا  او ان العبادة التي يقوم بها عبادة لها وقتها المخصوص  وضعها و مشقتها وكلفتها (كالصوم في رمضان و الحج والعمرة)  فانك تستطيع مثلا الصلاة بيسر وسهولة لا تقارن مع هذه العبادات (وحتى في كل فرض صلاة يجب ان يتحرر الانسان من الذنوب والظلم ويودي الحقوق) .

 

ان شروط التوبة اذا اذنب العبد مع ربه هي (الاستغفار والتوبة والندم الشديد وان لا يعود الى ارتكاب هذا الذنب مره ثانية وان يعمل صالح من صدقة او عمل حتى يذهب العمل السيء او الذنب) هذا بينك وبين الله .

 

ولكن في حالة الظلم او التقصير او اكل الحقوق (من قول و عمل) بحق شخص او مجموعه من الاشخاص او الناس  فان شروط التوبة ستكون كل ما ذكرناه اعلاه من توبة واستغفار والعزم على عدم العودة لارتكاب الذنب العمل الصالح وكذلك (وهو اهم شيء) ان ترد المظالم وتعاد الحقوق مهما كانت بسيطة من قول او عمل (من كذب او نفاق او غيبة “” ذكرك اخاك بما يكره “” او تهمة او اي كلام ليس بدليل)  فإن كان ظلمك تعلق بحق مالي فالواجب عليك رد هذا الحق بصورة مباشرة او غير مباشرة وبطريقة لا تحرجك او لا تحرجه او تؤذيك او تأذية (لا ضرر ولا ضرار)  وإن كان الظلم يتعلق بعرضه (كقذفه واغتيابه او اتهامه بشيء) فعليك أن تعتذر منه وتطلب منه ان يعفو عنك ، فإن تعذر ذلك أو ترتب عليه مفسدة فيكفي والله أعلم أن تذكره بخير عند من سمعك تقع في عرضه او ان تنفي ما قلته علية (قال ابن القيم رحمه الله :- وأن يذكر المغتاب والمقذوف في مواضع غيبته وقذفه بضد ما ذكره به من الغيبة فيبدل غيبته بمدحه والثناء عليه وذكر محاسنه وقذفه بذكر عفته وإحصانه) كذلك الدعاء له و الدعاء من الله ان يسامحك على ما قلته علية .

 

حتى في حالة وجودك فأن اكتفاءك بالسماع او برؤية الظلم او الغيبة او النميمة (من دون الاشتراك فيه) مثلا لا يعني بانك بريء منها  فيكفي انك رضيت به او سمعته .

 

أما اذا كنت محرضا عليها (فالتحريض كمن قام بالظلم وعلية يقع الوزر الاكبر) .

 

و المشكلة ان هناك من يعتقد ان كلمة ((محلل و موهوب)) ستكون كافية لتذهب كل شيء حتى في حالة وجود هذا الظلم و التجاوز واكل الحقوق.

 

في الحقيقة ان هذه الكلمة ((محلل و موهوب)) قد لا تعدو كونها مجاملة جوفاء قد لا يعيها حتى من يقولها ومن ثم هي ليست صكاً للغفران تعني براءتك امام الله  او ان الذي تعرض للظلم او الاذية لا يعرف من قام بها يعني ان المسبب الحقيقي في حل من الامر . او ان هناك من يعتقد ان بقاء اذى او ظلم او حقوق لشخص واحد فقط او اشخاص معدودين لن يكون له الاثر الاهمية الكبرى اذا كان مع الاغلب لا يعاني مشكلة  فلنتذكر قول الرسول الاعظم محمد بن عبد الله صلى الله علية واله وسلم (دخلت امرأة النار في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض) صحيح البخاري  هذه كانت هرة (قطة) فكيف اذا كان الظلم وقع على بشر ؟!

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45506
Total : 101