Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
محمد جريدة والثقة الفريدة
الثلاثاء, نيسان 21, 2015
ثامر مراد

 

هناك أشياء وثوابت رائعة في المجتمعات البشرية تشكل حالة من التوازن ألأجتماعي وتجعل الحياة تسير على وتيرة من التفاؤل والمودة. من هذه ألأشياء – الثقة- بمفهومها الواسع والضيق. الثقة هي علاقة إعتماد بين طرفين أو جهتين أو حتى دولتين أو أكثر. هي نوع من أنواع الرموز ألأخلاقية وإيفاء بالوعود. من المعروف أن الثقة تكون بين ألأطراف ذات النوايا الحسنة ولكن مع هذا لاتشترط أن تكون موجودة في العلاقات بين ألأطراف ذات النوايا الحسنة فقط وإنما تتعدى الى ألأشخاص المتورطين في ألأعمال ألأجرامية فهم عادةً مايثقون بعضهم في البعض ألآخر. الثقة هي توقع النوايا الحسنة وتكون مبنية على معرفة المرء بألأنسان ألآخر. قد تُعبر الثقة عن المجهول- على سبيل المثال لأنه لايمكن التحقق منها في الزمن الحالي ولكن من الممكن رؤية نتائجها في المستقبل. الثقة حالة عقلية لايمكن قياسها مباشرة. الثقة هي نوع من أنواع الحركة تتضمن العمل التطوعي بين طرفان وينبغي على ألأول أن يُظهر ثقتهِ لكي يثق فية الطرف ألآخر وإلا سيبقى الطرفان فاقدين الثقة في بعضهما البعض. عند الساعة السادسة والربع كنتُ واقفاً عند التقاطع المزدحم المتفرع الى فروع عديدة حيث إعتاد السيد محمد- الملقب ” بمحمد جريدة- لأنه إعتاد على وضع الرزم العديدة من أعداد الصحف في هذا المكان منذ سنوات عديدة. هو لايعترف بحالات الطقس التي تُعلنها هيئة ألأرصاد الجوية صيفاً أو شتاءاً. يفترش الرصيف القريب من حركة المرور المزدحمة ويلتحف السماء كغطاءٍ له ولصحفه التي يعتاش على ثمن بيعها. هو لايعترف بحركات التحرر أو المظاهرات أو ألأنفجارات أو الصِدامات أو التناحرات مهما كانت أنواعها وطرقها. هدفه الوحيد التخلص من أطنان الصحف القابعة قربة على الرصيف. ربما ينتهي عملة اليومي في ساعةٍ واحدة أو يمتد حتى منتصف الليل, يعتمد ذلك على زمن تصريف بضاعتة الورقية. بألأمس قذف بي القدر لأكون زبوناً جديداً له. هذه أول مرة أقترب منه ومن صحفهِ المركونة على الرصيف قرب عامود الكهرباء. كنتُ أراه يومياً على مدى سنوات حينما كنتُ أعمل في إحدى القنوات التلفزيونية العالمية . تبادلتُ معه حديثاً ودياً وعرضتُ عليهِ صداقتي الخالية من أي نفعٍ مادي بيني وبينهُ عدا ثمن صحيفتين أشتريهما منه كل صباح. رجلاً شفافاً ودوداً يرمز الى شهامةٍ ملحوظة بكل تفاصيلها. تبادلنا أرقام الهواتف على أمل أن تكون بيننا تعاملات يومية كل صباح في نفس المكان والزمان. وصلت الى موقعه المحدد. وجدتُ أطنان الصحف قابعة عند عمود الكهرباء في التقاطع المروري المزدحم. وقفتُ قرب الصحف أنقل نظراتي الى جهاتٍ مختلفة أبحث عن الرجل بقلقٍ وترقب. مضت ثلاث ثوانٍ أو أكثر دون أن يظهر الرجل. ماذا أفعل؟ رجل المرور ينظر اليَّ دون أن يتفوه بحرفٍ واحد. سياراتٍ كثيرة تقف عند التقاطع دون أن يتقدم نحوي أي شخصٍ . كان بأمكاني أن أحمل معي جميع الصحف دون أن يعترضني أحد. كانت هناك حقيبة جلدية منتفخة بأوراق وصحف تتخذ لها مكاناً بالقرب من تلك الصحف. طال ألأنتظار ولم يتقدم نحوي أي شخص. فجأة توقفت سيارة ترجل منها رجل يسرع الخطى. أخذ صحيفة أو أكثر وعاد الى سيارتة. صرخت به كأنني صاحب تلك الصحف. توقف مبتسماً وبين لي أنه مشترك في هذه الصحف ولن يأتِ – محمد جريدة- إلا بعد ساعة. ركضت خلف  قبل أن ينطلق وأستفسرتُ عن كيفية حصولي على ما أريد من الصحف. أخبرني أن أشتري ما اريد واضع النقود في جيب الحقيبة السوداء. إنطلق حينما فُتِحت ألأشارة الخضراء وتركني أتخبط في حيرتي. أخرجت النقود من جيبي ووضعتها في الحقيبة السوداء. إختطفت نسختين من صحيفة الزمان. لم استطع الحركة من مكاني. تسمرتْ قدماي كأنهما ترفضان مغادرة المكان لحين التأكد من أن شخصاً ما لن يسرق النقود. راحت أفكاري تذهب بعيداً . ربما هناك كامرة خفية تصورني وسأكون عندها في موضع الشك والريبة..ربما سيتهمني شخص ما بسرقة ممتلكات ألآخرين. كانت يداي ترتجفان. تذكرت السراق الذين يسرقون أموال الشعب في الليل والنهار. كيف لديهم الجرأة في عمل شيء فضيع كهذا. قررت أن أترك النسختين والنقود وأعود في زمنٍ آخر. دون وعي أخرجت هاتفي النقال وأتصلت بمحمد جريدة وشرحت له كل شيء. ضحك بسرور وهو يقول” فداك كل الصحف خذ ما تريد ” . أكدت له أنني وضعت النقود في الحقيبة السوداء قرب عامود الكهرباء. ضحك مرة أخرى وهو يؤكد لي أن أحداً لن يسرقها فهناك ثقة متبادلة بين الجميع. فرحت جداً حينما سمعته يذكر كلمة الثقة. الله ..هذه الكلمة الرائعة التي تعيد لنفسي وروحي كل معانِ السعادة في الحياة. أتمنى أن تكون هناك ثقة مطلقة بين الشعب والحكومة والقضاة والناس جميعاً. لم أكتفِ بذلك . عبرتُ الشارع الخطر جدا بسبب حركة المرور التي راحت تتفاقم رويداً رويداً كلما تقدم الزمن. القيتُ التحية على رجل المرور. نظر إليَّ بريبة وكأنني مسؤول كبير جاء للتفتيش في هذا الصباح الباكر. شرحتُ له كل شيء . أخبرته أنني وضعت النقود في الحقيبة السوداء وطلبتُ منه أن يكون شاهداً علي في الدنيا وألأخرة بأنني لم اسرق النسختين وأتصلت بصاحب الصحف. ضحك وهو يهز يده علامة التعجب. ” تخشى أن تسرق نسختين والعالم يواجه كل هذه السرقات على أشكال مختلفة؟ إذهب ياصديقي فأنت ساذج .هل تعرف كم يُسرق من الشعب كل يوم؟” قلت له ” نعم أعرف. أنا ساذج ولكن لم أسرق 800 مليون دولار على شاكلة الكربولي..ولم اسرق مليار و500 مليون دولار مثل إبن أحد المسؤولين الكبار.أنا ساذج ومغفل ولكن أعتز بنفسي لأنني لم أسرق من الشعب درهما واحدا”.

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45049
Total : 101