Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
لكي لا تختلط الأوراق.. الشيعة والسنة في خندق واحد !!
السبت, حزيران 21, 2014
ثامر عباس

لن نأتي بفكرة جديدة أو نكتشف معلومة مجهولة حين نقول ؛ إن الصراعات الداخلية والحروب الأهلية ، هي بالمنظور السوسيولوجي والسياسي أخطر بما لا يقاس - على وحدة المجتمع – من أي نمط آخر من أنماط الحروب الخارجية ، التي عادة ما يندلع لهيبها بين الدول ويستعر أوارها على تخوم الجغرافيا . ليس من باب كونها حدث مفصلي يعزل (ما قبل) عن (ما بعد) ، بحيث لن تعود العلاقات ولا الذهنيات ولا الديناميات ولا السياقات ، التي كانت سارية المفعول في المراحل السابقة للحرب ، إلى طبيعتها الاعتيادية وإيقاعها التقليدي . والآن هل يحمل هذا الافتراض مقدارا"كافيا"من اليقين ، بحيث نستطيع أن نأخذه على محمل الجد ونعتبر بنتائجه ونسلم بقدره ؟! . دعونا نطرح الموضوع من الزاوية النطرية ، قبل أن نعالجه من الناحية العملية فنقول ؛ إن من جملة النتائج العرضية لواقعة الحروب الخارجية أنها تحفّز الديناميات الداخلية للمجتمعات المنخرطة بها ، بحيث تفضي – بشكل تلقائي – إلى تلاشي الكثير من المظاهر السلبية السائدة منها على سبيل المثال لا الحصر ؛ الفتور في العلاقات الاجتماعية ، والركود في التفاعلات الثقافية ، والخمول في الالتزامات الأخلاقية ، والجمود في المجالات الإبداعية . لتحل محلها مظاهر أخرى بديلة غالبا"ما تكون ايجابية تتسم ؛ بإرهاف الوعي السياسي ، وتصاعد الشعور الوطني ، وارتفاع المدّ الجمعي ، وتيقّض الحسّ القومي . وبناءا"على هذه المعطيات وتلك الحيثيات فقد امتدح الكثير من رجلات الفكر والسياسة - ناهيك عن بعض الفلاسفة من العيار الثقيل - ظاهر الحرب الخارجية ، معتبرين إياها بمثابة عامل مهم من عوامل ؛ تعزيز الوحدة الوطنية ، وتقوية الرابطة الاجتماعية ، وتفعيل الاواليات الحضارات ، وتنشيط الانجازات العلمية ، وتطهير المنظومات القيمية ! . وإذا ما تأملنا حصيلة الاتجاه الآخر ومن ذات المنطلق ، أي باعتماد المخلفات والإفرازات التي تنتجها الحروب الداخلية والصراعات الأهلية ، فان الأمور حينذاك ستأخذ منحا"كارثيا"بكل المقاييس والمعايير ! . فهذه الحرب هي بالتعريف صراع بيني واقتتال متقابل ينشب داخل كيان المجتمع الواحد والوطن المشترك ؛ على خلفية التعارض في الانتماءات القومية / الاثنية ، أو التناقض في الولاءات الإيديولوجية / السياسية ، أو التباين في الاعتقادات الدينية / المذهبية . بحيث إن تداعياتها وعواقبها لا تستهدف فقط الحاضر السياسي للمجتمع بكل مكوناته وقطاعاته ، ولا تطال فقط مستقبل أجياله فحسب ، إنما تشمل أيضا"عناصر تاريخه الماضي وأطياف مخياله ، بقدر ما تسهم هذه العناصر وتلك الأطياف في إبقاء جذوة الاحتقانات النفسية متأججة . والملاحظ على هذا النمط من الحروب إن مستويات القسوة في الصراع ومظاهر الشدة في التخريب ، لا تأخذ منحا"واحدا"ولا تتبع سياقا"متشابها"- كما في أنماط الحروب الخارجية التي تخضع لقواعد وأعراف دولية ملزمة - إنما تختلف من نمط إلى آخر وتتباين من حالة إلى أخرى ، وذلك تبعا"لطبيعة العوامل الاجتماعية والدوافع النفسية التي تتظافر في تكوينها وتؤدي إلى اشتعالها . وهكذا كلما كان العامل المسبب قريبا"من السياسة ومنفصلا"عن الدين ، كلما كانت مظاهر الصراع تتسم باللين والاعتدال وأطرافها تكون أميل إلى التسوية ، هذا في حين يحصل العكس عندما يكون العامل المسبب قريبا"من الدين ومتصلا"بالسياسة ، حينذاك تميل الأطراف المعنية إلى التشدد في المواقف والتعصب في الآراء ، كما وتمعن مظاهر الصراع بالقسوة وتفرط بالشراسة . ذلك لأن أنماط الحرب الأخرى يمكن أن تحل بالتسويات والتوافقات السياسية والإيديولوجية ، أو أن تعالج بالتراضيات والتنازلات القومية والاثنية ، كونها تتعلق بمصالح يمكن التفاوض بشأنها وترتبط بحقوق يمكن الاتفاق حولها . ولأن عوامل الإيمان بالمقدس والاعتقاد باحتياز الحقيقة الإلهية ، هي من يتحكم بديناميات نمط الحرب الدينية والطائفية ، فإنها لا تسمح بأي شكل من أشكال التسويات والتوافقات ، ولا تبيح أي ضرب من ضروب التراضيات والتنازلات ، وإذا ما حصل وان توصلت أطرافها إلى أي نوع من أنواع التحاور والتشاور أو التفاوض والتفاهم ، فاعلم عند ذلك أنها تحولت من خانة الدين إلى خانة السياسة ، وغادرت حقل التعصب والعنف إلى ميدان التسامح والتعايش ، وبالتالي أصبحت على مرمى من الحل والتسوية . هنا نسأل – ومنه نغادر حقل المجرد ونلج مضمار المجسّد – وفقا"لأي نمط من تلك الأنماط المذكورة يمكن تصنيف الصراع المحتدم بين مكونات المجتمع العراقي منذ ما يوازي العقد من الزمن ، ويبدو انه آيل إلى التفاقم والتعاظم ؟! . ليس من الصعوبة مكان إدراج صراع العراقيين الحالي تحت بند النمط الديني / الطائفي من الحروب الداخلية ، والذي يعد من أخطر الأنماط فتكا"وتدميرا"من حيث تسويغه ؛ اختلاط الديني بالدنيوي ، وتداخل الإلهي بالبشري ، وتلابس المقدس بالمدنس ، وتمازج الرحمن بالشيطان ، وتماهي المحرّم بالمجرّم . بمعنى إن (الأنا الطائفي) لا ينظر إلى نفسه

كنمط واحد ضمن أنماط أخرى (للتدين) ، إنما النمط الأوحد . ولا تعتقد إن تصورها (للدين) يعتبر تصورا"نسبيا"كما سائر التصورات الأخرى ، إنما التصور المطلق . ولهذا نجد أن من السهولة بمكان انزلاق الطوائف – في مثل هذه الصراعات – صوب ليس فقط تخوين الآخر سياسيا"وإقصائه اجتماعيا"وتجريمه فكريا"وتشويهه تاريخيا"، بل وتكفيره دينيا"وبالتالي استئصاله بشريا". من منطلق إن (الذات الطائفي) يمثل جانب الإيمان ضد كفر (الآخر) ، وخير (الأنا) ضد شر (الغير) ، وحق (النحن) ضد باطل (الهم) . بعبارة مختصرة ؛ إن شكل الصراع يتبلور بصيغة جبهة (الملائكة) ضد جبهة (الشياطين) ، وجماعة (الأطهار) ضد جماعة (الفجّار) ! . ولعل مثل هذا الواقع الموبوء بكل هذه المظاهر من التقرحات الاجتماعية والاحتقانات النفسية والتوترات السياسية والحساسيات الدينية ، لا يمكن له أن ينتج مجتمع سليم ومعافى يتطلع لان يعيش كسائر المجتمعات الأخرى ، التي تنعم مكوناتها بأسباب الأمن والأمان ، وتمارس حياتها في أجواء من الحرية الشخصية والكرامة الإنسانية ، فضلا"عن التطور الحضاري والارتقاء الثقافي والتقدم العلمي . ولهذا فان نوازع البغض والكراهية التي يكنّها هذا الفصيل الطائفي ضد آخره ، في الانتماء للوطن الواحد والدين الواحد والتاريخ الواحد والثقافة الواحدة والهوية الواحدة ، لا يمكن لها إلاّ أن تقود الجميع (سنّة وشيعة) إلى هاوية الحرب الداخلية / الأهلية ، التي ليس من مصلحة أحد – حتى وان ظن العكس – الارتماء في أحضانها والاندفاع في أتونها . إذ إن الخاسر فيها والمتضرر منها – حيث لا يوجد فائز فيها أو رابح منها - لن يكون فقط الطائفة / الأنا الشيعية على حساب الطائفة / الأنا السنية أو بالعكس ، بل أن سعيرها سيحرق العراقيين بكل أطيافهم ، ويفرق دينهم بكل مذاهبه ، ويمحق تاريخهم بكل مواريثه ، ويمزق جغرافيتهم بكل تضاريسها ، ويمسخ هويتهم بكل مكوناتها ، وينسخ ذاكرتهم بكل رموزها . ولكي لا تنمو الكراهية وتشرئب العدوانية بين سنّة العراق وشيعته ، ولأجل ألا تقام الحواجز بين أقوام العراق وطوائفه ، ومن باب الحرص على إيقاف نزيف الدم بين أنصار (علي) واتياع (عمر) ، والإبقاء على وطن الأنبياء والأولياء سالما"وأمينا"يحفظ لكل مواطن حقه في اختيار نمط التدين وشكل العبادة التي يعتقدها تقربه زلفى الله رب الجميع . فالواجب ، لا بل المصير يقتضينا إيقاف صيحات التخوين الوطني والتكفير الديني والتجريم السياسي ، إذ ينبغي عليهم جميعا" إدراك حقيقية أن خطر الإرهاب الداهم لا يفرق – وان يحاول أن يخفي غرائز الفتك تحت غطاء الدين ، ويمارس طقوس الموت تحت ستار الطائفة – بين سني أو سيعي ، بين عربي أو كردي أو تركماني ، بين آشوري أو كلداني ، بين مسلم أو مسيحي ، بين يزيدي أو صابئي . فالكل في نظره خارجين عن حضيرة الدين ينبغي استئصالهم ، والجميع في منظوره كافرين يتوجب إفنائهم . ومن هنا فليتأكد كل من توسوس له نفسه الأمّارة بالسوء ، إن الحرب أو الصراع أو الاقتتال – سموه ما شئتم – الطائفي إذا ما دقت طبولها وعزف نشيدها – لا سامح الله - حينذاك لن يعود العراق عراقا"كما تذكره كتب التاريخ والجغرافيا والسياسة ، ولن يكون للعراقيين من وجود يستدل عليهم ، بعد أن يكون سعير الحروب قد أفناهم ! . ملاحظة أخيرة ؛ كل أنواع الحروب يتوقع أن تستنفد طاقاتها أو تحقق أهدافها ومن ثم تضع أوزارها وتكون لها نهاية ، باستثناء الحروب الدينية / الطائفية ، فهي لا تملك فقط فائض من الطاقات النفسية لا ينفد ، وخزين من القدرات التعبوية لا يفتر فحسب ، وإنما لهذه الأسباب تكون مصدر لولادة حروب أخرى !! .

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.4778
Total : 101