أيتها الشمعة الصغيرة..من أنتِ؟ ضياءٌ أم ظلام؟ عِشقٌ أم فراق؟ كلما أنظر إليكِ اشعر أنني جثة هامدة ..جسدٌ ليس له وجود. دماء تجري في عروقٍ متجمدة تتعثر في تموجاتِ سكرات الموت. سريري ثلجٌ وصقيع. .روحي ليس لها أنفاس   هلوسة في مهب الريح. عذاب وترابٌ وقبرٌ وضريح. براعمي الصغيرة ترقد بسلام لا تعرف معنى الظلام. عصافير تغرد عند الفجر تطلب الطعام . تركض في فناء الدار بلا حزنٍ بلا دمار. أنا أخاطبكِ أيتها الشمعة في ظلام هذا الليل. ضاع هناك في متاهات المسافات بلا عودة. أطلب حنيناً أمزق سكون الليل بدموعٍ تسكب تيارات وأمواجاً في كل ألأتجاهات. أحببته هو ألآخر لكن لم تكن إلا نفحاتِ سرابٍ لاتصل عتبة الباب. ستذوبين – أيتها اشمعة- في ساعات وأظلُ وحيدة مع عزلتي هنا أنزف حنيناً وآهات. هذا هو الموت الزؤام ..جسدٌ مسجى على السرير الممرغ بذكريات وأوهام. على حين غرّة دق القلب قرعات متتالية خرجتُ نحو الفضاء الفسيح. كان هناك نسيم بين الزهور بين العطور يخترق حدائق ومساحاتٍ خضر. عزف قلبي من جديد علت شفتاي بسماتٍ جديدة ومناجاةٍ أخرى . أحسستُ بالحياة مرة أخرى. هل هو عشقٌ أم وهم آخر. تدفقت الدماء في الشرايين شعرت بدفء السرير. فحيحاً ولهاث أنفاسٍ لاتتوقف. أفقت من جديد لم يكن إلا حلماً وسراباً وموت جسد كان يستبشر بالعيد. عدتُ اليك – ايتها الشمعة- أناجيكِ مرة أخرى .ظلامٌ وسرابٌ وسرير بارد في ليالٍ ليس لها نهاية. سأنتظر الحلم يوماً آخر من يدري قد يتبدد الظلام وتتلاشى ألأوهام وينبثق فجرٌ آخر وعشق آخر. سأنتظر..وأنتظر.. وأنتظر .