Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الدين‏..‏ والدبلوماسية‏..‏ وحلف الفضول.. بقلم/ الأستاذ الدكتور محمد عبد الفضيل القوصى
الاثنين, تشرين الأول 21, 2013







خيط رفيع يربط بين هذه الكلمات المتباعدة‏:‏ في سياق واحد‏!!‏ فهل يمكن للدين ـ بالمعني الشامل ـ أن يضطلع بمهمة موازية لمهمة الدبلوماسية في هذا العصر المائج المضطرب الذي انغمست فيه الانسانية في أتون النزاعات وسعير الأزمات؟

هل يمكن للدين ـ بالمعني الشامل ـ ان يشحذ في البشرية ذلك الشعور المرهف بظلم المظلومين‏,‏ وقهر المقهورين وضعف المستضعفين‏,‏ وذلك الإحساس المؤرق بويلات الحروب والنزاعات‏,‏ ومآسيها وشرورها؟ هل يمكن للدين ـ بالمعني الشامل ـ أن يشيع الأمل في عالم أكثر إنسانية‏,‏ وأعمق خيرية‏,‏ وأكثر عدلا؟
طافت هذه المعاني في ذهني‏,‏ وأنا عائد لتوي من مؤتمر عالمي انعقد خصيصا لجمع المتحدثين عن الأديان علي كلمة سواء‏,‏ ولاستنهاض الهمم للقيام بدور أخلاقي وروحي فعال‏,‏ يبتغي مواجهة غرائز الشر‏,‏ واجتثاث نوازع القهر والانانية علي المستوي الفردي والاجتماعي والسياسي‏,‏ تلك الغرائز والنوازع التي انعكست علي صفحة هذا العالم‏:‏ حروبا ومجاعات وأوبئة‏,‏ وتلوثا بيئيا واخلاقيا‏,‏ علي نحو يوشك ان يطيح بهذا الكوكب‏,‏ وبمصير الحياة في ربوعه‏!!‏
طافت هذه المعاني بذهني‏..‏ وأنا استذكر سيرة النبي صلي الله عليه وسلم قبل البعثة‏,‏ ثم أتوقف عند حادثتين متتابعتين‏,‏ شهدهما عليه السلام في سن العشرين أو مايقاربهما‏,‏ وكان فيهما‏:‏ أمنا وسلاما‏,‏ وبردا وشفاء‏,‏ وهما‏:‏ حرب الفجار‏,‏ وحلف الفضول‏,‏ أما حرب الفجار‏:‏ فقد استعرت بين القبائل القرشية لأسباب مادية عارضة‏,‏ انتهكت فيها حرمات‏,‏ وسالت دماء‏,‏ ثم عقد علي إثرها حلف الفضول الذي اجتمعت فيه كلمة تلك القبائل علي إغاثة الملهوف‏,‏ وإعانة المظلوم‏,‏ وردظلامته‏,‏ حتي قال صلي الله عليه وسلم عن ذلك الحلف‏(‏ لو دعيت الي مثله في الإسلام لا جبت‏).‏
أليست البشرية ـ في عصرنا الراهن ـ بحاجة إلي حلف فضول معاصر يضم في إهابه جميع المتحدثين باسم الأديان بمفهومها الشامل‏,‏ بحيث يشكل هذا الجمع قوة دفع اخلاقية‏,‏ وروحية‏,‏ تنفث في دوائر السياسة والاقتصاد وغيرها‏:‏ تلك المشاعر الانسانية الرفيعة التي استلبتها قوي الغريزة والأنانية والعدوانية‏,‏ وتضع أمام الحكومات والمنظمات العالمية البديل الاخلاقي الغائب وتبصرها بالمصير البائس الذي ستؤول اليه البشرية لو أنها أغفلت ذلك البعد الاخلاقي والروحي المستكين في أعماق العقول‏,‏ وحنايا القلوب؟
وبعيدا عن الجدل اللفظي حول إمكان الجمع بين الدين والدبلوماسية‏,‏ فإن هذا الدور المأمور للمتحدثين عن الأديان بمفهومها الشامل‏,‏ تحوطه محددات شتي‏:‏
أولها‏:‏ أن ينأي المتحدثون عن الأديان ـ بمفهومها الشامل ـ عن النقاش حول العقائد‏,‏ أو إثارة الجدل في محيطها‏,‏ فالعقيدة للدين بمثابة الهوية تلك الهوية التي لا يجوز المساس بها‏,‏ أو الاجتراء علي قدسيتها‏.‏
ثانيها‏:‏ أن تجتمع كلمة أولئك المتحدثون علي خطورة التطاول علي مقدسات الأديان‏,‏ أو الإساءة الي رموزها ومعالمها‏,‏ فذلك مما يشعل نار الفتن‏,‏ ويلهب ضرامها‏!!‏
ثالثها‏:‏ أن يكون لهؤلاء المتحدثين ميثاق معقود يحدد أهداف هذا الدور المرتجي‏,‏ والذي يرمي في جوهره إلي إشاعة السلام والتسامح والتفاهم بين البشر‏,‏ كما يحدد الوسائل المشروعة التي تتخذ في سبيل تحقيق هذا الهدف وانجازه‏,‏ فالهدف النبيل لاغني له عن الوسيلة النبيلة‏,‏ والغاية في المجال الديني والاخلاقي لا تبرر الوسيلة‏!!‏
رابعها‏:‏ أن يكون للمتحدثين عن الأديان فلسفة أخلاقية تقوم علي دعامتين هما الحق‏,‏ والعدل‏,‏ وعلي أساس هاتين القيمتين الاخلاقيتين يقوم السلام‏,‏ كل السلام‏,‏ الروحي منه والعملي‏,‏ ان السلام المجرد عن العدل‏,‏ والعاري عن الحق‏:‏ صيحة في واد‏,‏ أو نفخة في رماد‏!!‏ وما فشلت محاولات السلام أو انتكست ـ علي مدي التاريخ البشري إلا لغياب إحدي هاتين الدعامتين أو كلتيهما‏!!‏
خامسا‏:‏ أن يتحلي هؤلاء المتحدثون ـ بأقصي قدر من الحيدة والتجرد‏,‏ والصبر والإناة‏,‏ وان يكون همهم الأكبر هو الاعلاء من شأن تلك القيم‏,‏ واستخدامها في رؤية الوقائع علي ضوء كاشف‏,‏ ينير ماخفي منها‏,‏ ويرسم الطريق الي توظيفها في تعديل المسارات‏,‏ وتوجيه الخطوات‏.‏
ثم أقول‏:‏ قد يكون في هذا الحديث قدر من الحلم‏,‏ أو ضرب من الخيال الملحد‏,‏ ولكنه تجسيد للقلق علي مصير هذا الكوكب الذي أتصوره يئن من أنات المظلومين والمقهورين‏,‏ وأمل عريض في أن يكون الدين هو الملاذ الذي تؤوب اليه البشرية‏,‏ والواحة التي ينتشر فيها عبق العدل‏,‏ والتعاطف‏,‏ والأمن والسلام‏.



اقرأ ايضاً

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.46707
Total : 100