المسؤولون غير الكفوئين وهم كثيرون وتعج بهم مفاصل دولتنا , يجيدون فن التبريرات لإخفاقهم في أداءهم الوظيفي . ومع أنّ التبريرات المرتكزة على معطيات واهية ولا وجود لها على أرض الواقع فإنها تأتي أحياناً مضحكة ومبكية في ذات الوقت . أمانة بغداد مثلا لو أخرجنا إفلاطون من قبره وسألناه عن تقييمه لها لقال بأنها فاشلة وفاسدة . والسيد نعيم عبعوب أو كما كنّاه السيد نوري المالكي بالحجّي يقول بأن كادره عثر على صخرة يبلغ وزنها أكثر من مئة كيلو غرام داخل أحد أنابيب المجاري .ولسنا بصدد كيف دخلتْ هذه الصخرة في الانبوب ؟ ومن هو (البطل ) الذي قام بإدخالها وغيرها من التساؤلات بقدر ما يهمّنا من طريقة وسذاجة التبريرات لفشل أداء الأمانة في إحتواء غزارة الأمطار وللسنة الثانية رغم التخصيصات المالية الخيالية التي وضعتها الدولة تحت تصرفها . وما نخشاه حقّاً أن تتحول صخرة الحاج عبعوب المُكتشفة , بالنسبة لنا كعراقيين , الى صخرة سيزيف المشهورة , خاصة وإنّ السيد نوري المالكي قد إسْتشهد في خطابه الإسبوعي المتلفز بهذه الصخرة الملعونة التي ساهمت بإغراق بغداد , وطبعا شهادة السيد المالكي هي بالتأكيد ستزيد الحاج عبعوب فخرا . أقول اذا تحوّلت صخرة الحاج عبعوب الى صخرة سيزيف فعلى اهل بغداد السلام .