Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
اللغة والإبداع والحاجة لبيئة معرفية قادرة على الإستجابة ١
الأربعاء, نيسان 22, 2015
عباس علي العلي



اللسان العربي ندرسه هنا بمفهوم "اللغة" حصرا وهو الأداة الأولى التي يستخدمها الإنسان للتعبير عن وجوده المعنوي بالشق المعرفي والإحساس النفسي والتأثر العقلي بأعتبارهما عنوان للشخصية ,ومن خلال اللسان يتم تفعيل التواصل والتميز ونقل وتبادل المعرفة وصولا لنظام التعارف الكوني الذي هو أحد أهم أوجه مميزات النظام الأجتماعي الإنساني الفريد في الوجود ,لذا أطلق البعض على الإنسان بالكائن الناطق أو الحيوان المتميز بمنطق صوتي تعبيري مرمز ومركب وله خاصية التطور والتراكم والتحديث تعبيرا عن كينونته المنفردة.
هذا التوصيف وإن جاء مطولا لكنه يحمل جملة من القضايا المهمة التي لا بد لنا من أن نواجهها على أنها من التحديات والإشكالات التي لا بد لها من حلول ورؤى متطورة خاصة مع منطق التحديث العلمي والمعرفي الذي عم كل أوجه الحياة وشكل السمة البارزة والعلامة الأكيدة لقدرة المجتمعات على التكيف والأنتقال الطبيعي من مرحلة تطورية إلى أخرى تستعين باللغة الوعاء الحيوي للثقافة والفكر والمعرفة ودورها في تنمية هذه الأتجاهات وليس فقط بنقلها أوالتعبير عنها بل وتهيئة الأسباب والسيل لذلك .
من المعروف أيضا أن الوسائط الناقلة يجب أن تتناسب طرديا مع المنقولات عبرها أو المواضيع التي تستخدم هذه الوسائط كي تكون على تناسب مع الحجم والكيف والنوع ومقدار الحداثة الدائرة فيها , لذا كثيرا ما يشعر بعض كتاب العربية خاصة من يحاول أن يتخلص من القيد اللغوي النمطي للتعبير عن نتائج خوض تجربة أما لغوية إبداعية أو فكرية تتعدى نظام الفهم التقليدي , سيصطدم بحاجز المنطق الصارم والقواعد المنطقية التي تنجح في كبح الرغبة في التعبير الحر ولكنها تتعجز في ذات الوقت أن تمنح اللغة حرية التوافق مع الجديد الإبداعي .
ومع أن هذه التجربة وغيرها قد عانت منها بعض اللغات والثقافات الاخرى في مسيرة التطور عندما تقف عاجزة أو غير مستجيبة لهذا الدفق الرهيب من الكم التعبيري والشعوري المتحول إبداعا وتجديدا والمار عبرها والذي بحاجة لوعاء بذات الحجم إن لم يكن أكبر قدرة في التعبير والتواصل ,هذا الإحساس ليس بالضرورة كائن عن عجز اللغة وتعجزها عن الإستجابة ولكن في غالب الأحيان نجد أن القواعد المنطقية الصارمة والتي لم تعد تلبي الحاجات المعرفية والعلمية هي التي جوهر روح وسيرورة التحدث والتجديد قد حالت دون أن يظهر الإبداع بالشكل الذي خلقه وأبرأه وصوره الإنسان الخالق.
الوقوف أمام هذه المشكلة وأمامنا وفي جعبتنا عدة خيارات ورؤى لا بد لنا بها من أن نضع جملة أشياء في الحسبان حسب أهميتها في قضية الإبداع قبل أن نقرر خياراتنا المناسبة لها حسب الأهمية والترتيب ,الأولى ضرورة الإنتظام تحت منطق وقواعد تحافظ على نظام اللغة وتكسبها قدرة على أن تحتفظ بشخصية مميزة دون إبتذال وتدهور وهذا الأمر ليس عيبا في حد ذاته ولا تقييدا لحالة الإبداع إذا ما أمتلك هذا المنطق روح الإستجابة وكان يحمل في ذات النظام المنطقي روحية التجديد والمسايرة المسئولة .
ثانيا وجوب التخلص من القوالب الجامدة والتأريخية المنطقية وأعتماد الجرس اللفظي والحس الذوقي للغة أكثر من الأعتماد على الحسابات الرياضية وقوانين القياس ,لأن اللغة أساسا هي تعبير وإحساس وشعور بالجمال الكائن من التراكيب والبناء اللفظي الصوتي والجمالي المكتوب, هذا الوصف يدعونا أعتماد المعيار الجمالي الحسي المرهف بدل القانون الجاف الجامد الذي قد يفقد اللغة قدرتها على التأثير الحسي الجمالي نحو التجمل المصطنع وأنتاج مفاهيم جمالية لا تستطيع دوما أنتزاع الإحساس الشعوري الإنساني من مكمنه في البناء اللغوي .
ثالثا أن نختار منهج وسطي يوازن بين الجمال الحسي الشعوري السمعي التذوقي وبين أن يتوافق هذا الشعور مع مستلزمات وقوانين وقواعد المنطق في عملية تأثير متبادل بين الحس الطبيعي والقاعدة المنضبطة ,وأظن أن مسألة التوفيق هذه تحتاج إلى منهج جديد أخر واضافي يرسم مجموعة العلائق والروابط ويعيد صياغة المفاهيم الخاصة لأصل معنى التذوق ولأصل مفهوم وحدود المنطق , وهذه العملية بنظري وإن كانت الأجدر لكنها تحتاج إلى جهد وتجربة ودراسات معمقة قد لا تتوف الآن على درجة من الطموح القادر على معالجة الواقع اللغوي الراهن .
إن أرتباط الإبداع بقضية اللغة واحد من القضايا الملحة والتي علينا أيضا أن نعلم الحدود الحقيقية لهذا التأثير وكيفيته ومشاكله وأرتباطها بقضايا أخر تشكل بمجموعها ما يسمى "إشكالية الإبداع" التي تمتد من مفاهيم خارجة عن الموضوع مثل الحرية والسلام والمقدمات التكوينية للمعرفة الخاصة ومنهج التعلم والتعليم ومعطيات الإبداع الأولى وحدود قدرة الثقافة والمعرفة والعلم الحاضنة الأساسية للإبداع وأخيرا العنصر الأهم وهي البيئة الإبداعية التي تحمل سمات خاصة قد لا تكون حاضرة أو متوفرة في كل الثقافات وفي كل المجتمعات على درجة واحدة أو متساوية .
الإبداع المعرفي بشقيه العلمي والأدبي وحتى الفني الذي يتميز بدرجة عالية من الحسية الذوقية البصرية بحاجة إلى لغة تمنحه أولا القدرة على الغوص في البحث عميقا بالموضوع الإبداعي دون أن تكون في لحظة ما عاجزة أن تستجيب للعطاء التعبيري أو عاجزة عن نقل فكرة ما من العمق العقلي بشقيه البحثي التجريبي أو التأملي التنظيري ,وثانيا أن تمهد للعقل الإبداعي من خلال سعة أمتدادها للوصول إلى أقصى الدرجات في التعبير الحر المتوازن عن الفكر وأطمئنان المبدع أن ما سينتجه لا يمكن أن يكون عصيا على الأنتقال والتواصل والفهم لو جنح أكثر في التحرر من سقف الواقع اللغوي ومحاولة الخروج إلى فضاء حر لكنه إنساني أكثر في فهمه لحاجات الإنسان وأكثر تعبيرا عن قضاياه الملحة .



مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45847
Total : 101