Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
تجّار الحروب ومآسي الشعوب
الأحد, حزيران 22, 2014
ثامر عباس

إن من طبيعة الشعوب والمجتمعات أنها تميل بالفطرة إلى الاستقرار في المعاش وتنشد التطور في الحضارة ، وكل ما يقع خارج هذه المعادلة الجوهرية والمؤسسة ، التي تعتبر مؤشرا"على صحة كيانها ومتانة نسيجها ، يعد بمثابة إخلالا"لتوازنها واهتزازا"لقيمها وتفكيكا"لمدماكها . ولعل الصراعات الأهلية والحروب الخارجية هي من أكثر العوامل إضرارا"وأشدها فتكا"لتلك المؤشرات والمعطيات . وكما في جميع الظواهر الشاذة والحالات الاستثنائية التي تنطوي على مظاهر العنف في السلوكيات والتطرف في الذهنيات والانحراف في الأخلاقيات ، فان المجتمعات المعنية بها ستكون بالضرورة مسرحا"للكثير من التغييرات السلبية والتحولات الحادة ، التي لا بد من توقع حصولها ليس فقط على المستوى الفردي / الشخصي فحسب وإنما على الصعيد الجماعي / الاجتماعي أيضا". ولهذا نلاحظ شيوع ظواهر الفساد بكل أنواعه ، وانتشار مظاهر الجريمة بكل أنماطها ، وانثيال معطبات التحلل الأخلاقي بكل مستوياته . وإذا كان رصد وتشخيص مثل هذه الظواهر في المجتمعات التي خاضت غمار حرب واحدة يشكل حالة غريبة وشاذة بالمقاييس الاجتماعية والإنسانية ، فما بالك حين يكون المجتمع – هنا نتحدث عن المجتمع العراقي - قد تعرض لأكثر من حرب داخلية وخارجية خلال جيل واحد فقط ؟؟!! . الحقيقة لسنا بصدد استعراض عيوب ومثالب ما أفرزته تلك الحروب على طبيعة الشخصية العراقية ، وما تمخض عنها وترتب عليها من أهوال مباشرة وغير مباشرة يصعب تصديقها ، وضعت تلك الشخصية في مواقف وحالات لا تحسد عليها بتاتا"، سيما وإنها تحتضن في كينونتها استعدادات سوسيولوجية وانثروبولوجية وسيكولوجية وتاريخية وثقافية ، تساعد إن لم تكن تشجع على ارتكاب الأفعال المشينة ، وتسوغ إن لم تكن تبرر الممارسات المرذولة . وهكذا ففي الوقت الذي يغاث فيه الناس من شدة المعاناة الناجمة عن تلك الصراعات التي تكاد أن تكون يومية ، تنشط ثلة من عتاة المجرمين الذين باعوا ضمائرهم للشيطان وتنازلوا عن إنسانيتهم لطاغوت المال (تجار المصائب والحروب ومصاصي دماء الشعوب) ، لاستغلال مآسي المنكوبين واستثمار كوارث المطاردين ، من خلال تصيد الظروف الصعبة وتحين الأوضاع العصيبة ، التي تضطرهم إلى ترك منازلهم ومغادرة مدنهم وهجرة – وهذا أسوأ – أوطانهم ، لتعظيم مكاسبهم المنهوبة بفعل اضطرار مالكيها على الهروب من براثن الموت ، ومراكمة ثرواتهم المنتزعة بفعل احتياج أصحابها لمأوى آمن يقيهم من التشرد . وفي هذا السياق فقد جمعتني الصدفة مع سيدة عراقية – وما أكثرهن في مجتمع بات جلّ أفراده لا يمتهنون سوى أعمال القتل واللصوصية - رسمت مظاهر الفجيعة على محياها تقاطيع ألم لا يمحى ، وحفرت مخالب الرعب في وجدانها أخاديد عميقة لن تزول . حيث تبين أن عمليات القصف اليومي للحكومة العراقية ، فضلا"عن المداهمات المستمرة من قبل المسلحين ، أجبرت عائلتها والكثير من العوائل الأخرى على اتخاذ قرار مصيري غاية في الصعوبة ، تمثل بعرض بيوتهم والنفيس من ممتلكاتهم للبيع ، متأملين أن يجدوا ملاذا"بديلا"في مكان آخر . وهنا تقدم المرابون والسماسرة ليعرضوا خدماتهم المشروطة بدم الضحايا ، معربين عن رغبتهم البهيمية لاقتناص هذه الفرصة الثمينة والشروع بالمضاربة ، بعد أن استشعروا وهم الخبراء بهذه الأمور – ألم يكونوا شركاء القتلة وحلفاء اللصوص في المغانم والأسلاب ؟ - فقد الطرف المنكوب أية قدرة على المساومة والمناورة لضمان حقه من هذه الصفقات التي يعلم تماما"أنها تجري لغير صالحه وعلى حسابه . ومن المفارقات المضحكة والمحزنة في قصة هذه السيدة ، هي قيام أحد (تجار الموت) بشراء بيوت الزقاق كلها وبالجملة – تصوروا مرابي واحد يشتري بيوت الزقاق بكامله ، كما لو أنه يتبضع في سوق خضار !! - بعد أن عرض على أصحابها مبالغ لا تمثل إلاّ نصف أقيامها الفعلية ، الأمر الذي اضطرهم للبحث عن أماكن نائية تتوفر فيها منازل متواضعة يستطيعون شرائها والاحتماء بها . فهل هناك خسة أكثر من هذه الخسة التي تعامل بها هذا المرابي مع ظروف هؤلاء القوم ؟! . وهل هناك جريمة أبشع من هذه الجريمة ، التي ربما يتوهم هذا التاجر / المجرم أنه أبدى خلالها شهامة ومروءة يعجز غيره عن الإتيان بمثلها ، باعتبار انه (أسعفهم) من ورطة تركها للنهب والتخريب من قبل شذاذ الآفاق ؟! . الحقيقة إن هذه القصة / القضية حيرتني وأفزعتني في نفس الآن ليس فقط بتفاصيلها المؤلمة وأحداثها المأساوية ، إذ إن ربوع العراق تشهد نظيرها يوميا"المئات إن لم تكن الآلاف ، وإنما لمواقف هذه المخلوقات البشرية وأسباب جعلها تتصرف بهذه الوحشية المفرطة ؟! . لماذا تنقلب هذه الكائنات إلى مسوخ خرافية تقتات على بؤس الآخرين وتتغذى على مصائبهم ، بعد أن تتخلى عن أخلاقيتها وتتنصل من دينها وتتبرأ من إنسانيتها ؟! . والأنكى من ذلك إن هذه الوحوش (الآدمية) لم تأتي من وراء

الحدود أو من خارج البلاد ولا حتى من غير مدينتهم لتساوم أهلها على حلال مالهم وممتلكاتهم ، بل هي من نفس الحي وتعيش بين ظهراني ساكنيه ، ولربما تجمعها بأصحاب المحلة علاقات جيرة وصلات قرابية . بيد أنها لا تلبث أن تخلع رداء الحمل الوديع الذي تخدع به أقرانها عادة ، لتتحول فجأة إلى ذئاب شرسة لا تقيم وزنا"لا لصلة رحم ولا لعلاقة قرابة ولا لعشرة جيرة ولا لعرف اجتماعي ولا لوازع أخلاقي . إذ جعل الله على قلوبهم أكنّة وختم على سمعهم وأبصارهم ، بحيث لم يعدو يميزون بين الحلال والحرام ، بين الخير والشر ، بين الإنسانية والوحشية ، طالما إن الأمر يتعلق باستغلال فرص المصائب واهتبال مناسبات النوائب ، التي تدر عليهم (القناطير المقنطرة) من الأموال والعقارات والعيش \الرغيد ، بعد أن كانوا عاجزين عن شراء رغيف خبر يسترون به جوع غوائلهم ، أو شراء قنينة ماء يرون بها ظمأ أطفالهم !! . اتقوا الله أيها المرابين وتذكروا إن اليوم لكم وغدا"عليكم !! .


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.43839
Total : 101