العقل يرفض التهميش ، مهما كان نوع التهميش او اسبابه ؛ بسبب اثار التهميش الكارثية على الطرفين والتي تعني استمرار عدم الاستقرار في كافة نواحي الحياة .
عدم الاستقرار يعني بكل بساطة ارباك الحياة ، تأخر التنمية البشرية والاقتصادية والعلمية اضافة الى سفك الدماء والخراب .
الانسان بطبيعته يبحث عن الامن والامان والاستقرار ؛ التهميش يربك كل هذه العناصر المهمة في حياة الانسان ويجعل من الانسان الذي يشعر بالتهميش قنبلة موقوته تنتظر فرصة الانفجار ، المهمش ينتظر الرد السلبي وصولا الى الانتقام وليس الرد الايجابي الذي غايته كسر التهميش والانتقال الى مرحلة المساواة بين ابناء المجتمع الواحد ، لانه صار يملك قناعة كاملة بأن من يملك قوة التهميش اي المركز لن يتخلى عن قوة التهميش بأرادته ، بل سوف يتنازل عنها عن طريق وجود قوة عنف وارهاب اقوى منه , وعن طريق الخسائر المادية والمعنوية التي سوف يتكبدها المركز.
في المقابل ، يندفع صاحب قوة التهميش مستخدما كل وسائله المتاحة الى الزيادة والشدة في اساليبه لاخضاع المهمش ( بضم الميم ) المتمرد وقمعه بحيث نصل الى دولاب الدمار واستمراره بين الطرفين والنتيجة ( لاغالب ولا مغلوب) سوى تأخير كل جوانب الحياة مع خسائر فادحة للطرفين .
التهميش مرض خطير يصيب المجتمع وينشر جراثيمه في كل مفاصل الحياة ، بحيث تصعف مناعة افراد المجتمع في مقاومته مما يؤدي الى نتيجة حتمية هو تقسيم المجتمع ونهاية وحدته ، بالتالي على العقلاء والحكماء مراجعة اسباب التهميش الكارثية والوقوق عندها بموضوعية من اجل ايجاد الحلول الناجعة والقضاء على هذا المرض الخطير والتخلص منه ومن نتائجه واثاره الكارثية .
سلام الياسري
في مقدمة كتاب ( تهميش العرب السنة في العراق )
مقالات اخرى للكاتب