Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
حزن العراقي
الاثنين, آب 22, 2016
عبد الحميد الصائح

ما اعظم حزنَ العراقي  ، وما اسوأ شكواه   ، الحزن عميق ولامع ومنتج ومهيب ، والشكوى مذلة وضيعة . لا بارك الله بكل من جعل العراقي يشكو ظلما او يطلب حاجة او يواجه مصيرا يحط من كرامته ، لابارك الله به مهما كان حجم ثوبه ، وسعة ظهره ، وطول نشيده . الكثير، حتى من اهل الفن والغناء والادب لايفرقون بين الحزن والشكوى ، فتراهم يصرخون ويزعقون طلبا للحب ، والبحث عن الثأر من غدْر الزمان ، ولو بحثت طويلا وجهدت في ذلك، لن تجد  لحظة حزن ولا دمعة حزن ولا صفنةَ حزن عميقة في ثنايا ما ينشدون ، الحزن كتَبَ قصصا  وتراثا  وانتج علما ، و نقل تجارب اقوام ومجتمعات ،  وكان اقوى من مكر السياسة ، كان دهاقنة الحزن العراقي من الذين وقفوا بوجه السلطان ، يموتون جوعا دون ان  يبيعوا ذمّة او يخونوا عهدا ، او يرضخوا لحاكم متجبّر اوقفّاص سياسي ، او تابعٍ مختالٍ فخور، ، هؤلاء هم أهل الحزن،  اكرموا وضحّوا بدمائهم ولقمة عيشهم من اجل الاخرين، حزانى لكنهم يترفعون كثيرا عن الشكوى، بل كان الحزن لهم زينة وعادة ووساماً ، فالذي لايشكو عفيف، لكن الذي لايحزن خطِر بلا قلب  ، ها هي بغداد التي اشرقت بنورها على العالم يوما ،  كتبت وطبعت ونشرت ،  عبدت   وألحدت وتجّملت وغنّت ورقصت وخفتت واشتعلت  ،

وصنعت الفرح للبشرية منذ بزوغها ،توصف بالحزن في كل شيء ، بالغناء والشعر والموسيقى . اتذكر اجابة نادرة للمفكر الراحل السيد محمد حسين فضل الله ، ساله مذيع قناة عربية سؤالا لئيما مركبّا ،  ماهو رايك بالغناء العراقي ؟ ، فاجابه السيد رحمه الله بفطنته المعهودة : (عندما يغني العراقيون تعال اليّ بسؤالك ! ) . الحزن اذن ذاكرة ،وتاريخ وحوادث وازمان ، وقلبٌ ظل ينبض طويلا، من نواح كلكامش على انكيدو ، الى نواح ام عباس على فقيدها في سبايكر، لاتوجد ارض عُجن ترابُها بدماء خلق الله كما هي بلاد العراق ، ولايوجد  ظلم الا وحدث على ارضها ، من محارق (نرام سين) الذي أحرق المعابد وقتل الزرع والضرع في اكد واور، الى افاعي داعش التي هجّرت اهل العراق الاصلاء وهدمت كنائسهم واحرقتْ بيوتهم ، مرورا بنزاع المسلمين حين شهدت هذه الارض ازكى الدماء واطهر الارواح  واقدس المواقف ، ولذلك، فحزن العراقي ليس حزنه الشخصي بل هو وريث الحزن الاول، ينوب بعاطفته عن البشرية جمعاء منذ بيضتها الاولى ، فتراهم يحاورون به. ، كيف يمكن فهْم العراقي،؟ هذا الذي يستعرض حزنه وكأنه يستعرض ذكاءه،؟ يسخر من حياته، وايضا يفاخر بها، يؤلف الرعب ويبالغ بالتحذير من العدم ، وفي الوقت نفسه يراهن على المستقبل !. ومع ذلك لا احد ممن وثق بهم او راهن عليهم انصفه . حتى الذين يظلمونه يلومونه ، حتى الذين يسرقونه ، يتهمونه بالتقصير ،حتى الذين يدخلونه حروبا، يحمّلونه نتائج الحماقةِ والعصبيةِ وقلة الحِلم .حتى الذين ينتخبهم لادارة شؤونه ويخذلونه يَسِمونَه بالنفاقْ! ، عجيب امر العراقي فعلا ، لايعرف بالضبط من هو معه، ومن هو ضده ،من الذي قاد بلاده و(فشِلَ) حين حطمها ؟، ومن  الذي قاد بلاده و(نجح) حين حطمها ؟ . ومع ذلك كله لايوجد كائن من بين خلق الله جلت قدرتُه، سعيدٌ بحزنه كما هو العراقي.

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.41676
Total : 101