Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
المرض والسلطة: الخداع والحيلة جزء من شخصية ميتران فأخفى مرضه (الحلقة 5)
الجمعة, كانون الثاني 23, 2015
محمد امين



يقدم كتاب «المرض والسلطة» لمؤلفه وزير الخارجية البريطاني الأسبق اللورد ديفيد أوين، دراسة للمرض وأثره في رؤساء الدول. وينظر في كيفية تأثير المرض والعلاج البدني والنفسي، في عملية إدارة الحكم وفي اتخاذ القرارات التي قد تقود إلى التصرفات الحمقاء أو الغبية أو الطائشة.
ويهتم الكاتب بصفة خاصة بالزعماء الذين لا يعانون من المرض بالمعنى العادي، ومن تعمل وظائفهم الإدراكية بصورة جيدة، ولكنهم أصيبوا بما يطلق عليه «متلازمة الغطرسة»، التي أثرت في أدائهم وتصرفاتهم. ومثل هؤلاء الزعماء يعانون من فقدان القدرة والوثوق المفرط في النفس، وازدراء النصيحة والمشورة التي تتعارض وما يعتقدونه، بل وحتى رفض أي نصيحة مهما كانت.
ولقد ظل الدكتور ديفيد اوين ومنذ فترة طويلة يهتم بالعلاقة المتبادلة بين السياسة والطب، وهو يستخدم في الكتاب معرفته الواسعة في المجالين للنظر في المرض ضمن حالات مختلفة في حياة السياسيين، وما إذا كان من الممكن حماية المجتمعات من مرض زعمائها!

التعتيم الذي استخدمه ميتران، يعود بين أسباب أخرى إلى جهله في ما يتعلق بالأدوية التي وضعت له، حيث كان يقول إن الأدوية التي اعطاه اياها الطبيب غوبار هي لـ«علاج الروماتيزم» غير ان هذا النوع من الخداع يشكل جزءاً من طبيعة ميتران، وشخصيته تعد عاملاً رئيسياً في فهم قرار توخى السرية فهو شخص تعتبر السرية والحيلة جانبا طبيعيا من حياته السياسية ولم يكن من المستغرب انه كان يطلق عليه احيانا اسم «ابو الهول».

جائزة نازية

وقد شاعت هذه السمعة نتيجة الطريقة التي عالج بها مسألة سجل نشاطاته ابان الحرب العالمية الثانية، ففي أواخر أيام تلك الحرب كان يشارك في صفوف المقاومة الفرنسية في تزييف الوثائق والتخطيط لعمليات الهروب لاسرى الحرب.
وخلال عام 1943 وتحت اسم مستعار هو الكابتن مورلان، ومع موريس بينو رئيس القوميسارية، بدأ في تطوير شبكة للمقاومة هي الحركة الوطنية للاسرى ومهجري الحرب ولكن في نوفمبر 1943 تلقى ميتران جائزة من المارشال فيليب بيتان زعيم حكومة فيشي التي تعاونت مع الاحتلال الألماني لفرنسا، وكانت تلك الجائزة تمنح للموظفين الموثوق بهم، ومنحها لميتران اثار جدلا ظل يؤرقه طوال حياته السياسية وهو انه كان متعاوناً في وقت سابق مع الاحتلال النازي، وفي كل مرة كان يهاجم بتلك التهمة، ظل ميتران، ولسنوات يرفض مترفعا التعليق معبرا عن الاعتزاز بكرامته.

زهور على قبر بيتان

ولكنه عندما تولى منصب الرئاسة في نوفمبر 1992 تجاهل منتقديه، واعطى مصداقية للاتهام الذي وجه اليه بالتعاون مع الاحتلال، وذلك بوضعه باقة من الزهور على قبر بيتان، وهذه الخطوة ليست جديدة أو غير مسبوقة، فقد أمر الرئيسان ديغول وجيسكار ديستان بوضع باقة من الزهور عند الاحتفال بالذكرى الخمسين وكذلك الستين على التوالي نهاية الحرب العالمية الثانية، فقد كان بيتان رئيسا للقوات الفرنسية في معركة فيردون، غير ان تصرف ميتران اثار ضجة كبرى.
وربما يكون ميتران قد شعر انه يدرك حقيقة خفّية حول فرنسا وهي انها لا ترغب في حسم قضية ما حدث فعلا في سنوات حكومة فيشي حسما نهائيا، وان احساسه هذا يعكس فقط رأي جيل الفرنسيين ممن كانوا في سن الرشد خلال تلك الفترة بيد ان مدى تورطه مع حكومة فيشي ما زال يحيطه الغموض.
وفي الحكومة المؤقتة التي كانت تنتظر عودة ديغول في اغسطس 1944، كان ميتران حينها في السابعة والعشرين من عمره، ورشح للعمل كسكرتير عام للجنة اسرى الحرب لمدة اسبوعين ولكنه اثناء الحرب حضر اجتماعا متوترا مع ديغول في الجزائر، حيث رفض طلب دمج ثلاث حركات منافسة لاسرى الحرب ولم يطلب منه البته المشاركة في الحكومة في عهد ديغول، ولكنه شارك في حكومة بول راماديير عام 1947 كوزير للجنود السابقين، ومنذ عام 1947 وحتى 1958 في فترة الجمهورية الرابعة عمل ميتران في احدى عشرة حكومة وكان ينظر اليه على انه غير اشتراكي، حيث كان قد انتخب كنائب مستقل.

حكاية غامضة

لقد انتشرت سمعة ميتران في الحيلة والخداع عن طريق حكاية غامضة ادعى البعض انها كانت مخططا يهدف للدعاية. ففي 16 اكتوبر 1959 نشرت الصحف ان ميتران نجا من محاولة اغتيال، واتهمه النائب اليميني روبير بيسكيه باختلاق تلك الحادثة للحصول على تعاطف شعبي. وتم رفع الحصانة البرلمانية عن ميتران حتى يمثل امام القضاء في اعقاب ذلك الاتهام. غير ان القضية لم تنظر البتّة، حيث فرّ بيسكيه من البلاد. وقد الحقت تلك القضية ضررا بالغا بالنسبة لميتران، ولكن وبسبب عادته اللجوء الى السرّية لم يدافع فيها عن نفسه.

انتقال غامض

ومن الامور الغريبة ايضا انتقال ميتران الغامض من صفوف اليمين الى جماعة اليسار في الساحة السياسية الفرنسية. وهي فترة عاش فيها حياته في جو غامض خلقه لنفسه.
وفي عام 1965 خاض انتخابات الرئاسة في مواجهة ديغول، واثبتت تلك الانتخابات قدرته على تشكيل ائتلاف يضم اليسار، حيث حصل على 45 في المائة من اجمالي الاصوات في الجولة الثانية. ومنذئذ اصبح سياسيا امامه مستقبل باهر. وشخص يرغب في ان ينظر اليه على انه مثقف محب للكتب. وقد وصف بأنه «شخصية خارجة من رواية».

أسرة موازية

وحتى اصابته بالمرض، كان اكبر سرّ لميتران هو وجود حياة اسرية موازية، حيث كان يعيش مع رفيقته آن بينغو لفترة طويلة، وله منها ابنة هي مازارين. وقد اخفى هذا الامر عن المواطنين الفرنسيين حتى تم الكشف عنه لاول مرة على صفحات مجلة «باري ماتش» في 10 نوفمبر 1994. وكانت مازارين قد بلغت سن العشرين حينها، وقد تبقت ستة اشهر قبل مغادرة ميتران لمنصب الرئاسة.
وبحلول عام 1981 عندما تم تشخيص اصابته بسرطان البروستاتا، كان ميتران قد اعتاد على توخي السرّية. واكبر الاضرار ذات الاثر السياسي للسرية التي احاط بها ميتران مرضه هي السرعة التي انتقل فيها من كونه سياسيا ديموقراطيا يميل الى الحزب الاشتراكي، والى الناخبين عامة ويؤيد الحقوق الفردية للمواطنين، الى سياسي متسلط غارق في سلطة الدولة التي احاط بها نفسه. كما ان التأثيرات الديموقراطية التي شكلت جزءا من حياته خلال صعوده نحو السلطة، تحولت فجأة الى خيار، واحتل حزبه والناخبون وحقوق الفرنسيين نساء ورجالا مرتبة ثانوية تجاه رغبته العارمة لابقاء مرضه سراً.

تنصت لمصلحة الرئيس

وشكل ميتران «خلية لمكافحة الارهاب» كانت تخضع له مباشرة حيث كانت تتخطى الاساليب القديمة التي كان يتم بها التعامل مع النشاط الارهابي عن طريق الشرطة الوطنية والجندرمة، اللتين تخضعان لرئيس الوزراء ومجلس الوزراء. وتولت هذه الخلية، التي لا تتمتع بأساس قانوني مناسب، عمليات التنصت الرئاسية التي كشفت النقاب عنها صحيفة ليبراسيون ان اصرار ميتران على التزام السرية لاخفاء مرضه لاسباب «تتعلق بالدولة»، قاد الى اكثر الحملات غير القانونية شمولاً ضد الخصوصية في التاريخ الجمهوري الفرنسي، اذ بأوامر صادرة عن ميتران تنصت فريق غير مخول من الجندرمة على هواتف المئات من السياسيين، والصحافيين والناشرين والشخصيات الباريسية البارزة، وقد برر الرئيس هذا العمل بذريعة حاجته لمعرفة ان كان اي منهم على استعداد للكشف عن تفاصيل مرضه، ولكن هذا الامر كان في جزء منه تبريراً للحفاظ على سرية حياته الاسرية الموازية وابعاد الانظار عن بينغو وابنتهما، وهما كانتا تقيمان في مسكن محروس على نفقة الخزينة العامة، ونفى ميتران بشدة وجود اي تنصت على الهواتف في لقاء مع التلفزيون البلجيكي عام 1993.

طائرتان للسفر

وقد احاطت هذه السرية ايضا زيارات ميتران للدول الاجنبية، وكان يبعث طائرتين، واحدة له واخرى تصل بعدها بوقت قصير تحمل اسرته السرية، وكان الزعماء الاجانب يدركون ذلك، وربما تكون الصحافة قد تكهنت به ،لكن لم يعلن او يكتب الا القليل حول هذا الامر، وقد تحول الكذب الى عنصر في الحياة اليومية حتى انتقل الى مجالات صنع السياسات، ونحن نعرف الان على سبيل المثال انه بالرغم من كل تصريحات النفي، فإن ميتران خول جهاز الاستخبارات الفرنسي بإغراق سفينة جماعة غرين بيس الداعية للمحافظة على البيئة «رينبو ورير» التي كانت تعد لإرباك الاختبارات النووية الفرنسية في منطقة المحيط الهادئ وقد اكد هذا الامر، في يوليو عام 2005، الادميرال بيير لاكوست.
ولدى الكاتب الفرنسي تييري بفسنر الذي تولى منصب المتحدث الرسمي لرئيس الوزراء بيار ماوروى في حكومة ميتران الاشتراكية الاولى وجهة نظر خاصة حول سلوك ميتران تجاه الحقائق، فقد ادعى ان الجنرال ديغول قال صائحا ذات مرة «الحقائق! هل تعتقد انني كنت سأقيم حكومة فرنسية حرة ضد الانكليز والاميركيين عن طريق الحقائق؟ اننا نصنع التاريخ بالطموح وليس الحقائق».
وقد نقل الكاتب هذا القول لاثبات نظريته القائلة انه في الذهن الفرنسي نجد ان الكذب في السياسة هو العرف السائد وان كل من يحاول ربط مواصفات الحقيقة بسلوك اي سياسي يعد شخصا ساذجاً، ويستطرد بالقول ان الفرنسيين وبصفة خاصة النخبة الفرنسية، لا يفهمون البتة سبب محاولة محاكمة الرئيس بيل كلينتون، فهم يخشون من عواقب تلك المحاكمة، بالنسبة لقدرتهم على الحفاظ على حياتهم الخاصة سراً وبصفة خاصة حياتهم الجنسية.

الاجابة الصعبة

والسؤال الذي تصعب الاجابة عليه هو: هل كان ميتران سيختار سلوك طريق السرية والغموض والتسلط بغض النظر عن حالته الصحية؟
وهل هو في الاساس شخص تسكره السلطة ومزاياها؟
لقد راقبته قبل توليه السلطة ولم اتمكن من ملاحظة ميول كهذه كامنة لديه.
واعتقد ان المرض شكل عاملاً اساسياً في ذلك، ولكن ككل الامور التي تتعلق بميتران لا يستطيع المرء التأكد من اي شيء

سجله الرئاسي

لقد اثبت ميتران ان الرؤساء قد يعانون من المرض، ومن سوء حالتهم الصحية، وصعوبة العلاج ومع ذلك يستطيعون ادارة الحكم بكل كفاءة، وهم في هذه الحالة لا يختلفون عن عامة الناس، وقد حقق علاج السرطان تقدماً كبيراً، ويستطيع المريض حالياً تحمل العديد من طرق العلاج الصعبة بطريقة جيدة، وكان ميتران في هذه المرحلة يتلقى علاجاً هرمونياً فقط، وهو أخف على الجسد من العلاج الكيماوي، وعلى الرغم من ذلك فانه عند النظر في انجازاته السياسية خلال تلك الاعوام، وبصفة خاصة فترة ولايته الاولى (1981-1988)، حقق ميتران انجازات مذهلة.
وقد كان ميتران رئيساً نشطاً في فترة ولايته الاولى، فقد خاطب المواطنين علناً 1700 مرة على الرغم من خوفه من فقد صوته نتيجة الاعراض الجانبية للعلاج، كما انه سافر الى الخارج 154 مرة وقام بستين زيارة رسمية لخمسة وخمسين بلداً.
وحضر 18 اجتماعاً للمجلس الاوروبي وستة اجتماعات قمة، وبالنظر الى هذا السجل يصعب القول انه كان عليه الاستقالة في نوفمبر 1981، كما يصعب الادعاء بان مرضه اضر بقدرته على اتخاذ القرارات خلال السنوات السبع الاولى من رئاسته.

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45199
Total : 101