Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
ضربة شمس !!
الخميس, أيار 23, 2013
حسن العاني

 

منتصف العقد الستيني من القرن الماضي، وهو عام تعييني الأول معلما في مدرسة قروية نائية، على طريق الكوت، كل شيء هنا لا علاقة له بالنظريات التي درسناها في (فترة) الإعداد لهذه المهنة، ليس ابتداء بجدران المدرسة الطينية، وسقوفها القائمة على جذوع النخيل، وليس ابتداء بتلامذتها الذين يحضرون إلى الدوام بالدشاديش، ويشربون الماء من الساقية المجاورة للمدرسة، ولكننا كنا سعداء للغاية فأهل القرية ينظرون الينا ويتعاملون معنا باحترام واجلال كبيرين، ورواتبنا يومها مقارنة بأسعار السوق تكفي لشراء زمة السلطان، وكنا جميعا من اعمار شبابية متقاربة، ومن سكنة بغداد، باستثناء مدير المدرسة، فهو اقدم منا في الخدمة، واكبر سنا، ومن ابناء القرية نفسها، وقد بنى داره على مبعدة أمتار من المدرسة واستقر في المنطقة. كان فلاحو القرية كرماء معنا، حيث لا يكاد يمضي يوم الا ما ندر، من دون أن تصل (صوغة) باسم احد المعلمين تحديدا او باسم الملاك التعليمي، لبن ، تمر، خبز حار، صحون بيض بالدهن، زبدة، سلال فاكهة... الخ ، واحيانا دعوات على الغداء، وقد جرت العادة ان نتناول بصورة جماعية ما يصلنا من (صوغات) سواء كانت باسم واحد منا ام باسم الملاك، ولم يحصل ان استأثر أي معلم بصوغته الخاصة، أو اخذ منها شيئا الى بيته، فما كان يفيض نوزعه على التلامذة او نعطيه للفراش، ولكننا لاحظنا ان المدير هو الوحيد بيننا الذي يشاركنا الطعام دائما، فاذا جاء شيء باسمه، لا يشاركنا فيه ويرسله مباشرة الى بيته!! الحقيقة اغاضنا هذا السلوك الاستغلالي كثيرا، ومنعنا الجرح والحياء عن معاتبته، ولكن الاقدار الجميلة هيأت لنا ذات يوم فرصة الانتقام منه، فقد غادر الرجل القرية في ذلك اليوم متوجها الى المدينة، منذ بداية الدوام الصباحي لتسلم رواتبنا الشهرية، ولن يعود في العادة إلا مع نهاية الدوام، او قبله بقليل او بعده بقليل كذلك، ونحن بالطبع لن نغادر المدرسة قبل عودته وتسلم الراتب!! في ذلك اليوم المبارك، حمل احد القرويين سمكة كبيرة إلى المدير (صوغه خاصة)، فكانت فرصتنا الذهبية، اجتمعنا وتحاورنا وتوصلنا الى ما يثلج صدورنا، حيث بعثنا السمكة مع الفراش إلى ام فيصل (زوج المدير) وهي سيدة فاضلة، كريمة اليد، وطلبنا منه إبلاغها، ان زوجها (اي المدير) يقول (هذا اليوم سيأتي المفتش ومدير التربية في زيارة تفقديه إلى المدرسة، وسيكون غداهم في الإدارة.. اريد أكل يفتح الوجه، ومع نهاية الدوام تقريبا كانت مائدة الطعام قد جهزت ووصلت الى الإدارة (سمكة وثلاث دجاجات، جميعها مشوية بالتنور، وتمن ومرق بامية وخاثر وطماطة وخيار وبصل وطرشي وخبز حار)، وقبل أن تنتهي من ترتيب المائدة وصل المدير وفوجئ بالمائدة الملكية التي بعث بها شيخ القرية، كما اخبرناه، فاكل بشهية مفتوحة، وفيما كنا نشرب الشاي حضر صاحب الصوغة، وهو يعتذر للمدير لأنه لم يستطع الحصول على غير سمكة واحدة !! وادرك ابو فيصل اللعبة، فاصفر وجهه واحمر وجحظت عيناه، ولكنه جارانا في الضحك، غير انه لم يحضر الى الدوام في اليوم الثاني بسبب تعرضه الى ضربة شمس... على حد زعمه!!

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45644
Total : 101