تأكّدت مهمّة شارون تدمير جيوش العرب بواسطة الدين ابتدأ بتديين الجنوب اللبناني بغزوه لها 1982 ..لا زلنا نتذكّر كيف أعدم الخميني جنرالات جيش الشاه ثمّ أخذ بتفكيكه لولا تسرّعه إعلانه "تصدير الثورة" ونشوب الحرب العراقيّة الإيرانيّة أجبرته وقف ذلك التفكيك, وذاك ما يفسّر لنا جهة التصفية الجسديّة لكبار قادة وضبّاط الجيش العراقي ,فهي عمليّة معقّدة تحتاج إمكانيّات وخبرات لا تتوّفر إلّا عند إيران.. والتجربة الإيرانيّة لاشكّ راقت لجهات غربيّة فصنّفت لديها كمخطّطات يمكن تطبيقها كان أوّلّ ضحاياها جيش العراق بقرار أميركي, وعلى نفس المخطّط سار الربيع العربي, لتتّضح مقاصده بعدها وهي تفكيك جيوش الدول الّتي هبّ عليها ,والهدف بات معروف, فما أن تختفي هذه الجيوش ستتحوّل المنطقة إلى أوكار للإرهاب تعمل بمتواليات تدميريّة شاملة من مجاميع عصابات مسلّحة وميليشيّات تنشغل بقتال بعضها البعض وبالمطاردات وبالمحاصصة لاستنزاف ما سيتبقّى من موارد لهذه الدول ستأسّس على أنقاضها جيوش ذات أهداف مشكوك فيها تختبئ خلف "الوطنيّة" بعد أن يتمّ إلغاء الخدمة العسكريّة الإجباريّة وجعلها رغبة شخصيّة بالتطوّع "وسيُضمن ذلك بعدما تغلق أبواب التعيينات للحياة العامّة" تشتيت للمواطنة كما حصل في العراق لا تستطيع تلك الجيوش المستحدثة الخطو خطوة من دون رديف ميلشاوي بمسمّيات بحسب البيئة الثقافيّة الاجتماعيّة يفتي بها ,كالإخوان المسلمون في مصر مثلّا.. ذلك كلّه حرّك في نفس الوقت من استشعر خطورة الأمر وفي المقدّمة روسيا والصين عكست مخاوفهما على وجه السرعة بما جعل الربيع يرتدّ في مكانه, وكان أكثر الخوف هو ما تلبّس محميّات الخليج عقب ارتداد الربيع المموّل قطريًّا لذلك سارعت لنجدة مصر بالأموال وتمّ محاصرة تمدّد الربيع في الوقت الّذي رمت روسيا والصين ثقليهما لوقف تفكيك الجيش السوري وكذلك جيش مصر الّذي يشكّل اليوم القوّة الرئيسيّة للعرب أيضًا بعد انشغال الجيش السوري وخمول الجيش العراقي, ساعد على أن يكون كذلك عامل الخوف الجمعي العربي تمدّد إيراني تركي إسرائيلي, خاصّةً وقد أدركت هذه المحميّات بعد أن تزعزعت ثقتها بأميركا "كما يروّج وهي برأيي مخاوف مصطنعة لغايات أبعد" أنّها على وشك اجتياحها إيرانيًّا من ثلاث محاور, ميليشيا ايران من الشرق ,الحوثيين جنوبًا وميليشيات عراقيّة من الشمال أعلنت عن نفسها بقصف صاروخي للسعوديّة والكويت أكثر من مرّة.. اليوم يطلب ودّ الجيش المصري دول المقدّمة العالميّة في تنافس واضح ,فقد أهدت روسيا أفضل تكنولوجيا الطرّادات الصاروخيّة في العالم بعدما أهدت فرنسا أفضل طائراتها "بكفاير" واهدت أميركا أفضل طائراتها أيضًا "أف16".
مقالات اخرى للكاتب