Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الهروب من الجحيم إلى الموت
الأحد, آب 23, 2015
ثامر مراد

 

 

حينما يشعر ألأنسان بأن هناك خطرٍ ما يهدد حياتهِ يلجأ الى طرق كثيرة للخلاص من ذلك الخطر أما عن طريق ألأستعداد لمواجهة الخطر بكل وسائل الدفاع عن النفس من أسلحة أو تحصينات معينة، أو عن طريق النزوح من موقع الخطر الى موقع أكثر أماناً على حياتهِ وحياة أسرتهِ. حدثت حكايات كثيرة في بلدنا جعلت عوائل كثيرة تنزح من مكان سكناها الى أماكن أخرى وهذا ماشاهدناه في ألأونةِ ألأخيرة. لسنا في هذا المقال نبحث عن أسباب نزوح تلك الفئات البشرية الكثيرة لأن هذه الحكاية المأساوية – حقاً- معروفة للجميع. موضوعنا هنا عن حكاياتٍ أخرى لاتقل مأساة عن تلك الحكايات آنفة الذكر. إنها حكاية العشرات ولانريد أن نقول المئات من حكايات بعض الفئات البشرية العراقية التي راحت تسلك طرق صعبة في الهروب من الجحيم الى موتٍ آخر أكثر قساوة . السبب الذي دفعي الى الكتابة عن هذا الموضوع هو حلم أحد الشباب من منطقتنا حينما جاء إليَّ يستشيرني في عزمهِ على الهروب من هذا البلد الى بلدٍ آخر لاأعرف أين يقع. كان منفعلاً جدا وعلامات التصميم لاتفارق وجهه. يقول بأنه سيدفع – دفتر- والدفتر هو عشرة آلاف دولار بالتمامِ والكمال. سيدفع هذا المال الى متعهد سيتكفل بنقلهِ الى جزيرةٍ خلف البحار لم اسمع بها من قبل. كان حلم هذا الشاب كبيراً جدا – حسب قولة سيسافر عن طريق التهريب الى ألمانيا أو النمسا أو بلدٍ يقبله كلاجيء إنساني. هناك سيدرس وسيصل الى أعلى مراحل التعليم وسيتحول من شاب فقير الى رجل يملك كنوز ألأرض في غضون سنوات من الجد وألأجتهاد. نظرتُ الى أعماق عينيهِ وكأنني أستقرأ مستقبله المجهول رغم التحدي الشبابي الكبير المرسوم على كل عصبٍ من أعصاب وجههِ الفتي.

 

طلبتُ منه أن يجيبُ على جميع ألأسئلة التي سأطرحها عليهِ بكل صدق. أشار بألأيجاب. من أين حصلت على هذه العشرة آلاف دولار؟ إقترضتها. هل تعرف السباحة؟ كلا. هل لديك شقيقات وأشقاء أصغر منك وأم؟ نعم. من سيتكفل بمعيشتهم حينما تسافر؟ سارسل لهم نقود كثيرة حينما أجد عمل هناك. هل تضمن نفسك أنك ستصل الى هناك وتجد عمل وترسل لهم النقود؟ لا..لاأضمن هذا. من سيصرف عليهم في فترة سفرك؟ لاأعرف. إذا غرق القارب في البحر هل تستطيع الخلاص من أمواج البحر؟ لا..سأموت لأنني لاأعرف السباحة. اذا أعطيتك راتباً شهرياً 300 ألف دينار هنا في العراق هل تبقى؟ نعم ..سيكفينني هذا الراتب لوحدي. ماذا تعمل ألان؟ لدي سيارة كوستر أعمل فيها والرزق لاباس به. حسناَ أعطــــني العشرة آلاف دولار أشغلها وسأعطيك راتباً شهرياً قدرهُ 400 الف دينار وراس المال يبقى ثابت تستطيع إسترجاعة في أي لحــــظةٍ تـــــشاء هل تقبل؟ نعم أقبل بكل رخابة صدر. إذن، لماذا تريد أن تسافر، ولديك هذا المبلغ تستطيع أن تفتح بهِ مشروع صغير يدر عليك حلالاً طيباً وتبقى قريباً من والدتك وأشقاؤك وتحافظ على حياتك من الخطر؟ سمعتُ من اصدقائي أنني سأعيش حياة مرفهــــه هناك وربما أتزوج فتاة أجنبية غنية وربما أصبح من أصحاب رؤوس ألأموال هناك . نظرتُ في أعماق عينيهِ وأنا أهزراسي شفقة على هذا الشاب الذي لم يصل الى الصف الثالث متوسط.

 

في اليوم التالي شرحتُ له تلك الرسالة التي وُجِدت في جيب أحد الشباب العراقيين لذي غرق في البحر وكيف كان يحلم في الوصول الى البلد البعيد مع أحد المتعهدين وكيف كان يناجي والدته ويذكر لها أن تسامحه فيما إذا إبتلعه البحر ويعتذر من شقيقته عن عدم إستطاعتة شراء هاتف ثمين لها على غرار الفتيات الميسورات وكيف يعتذر من ألأسماك لأنها ستتقاسم جسدهِ بلا قتال فيما بينها. رسالة جعلت الدموع تتفجر من عيناه وكأنه هو الذي غرق. فجأة قال لي بأنه لن يسافر بطريقةٍ غير شرعية مهما كانت الحياة هنا في هذا البلد. سينتظر ربما يستطيع يوما ما أن يجمع نقود كثيرة من عرق جبينهِ ويسافر في مقصورة الدرجة ألأولى لأحدى الخطوط الجوية العالمية. في هذه اللحظة وأنا أكتب هذه السطور أشعر بالقلق الشديد على شابٍ في العشرين من عمرهِ لم أرهُ في حياتي ولكنني أعرف كل شيء عنه. شقيقتهُ- التي هي بعمر إبنتي الوحيدة- تكتب لي كل يوم من خلال الجات وتذكر لي قلقها الكبير على شقيقها الصغير – المدلل- لأنه سافر عبر البحر منذ أسبوع وهو لايعرف السباحة وتقول ” متى يعبر البحر ومتى يصل الى هناك ؟ سأموت من القلق عليه وأنا اسمع كل هذه ألأخبار المرعبة عن غرق العشرات الفارين من الجحيم الى الموت ” . حقاً بدأت بالقلق عليه على الرغم من أنني لم أشاهد تلك الفتاة ولم أشاهد شقيقها ولكن تربطني بها علاقة أخوية شديدة عبر هذا العالم ألأفتراضي الذي نطلق عليه – الفيس بوك-.

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.46107
Total : 101