Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
عمامة جدتي وقطرات المطر
السبت, تشرين الثاني 23, 2013
علي الغراوي

 

اود في بادء الحديث أن أعرف من هي جدتي؟ إمرأة ألأهوار، وبيئة الجمال الخلاب؛ فقدت جدي( رحمه الله) في سبعينات القرن العشرين؛ بيديها المتجعدتان صنعت رجالاً أوفياء؛ زاهدين بالدنيا راغبين في العلم والدين؛ عاصرت طفولتها ثورة العشرين ضد ألأنكليز( ألانكريز) بلسانها الفطري، ولازالت تنظر لأولاد أحفادها بنظرات الحنين الجنوبي، وتنقل لهم جمال لفظة( الجا) وتسرد عليهم قصصٍ أهوارية أجمل من خيال ألف ليلة وليلة؛ ويوم كنت جالساً معها تحت أجواء غائمة؛ قرعت قطرات المطر عِمامتها(العصابة) فأصطحبتها الذاكرة الى هطول ألأمطار على بيتها القصبي، وأرضها الملطخة بعرق جبينها الطاهر؛ كانت ترى من المطر مصدر أبتهاجاً للأرض والقصب والبردى، فتنغمرُ أنذاك بالسعادة رافعةً يديها الى السماء بدعاءٍ فطري خالص( لك الحمد ياصاحب السما) وعند صفاء السماء وبزوغ الشمس؛ يضفي ماء المطر لوناً أخضراً للزرع الوفير، وجمالاً للبيئة بجوِها الشاعري.
تعلمت من جدتي تلك الإمرأة الحنوبية؛ بأن ماء المطر يفرح الكثير من الناس الذين يشعرون بقيمة أرضهم وقدسيتها، وحنينهم الجياش لها وهي تحملهم على سطحها؛ كما أستلهمت من أمرإة ألأهوار؛ أن مياه ألأمطار تطهر ألأرض من الشوائب الرذيلة التي يرتكبها بعض البشر على  رقعتهم الجغرافية؛ أي عشقٍ متلبد في قلب هذه الإمرأة مع المطر؟ وأي حكمةٍ عظيمة من أُمية لا تجيد القراءة والكتابة تسطرها بين الماء والأرض في نسيج الفطرة؟ سد رمقنا برغيف الخبز، وأشباع البطون الجائعة؛ وسر حياتنا؛ كل ذلك من ألأرض وقطرات الماء المتناثرة عليها- لكن ظلمة المدينة، ودخانها ألأسود، وشوراعها الفوضوية المليئة بالضوضاء؛ جعل البعض من أهلها يفسر النعمة نقمة! فالمطر ربما يكون نعمةً بلسانهم- شراً في قلوبهم؛ لكن فيلسوفة( الجا- المامش- الشنهي) كانت العكس من ذلك تماماً، فرغم انتقالها من جمال الطبيعة الجنوبية الى فوضى المدينة وضبابيتها البشرية قسراً وظلماً وجوراً على يد( هدام) وزمرته من الآفات الضاره- لكنها بقيت تحمل في كيانها ذلك العشق الجنوني مع المطر، وقطرات ماء السماء التى نزلت برفق على عِمامتها السوداء؛ تفسر العشق ألأبدي المتبادل بين الماء وإمرأة الجنوب، كعشقِ قيس وليلى، وروميو وجوليت، والعشق النبوي بين نبي الله يعقوب لأبنه النبي يوسف( عليهما السلام) فهنيئاً لها بمعشوقها الوفي.
تلك القطرات؛ جعلت عينا جدتي ترقرق بالدموع، وسرعان ما لبثت وسالت على الخدود المتجدعة من ظلم الزمان. 
سلاماً على عاشقة المطر.
لعنة الله على مجفف ألأهوار.

 

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.39833
Total : 101