متعبة من كثرة سيرها في الطرقات والأماكن دون تحديد وجة المكان التي تود الوصول إليه حائرة مبعثرة التفكير تقف مرة لتستند على ذكرياتها وتقف أخرى لتركلها لبعيد ...تقف لتقول هل أعود لذاك المكان الذي كنت أسميه حياة وأصبح لي الآن كمدينة مهجورة السكان وحالك الظلام ..وتارة تقول وبعزم أكثر وإصرار نعم سأدفن في أعماقي حلم كنت أظنه لي في يوم من الأيام نقياً جميل سأخنق تلك الكلمات التي عقدتها بالروح لأنني لو نطقت بها لن يكون لها ذاك الصدى القديم المعهود ...نعم نحن جميعنا لانعلم من هو الخاسر ومن هو الرابح تعود و تبتسم بوجه نفسها لتقول كلنا كسبنا أشياء وخسرنا أخرى نعم قد أخذت ضربات موجعة من هذه الحياة ولكن بكل مرة كانت تصفغني أكثر لأكون أكثر قوة نعم يجب أن أكون الأقوى على هذه الحياة ...لتعود وتجلس على ذاك الرصيف ليعتصر قلبها وتنزل دموعها بحرقة مع صرخة الدموع على وجهها بصوت القلب المجروح قولوا للذين ذهبوا ورحلو بأنهم لم يحزموا حقائبهم ويرحلو عنا فقط بل أخذوا معهم بتلك الحقائب حياتنا وأرواحنا أيضاً نعم أنا هنا وهناك ولم أعد أحتمل أي خسارة أخرى بعد الآن ...وبهذه المرة وقفت ونفضت عن ثيابها ماعلق بهم من غبار السنين رفعت رأسها للسماء واستنشقت من حولها كل الهواء ...نعم لن أخسر شيئ بعد اليوم وسأبدأ طريقي للحياة من جديد
