• رج الطائرة مطب أثناء كلامي
إشباع بوهيمي للشره الفاغر شهوته من دون ارتواء
عقد تجاري يبرم شرعيا.. طرفاه جسد المرأة وأموال الرجل
القاضي منير حداد
الطائرة تمخر عباب بحر الريح، الممتد فوق الفضاءات الفاصلة، بين بغداد والسليمانية، معلق بيد رحمته.. سبحانه وتعالى، وإن كنت برا ليست ببعيد عنها، لكن للجو رهبة تعيد حسابات العمر، قسرا، كما قال الشاعر الراحل عبد الوهاب البياتي: "من يوقف النزيف في ذاكرة المحكوم بالاعدام قبل الشنق.. ويرتدي عباءة الولي والشهيد.. ويصطلي مثلي.. بنار الشوق".
موجات خوف خافق تضرب الجناح، وأنا منشغل بالتفكير، في الجانب الغرائزي من الزواج، وليس بالزواج كتوازن عاطفي، انما أؤكد.. الزواج كإشباعٍ بوهيميٍ للشرهِ الفاغرِ شهوتَه من دونِ ارتواءٍ".
لحظتها شعرت بالتماهي مع جوقة إسود، دارت حول بقرة وحشية، كل يمزع جزءاً من جسدها، حية، وهي تستكين متطامنة مع موت لا فرار منه، الا اليه،...
هل تلك هي المرأة التي نصحنا الرسول محمد.. صلى الله عليه وآله، بالدعاء: "اللهم اجعلها بقرة في عيني" انها الوحشية، التي تناهشتها أنياب ومخالب شرهة، مضغتها حتى تلاشت، خلال ثوانٍ، مستسلمة لقدرها.
إلتفت الى رديفي في المقعد، صديقي د. علي سالم.. مدير عام في وزارة الصناعة؛ أسأله رأيه بزواجي وأنا على مشارف الخمسين، ألملم خيمة الأربعين، التي انتصبت اوتادها وتوترت اطنابها، وشمخ عمودها المركزي، منذ الثلاثين، حتى ابلاه التقادم عتيقا.. متهرئ المعنويات، لكنه يتدفق صلابة، على الصعيد الاجرائي!؟
من باب تغليف الأمر بمسوغات مظهرية، لا صلة لها بجوهر الدوافع؛ قلت:" يدفعني الى ذلك"... تلجلجت؛ جراء مطب هوائي، أو لأنني لست واثقا مما اقول، مواصلا... "أعيش وحيداً.. أحتاج انثى، ولا اريد ارتكابَ حرامٍ".
قال: "لا تدوم سعادة مبنية على تعاسة انسان آخر، لا سيما بعد ان قطع معك اجمل سنوات العمر، ثم قررت إكمال ما تبقى مع سواه، وتقصيه من حياتك نبذا الى التقاعد.. انها خيانة زوجية في نهايات العمر، المفتوحة نسبيا للرجل، والمقفلة نهائياً، ازاء المرأة، بحكم الفطرة الإلهية لأداء وظائفها، إذ أنها تأفل بعد الثلاثين، لو أن قرارك جاء قبل عبور الخط الحيوي؛ لأنها خلال السنوات البكر، من السن، مخيرة بين الاستمرار على شريكة لها بزوج صباها، او الطلاق! لكن بعد تقادم السنين، تصبح محيّدة، لا خيارات امامها سواك، على علاتك، أما من جهة الشابة التي تتزوجها الآن، فهي بالنسبة لها صفقة، قائمة على منفعة براغماتية، تنتهي ببلوغها ما تريد من العقد التجاري الذي تبرمانه شرعيا، طرفاه جسدها وأموالك".
أطر د. سالم أبعاد السيناريو محيطا بوقائع، قصها كما لو وقعت؛ فأعادني الى رشدي، انتظر الحور العين اللواتي وعد بهن الله عباده الصالحين.. الصابرين، على وتد خيمة الاسلاف المنتصبة فوق صخور جبالنا الكردية ورمال صحراء اخوتنا العرب.
