هو....اخذ يبحث عن زوجة...ولايدري لماذا ربما دقت
ساعته البايولوجية وحسب...وعندما رآها...استطاعت وبتفاصيل معينة في شكلها ان تطابق خيالاته المشتقة من صور الفنانات في الجرائد.....اثارت لديه غرائز كامنه..ولدها بشكل اساسي الحرمان وعدم الاختلاط مع الجنس الاخر.....فأحس بأنه احبها...ومن البديهيات في مجتمعنا ان هكذا مشاعر لابد ان تنتهي بالزواج لانه الغطاء الشرعي الوحيد لاي تماس بين الجنسين حتى لو كان سلاما بالايدي فقط ..
قطع ..هو... نصف الطريق بإتجاه الزواج...وبقي النصف الآخر....سؤاله عن اخلاقها وتأكده بأنها لم تحادث قبله شابا في حياتها......فمن المستحيل ان يقدم رجل شرقي على الارتباط بفتاة كانت لديها تجربة عاطفية قبله..ويصل الامر الى درجة تقبل المطلقة او الارملة اكثر من الفتاة ذات الماضي حتى لو كان الماضي ذاك عبارة عن مكالمات هاتفية بريئة.....وقد تم لصاحبنا ما اراد...فقد كانت فتاته قطة مغمضة......
بقي شئ اخر ...عائلتها...هل هي محافظة ومستورة ولايشوب سمعتها شائبة.....فالعرق دساس ولوكان للفتاة قريبة او قريب من الدرجة العاشرة
ﻻ يعتبر ولو ضمنا خارجا عن قوانين القبيلة فهي
تصلح للزواج.....وبعد الفيش والتشبيه نالت النعجة...عفوا اقصد الزوجة الرضا......
فإذن تقدم هو لخطبتها...
.هي.....منذ صغرها...لم يكن يخيفها شئ سوى شبح العنوسة...فقد دأب المجتمع على تجاهل كل صفات الانثى وعدم الاعتراف بكيانها إلا بعد ان تجد من يرضى بها زوجة له...وحتى برامج التلفاز زرعت في نفوس الفتيات منذ الصغر ذلك النموذج البغيض للعانس القبيحة الحاقدة على المجتمع حتى لايكاد يخلو مسلسل او فيلم منها.....ظلت تنتظر وتنتظر....وكل فكرها عن الزواج هو خاتم ذهبي يلتمع في اصبعها ومكالمة هاتفية لصديقاتها تقول فيها...على فكرة ...لقد خطبت...
.وعندما تقدم ....هو..ووافق اهلها عليه اولا....وافقت هي بدورها...ولم تجد في مخيلتها المحدودة سببا يدفعها الى رفضه..وطبعا الحب خطيئة..و التفاهم يأتي بالعشرة.. بعد الزواج......
ومازلنا نتساءل لماذا يعم الفشل وتصحر العواطف كل زيجاتنا الشرقية.....فإذا كنا نختار مثلما تختار القطط شركاءها في شهر شباط...أفلا يكفي هذا سببا للفشل.......
مقالات اخرى للكاتب