Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
رئيس وزراء ( شلع - لزك ) كيف و لماذا لا يتحول إلى دكتاتور
السبت, كانون الثاني 25, 2014
مراد صادق

 

قد يبدو عنوان المقال مضحكا بعض الشيء , لا بأس , نحن العراقيين بحاجة إلى بسمة ربما تفتح كوة في الظلام الدامس الذي نعيشه في    عز النهار .
في الدول النامية أو في دول العالم الثالث غالبا ما تظهر صورة الحاكم الدكتاتور , في العالم الغربي الأمريكي والأوربي  لا توجد فرصة لظهور حاكم دكتاتور بسبب  قوة المؤسسات الدستورية لديهم و التي بدورها أنتجت تقاليد ديمقراطية راسخة , اضافة إلى قضاء عادل و نزيه يحمي المجتمع ولا يسمح لأحد أن يظلم أحدا , وفي العالم الشيوعي توجد أحيانا فرصة لظهور حاكم دكتاتور , و رومانيا و دكتاتورها شاوشيسكو لا تزال في الذاكرة . لكن ما هو السبب أو الأسباب التي تدفع الحاكم إلى التحول إلى دكتاتور ؟ هناك أكثر من سبب لهذه الحالة , لكن السبب الأقوى هو  أن الوصول إلى كرسي الحكم يحصل بقفزة , اذا جاز التعبير , يتحول فيها شخص ما  من مواطن عادي لا يهش و لا ينش إلى شخص يتحكم بالبلاد و العباد , وهذه ( القفزة ) تحصل أما بانقلاب عسكري , وهو الأكثر حدوثا  وأمثلته كثيرة , أو بصدفة عجيبة غريبة لا يتوقعها احد ومثال ذلك  نوري المالكي ,  و المسؤولية هنا تقع على الحاكم نفسه لانه قبل منصب هو غير جدير به  و على  من رشحوه أيضا كونهم لم يحسنوا الاختيار , وعندما يجلس الحاكم الجديد على كرسي الحكم و يجد أن توقيعه , الذي لم يكن يعيره اهتماما , أصبح فجأة  له مفعول السحر يفعل الأعاجيب ويغير أحوال الناس من حال إلى حال آخر , سلبا أو ايجابا , عند هذه الحالة و بسبب هذه ( القفزة ) الغير محسوبة و الغير متوقعة يبدأ الحاكم الجديد بالترنح و فقدان التوازن بعد فترة قصيرة من استلامه الحكم , لان وصوله إلى كرسي الحكم لم يكن مبنيا على كفاءة و لا مستندا إلى خبرة , وكان الأفضل له  , و لشعبه أيضا , أن يحترم نفسه و يعتذر عن تسلم المنصب لانه ( منصب خطير ) يتعلق بادارة شؤون و شجون بلد فيه الملايين من البشر  ( من يصعد السلم درجة درجة ليس كالذي يقفز مرة واحدة , الأول  تكون خطواته مدروسة و متأنية و يمكن الرجوع اليها و معالجة أخطائها , أما الثاني صاحب القفزة فلا يراجع أخطائه لانه لا يعترف بها أصلآ , هل سمع احد يوما عن دكتاتور اعترف بأخطائه  و خطاياه ...؟  )  في البداية لا تظهر مؤشرات الدكتاتورية عند الحاكم الجديد لأنه لا يزال طري العود و لا يعرف الأسرار الدفينة لهذا المنصب وهو بحاجة لبعض الوقت كي يستكشف خبايا و خفايا كرسي الحكم , لذلك تجد أن علاقاته و تصرفاته تكون طبيعية , ان لم تكن جيدة , حتى مع خصومه التقليدين فيظهر لهم غير ما يبطن و يتمسكن حتى يتمكن , لحين الامساك جيدا بالخيوط الرئيسية لمقاليد الأمور عسكريا و اقتصاديا , و عندما يتم له ذلك تبدأ ملامح و مؤشرات السلوك الدكتاتوري تظهر شيئا فشيئا في تصرفاته و قراراته و تصريحاته التي تتخللها أحيانا  كما نقول بالعامية العراقية ( شطحات ) تكشف عقله الباطن و اصراره على عدم التخلي عن الكرسي .
       و هناك نوعين من الحاكم الدكتاتور , دكتاتور ذكي و آخر غبي ( الذكاء و الغباء هنا مرتبط بكيفية تجميل صورته القبيحة و جعله مقبولا لشعبه , رغم أن الغباء هو الصفة الدائمة الملتصقة بالدكتاتور لسبب بسيط هو انه يعتبر نفسه انه لا احد أفضل منه لقيادة البلد , و مؤكد انه يعرف في قرارة نفسه ان هناك من هو أفضل منه , لكنه يرفض التسليم بذلك و هنا مكمن الغباء  ) , الدكتاتور الذكي يختار  مستشاريه و أعوانه بعناية بحيث يكونوا من أصحاب الخبرة و الكفاءة , ومن القادة العسكريين يختار الأكفاء  المحايدين , كي يسيروا أمور البلد بشكل سليم مما ينعكس عليه ايجابا و يصب في صالحه في النهاية  مما يخفف من صورته الاستبدادية قليلا , وهذا محصور في نطاق الخدمات العامة كبناء المستشفيات و المدارس .... الخ , و رغم ان الدكتاتور يغدق على من يختارهم بالامتيازات  الكثيرة الا انه , في نفس الوقت , يخضعهم لرقابة صارمة كي لا يخرجوا عن الخطوط العريضة المرسومة لهم من قبله , أما الدكتاتور الغبي فيحيط   نفسه بمجموعة من الانتهازيين الجهلة أصحاب الضمائر الميته , مجموعة لا هم لها سوى التسبيح بحمده ليل نهار , مجموعة من أصحاب الألسن الطويلة تجيد الكذب و تزوير الحقائق أحسن اجادة , مجموعة جاهزة دائما لجعل الأبيض أسود و الأسود أبيض ( و للحقيقة فان الدائرة المحيطة بالدكتاتور الذكي لا تخلو من أمثال هؤلاء  , لكن بنسبة أقل ) كل ذلك من اجل أن لا يبتعدوا عن ظل الدكتاتور , هذا الظل الذي يجعلهم يتنعمون بكثير من الامتيازات التي  لم تخطر ببالهم قط و لم يحلموا بها يوما  . لذلك تراهم لا يتوقفون  عن صبغ الدكتاتور كلما تخدشت صورته حتى وأن كان الدهان رديئا ... كي يضمنوا بقائهم في دائرة الظل  , و الدكتاتور في غاية الارتياح لوجود هذه الجوقة المتملقة حوله لأنها لا تشير إلى أخطائه و فساده و جرائمه و تلزم الصمت تجاهها رغم معرفتها التامة  بكافة تفاصيلها , وان اضطرت للكلام عنها فتلجأ إلى الادعاء بأنه لم يقصد كذا بل قصد كذا و التأويل و التبرير جاهز لديها لكل مفسدة و  لكل جريمة .
      عندما يتحول الحاكم إلى دكتاتور يتعرض عادة الى انتقادات كثيرة سواء من داخل البلد , قد  تصل إلى حد الشتائم علانية , أو حتى من خارجه تفضح نهجه التسلطي و تفرده بالحكم , لكنه لا يعير أي اهتمام لكل ما يقال عنه و لكل ما يسمعه من منتقديه و شاتميه أيضا , كل ذلك  يدخل من اذن  و يخرج من الأخرى بسرعة البرق ,  و كل ذلك , بالنسبة له , كلام في كلام  و هواء في شبك , فهو غارق في العسل حتى أذنيه و امتيازات الكرسي لا تعد و لا تحصى والحفاظ على هذه الامتيازات هو شغله الشاغل وهمه اليومي الذي ما بعده شغل و لا بعده هم , رغم انه لا يترك فرصة الا و يستغلها لتصفية خصومه تنحية أو قتلا , و بعد أن يجد الدكتاتور نفسه انه  قد أصبح في  حالة نشوة لا يستطيع التخلي عنها  ( نشوة الحكم ) , وبعد أن ذهب بعيدا في ظلمه و جرائمه و فساده بحيث لا فرصة للافلات من حساب و عقاب  لاحق محتم , يتخذ القرار الحاسم بعدم التخلي عن كرسي الحكم مهما كانت النتائج و مهما كانت العواقب , و الكابوس المرعب الذي يؤرق الدكتاتور و يقض مضجعه هو أن يأتي انسان آخر يجلس على كرسي الحكم بدلا عنه , و عندما تظهر بعض المؤشرات على أن هذا الكابوس ( بالنسبة له طبعا ) سوف يتحقق , يبدأ يكشر عن أنيابه , و يستنفر كل امكانيات السلطة  التي بين يديه  و تحت امرته  المعروفة منها و المخفية , من اجل أن لا يتحول هذا الكابوس إلى حقيقة تكون فيها نهايته .
        و يبدو أن الحاكم الدكتاتور  لم و لا يريد أن يطلع على التاريخ و ما فيه من دروس وعبر , و ربما هو غرور و وجاهة المنصب الذي يجعله  يتصور أن  ما جرى لمن سبقه من الدكتاتوريين لن يحصل له , اذ أن نهاية معظم الحكام الدكتاتوريين , ان لم يكن جميعهم , واحدة من ثلاثة :الاولى ان يقتل على  يد أبناء الشعب و في الشارع , و الثانية أن يحاكم من قبل السلطة الجديدة و يتم اعدامه , و الثالثة الفرار إلى دولة تقبل ايوائه , و هذه الحالات الثلاث قد لا تحصل أي واحدة منها اذا نجح الدكتاتور في تسليم الكرسي , مرغما طبعا , إلى أحد أبنائه أو أتباعه , كي لا ينكشف المستور مما ارتكب من حماقات  , وهذا يفسر ظاهرة التوريث التي يلجأ اليها الحكام الدكتاتوريين لأبنائهم , خلافا للدستور أو بتعديل الدستور ( سوريا مثالا ) , لأن ملفات قتل الخصوم و سرقة ثروات البلد طيلة فترة حكمه يجب أن تبقى مغلقة , و بذلك يستمر الستار مسدلا على التاريخ الدموي للدكتاتور السابق أطول فترة ممكنة  و إلى ما شاء الله .

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.54894
Total : 101