وإذْ خفتتْ أحاديث الإنتخابات بدرجة ما فإنّ  أجراس حواراتٍ تجري خلف كواليس لا يطلع عليها أيّ ناخب صنع الفوز لهؤلاء المتحاورين المتصارعين ,  وهو الوحيد ,  صاحب الحق في معرفة ما يجري من حوارات قد تبلغ هواجس الخوف مما يتمخض عنها حدّ الخشية من عقد صفقات أقلّ ما يقال عنها أنها أقرب الى المساومات الرخيصة منها الى طموح الناخب , هذا الناخب الذي لم يعرف الى الآن أين هو سبيل التغيير الحقيقي وليس اللفظي المحكوم بالعاطفة القومية والمذهبية والمناطقية صنيعة الساسة وليس الدين الحقيقي .. حوارات هي في كل الأحوال لا تخرج عن إطار تحقيق المصالح الذاتية للكتل والكيانات والرموز السياسية التي تكررت نفسها بإستثناء القليل من الوجوه .. وتبقى كل أدوات الإستفهام التي رافقت حياة العراقيين منذ 2003 والى الآن بدون إجابات حقيقية وواضحة .. الى أين وماذا ومتى وتسير مع هذه الأدوات الإستفهامية أداة التمني المعروفة: لو , التي رافقت الإنسان منذ وجد نفسه على المعمورة .. " لو " و " مليون لو "  لكنها لا تتعدى غير حرفي اللام والواو , لفظاً وكتابة , وخيالاً يرتكز في تضاريس الأماني المشروعة والتي باتتْ رغم شرعيتها وإنسانيتها وضرورتها ووطنيتها , باتتْ أقرب الى المستحيلات منها الى المعطيات الواقعية ممكنة التحقيق رغم توافر إشتراطات تحقيقها .. غير أنّ الخطأ الكبير الذي سوف لا تغتفره لنا الأجيال , أجيالنا القادمة , ولا التاريخ , ولا حتى آباؤنا وإمهاتنا , الذين مضوا وهم متخمون بالجوع والقهر والحيف والجور, هو أننا نفوّتْ ألفَ فرصةٍ وفرصة سنح لنا وبها هذا الزمن الذي نشكو تعسّفه وجورنا علينا للتغيير نحو الأفضل ولم نفعلها , وربما لن نفعلها حتى على المستوى المنظور وفقاً لمعطيات تفكيرنا ورؤيتنا لعموم الأوضاع بما فيها أوضاع أنفسنا التي ملّتْ حتى نفسها . ينبغي إذاً أن نعزّي هذه النفوس الحيرى والقلقة . !!!!!