Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
المجتمع المدني والمرجعيات الأهلية
الأحد, كانون الثاني 26, 2014
ثامر عباس


نادرا"ما يشترط الخطاب الإعلامي المبتسر ، تناول إشكاليات المجتمع المدني من منطلق ضرورات تنشيط مؤسساته في بنى الواقع وتفعيل مبادئه في أنساق الوعي ، كمؤشر على سلامة التوجه الديمقراطي للنظام السياسي ، مقرونة بالإشارة إلى ماهية المؤثرات التي تتخلل علاقاته بمكونات المجتمع الأهلي ، ولزوم الإحالة إلى أنماط القيم الرمزية التي يمكن أن تتسلل من حقول هذا الأخير إلى ميادين الأول وبالعكس . ولأن احتمالات أن (تتلوث) عناصر المجتمع المدني بافرازات المجتمع الأهلي ، والاحتكام إلى مرجعياته الفرعية مرجّحة ، لا بل مؤكّدة أكثر من احتمالات أن (تتطهّر) مكونات المجتمع الأهلي من آثام تلك الافرازات ومساوئ تلك المرجعيات ، عبر استدخال فضائل المجتمع المدني في نسيج علاقاتها ، واستدماج مناقبه في منظومة تقاليدها . فان الاهتمام بقضايا توطين الأفكار الديمقراطية ، والسعي لإنجاح محاولات تبيئة قيمها في المجتمعات العربية التي لم يبرح واقعها الاجتماعي ينتج أطر أهلية / تحتية متناسلة (انتماءات قبلية ، ولاءات طائفية ، استيهامات عنصرية ، تراتبيات دينية ، استتباعات جهوية) ، سوف لن تتخطى حاجز التمني الشخصي ولن تتجاوز حدود الرغبة الذاتية ، ما لم يصار إلى امتلاك الجرأة والتحلي بالمثابرة على طرح المسائل الإشكالية المحرجة ، التي طالما حاول العقل العربي المولع بالسفسطات والمأخوذ بالشكليات ، غمط مضاعفاتها وتضييع راهنياتها بين طيات اللاوعي المكتنز بالتراكمات الأسطورية والمتخم بالترسبات الخرافية . لاسيما موضوعة ؛ عن أي مجتمع مدني نتبارى بالحديث عنه ونتسابق بالترويج له ، في حين إن كيان تلك المجتمعات صائر إلى التفكك في عراه ، وماثل إلى التمزق في نسيجه ، وكائن إلى التشظي في مكوناته ، في غمرة من احتدام النفسيات وصدام الذهنيات واضطرام التخيلات . والمفارقة إن الجميع ينشدون وبحمية تغيير الأوضاع السياسية المزرية ، وتبديل العلاقات الاجتماعية المتهرئة ، وتجديد المنظومات الثقافية المجدبة ، ليس فقط عبر مأسسة أنشطة المجتمع المدني وتقنين فعالياته فحسب ، بل وكذلك المطالبة بإشراكها في جدليات الحراك الاجتماعي والتزحزح السياسي والتدوير السلطوي . من دون أن ينبس أي منهم ببنت شفة حول أية مرجعيات رمزية / قيمية ، وإزاء أية خلفيات انثروبولوجية يراد لهذا المجتمع العتيد أن يمارس أدواره ويؤدي وظائفه ! . هنا تتبلل الألسن وتتعطل الرؤى وتزيغ الأعين وتتشوش التصورات ، لاسيما وان أغلب الذين تعرضوا لهذه المهمة النبيلة ، لم يكونوا ، هم ذاتهم ، بمنجى عن تلك الازدواجية المستحكمة في وعيهم والمتحكمة في سلوكهم ؛ بين الأقوال والأفعال ، بين الطباع والانطباع ، بين الرحمن والشيطان ، بين المقدس والمدنس . ولعلي لن أخطئ حين أظن إن الإمام (الغزالي) قال ذات مرة ما معناه : إن الإكثار من بناء الجوامع في مدينة ما يدلل على ضعف الإيمان في نفوس ساكنيها . وكذلك الحال فان الإكثار من الحديث عن المجتمع المدني ، وكأنه تعويذة أو رقية يكفي استحضارها والتعزيم عليها لتنقلنا من درك الجحيم إلى آفاق النعيم ، لا يشي فقط عن قلة الاقتناع بما يترتب عليه من الزامات قانونية والتزامات أخلاقية فحسب ، وإنما يشير إلى شحّة الفهم وندرة الإدراك لما يتمخض عنه من أفضليات اجتماعية ومناقبيات إنسانية ، تتيح للفرد فرص الخروج من قواقعه العصبوية والتحرر من نوازعه العدوانية ، صوب رحاب العلاقات التواصلية ؛ بين الذات والآخر ، بين النحن والهم ، بين الجواني والبراني ، بين الأخيار والأشرار . ولذلك فان أولى المهام الملقاة على عاتق عشاق المجتمع المدني ، والمغرمين بالترويج لقيمه والتسويغ لفضائله ، هي الاعتراف الصريح والجرئ بعدم جدوى الحديث عن مناقب ذلك المجتمع والإطناب في تعداد فضائله ، طالما إن المرجعيات الأهلية لم تبرح تؤطر تصورات الخاصة قبل العامة ، وتحدد خيارات الحكام قبل المحكومين ، ليس فقط على مستوى الواقع الاجتماعي وما يزخر به من تناقضات ومفارقات تعكس الطبيعة الاستزلامية لنمط العلاقات السائدة بين مكوناته فحسب ، بل وعلى صعيد المجال السياسي وما يحفل به من انقسامات وصراعات تجسد الخاصية الاستتباعية لمظاهر الاصطفافات القائمة بين قواه الفاعلة ومراكزه الجاذبة أيضا". وعلى ذلك فان أية بادرة – مهما كانت النوايا التي تحركها -  تستهدف تفعيل آليات المجتمع المدني ، ومن ثم وضع اشتراطاته والتزاماته موضع التطبيق والتنفيذ ، ستجابه بالرفض والممانعة من جانب البعض والتسويف والتحريف من جانب البعض الآخر ، بحجج ومزاعم لا تخلو عادة من وجاهة ومعقولية ، في ضوء استشراء مظاهر انكفاء الوعي الفردي ونكوص السيكولوجيا الاجتماعية . ولعل هناك من يعتقد – خصوصا"في خطابات الساسة وصناع الرأي ، فضلا"عن رهط من المثقفين في العراق - إن الدعوة إلى إشاعة ثقافة المجتمع المدني وتعميم ما يرتبط بتلك الثقافة من قيم وتقاليد ، كفيل بتفكيك منظومات المجتمع الأهلي على مستوى البنى والعلاقات من جهة ، وتقويض مرجعياته على صعيد الذهنيات والسلوكيات من جهة أخرى ، لاسيما وان خيار الدولة في تنظيم شؤون المجتمع قد حسم لصالح التوجه الديمقراطي ، لجهة توزيع السلطات وتقسيم الصلاحيات وتعدد المسؤوليات ، التي من شأنها الحدّ من احتمالات الاستئثار بالسلطة من هذا الطرف أو تلك الجهة ، على أسس من الولاءات الطائفية أو الانتماءات العنصرية أو الارومات القبائلية . كما وان رهان الحكومة في ضبط التوازنات الداخلية وإدارة العلاقات الخارجية ، قد اتجه إلى تحكيم سطوة المؤسسات الوطنية وسلطان القوانين الدستورية ، التي يمكن الاعتماد عليها في الحدّ من آثار الإيديولوجيات الأحادية والعقائديات الاقصائية ؛ حيث العنف هو اللغة الوحيدة في الحوار البيني والتطرف هو الصيغة المرجحة في العلاقات المشتركة . والواقع انه ليس هنالك ما يمنع التعويل على ما تطرحه هذه الرؤى والتصورات من فوائد آنية ، يمكن جنيها في مضمار الدعاية السياسية والإعلامية لتحقيق مكسب هنا أو مأرب هناك ، بيد أن هذا المسعى لوحده – على أهميته – لا يمكن له أن يضمن لنا التخلص من افرازات المرجعيات الأهلية الرابضة في بنى الوعي ، أو الإفلات من أوزار رواسبها القارة في بطانة السيكولوجيا . ذلك لأنها وليدة قرون من التربية الاجتماعية المتخلفة ، والأعراف القبلية البالية ، والتقاليد المذهبية المتحجرة والطقوس الرمزية المتكلسة ، والاعتقادات الدينية المحرّفة . بحيث يحتاج الأمر معها إلى إجراءات سياسية قاسية تتخطى هوس المحسوبيات والمنسوبيات بين التكتلات والتحالفات ، وتدابير اجتماعية صعبة تتجاوز التنابز بالألقاب والأنساب بين القبائل والمذاهب ، وجهود ثقافية مضنية تتغلب على نعرات الاصالة الحضارية والأقدمية التاريخية بين الجماعات والأقليات ، وبرامج تربوية مكلفة تجتث مظاهر العزلة والخوف والكراهية بين الذهنيات والذاكرات . والحال أين نحن من كل هذه المعطيات المؤجلة والضرورات المتخيلة ، التي ينبغي تحقيقها - أولا"ومقدما"- على صعيد الواقع الاجتماعي الفعلي ، لكي يتسنى لنا المطالبة بتأسيس قواعد المجتمع المدني العتيد ، والجهر ، من ثم ، بالشروع للعمل وفقا"لقيمه العقلانية ومبادئه الإنسانية وعلاقاته الديمقراطية ؟! . لاشك إننا لم نبرح – في هذا المجال المصيري – نحاكي أطياف الطوبى بدلا"من أكلاف التجربة ، ونمعن في شطحات الخيال بدلا"من مرارات الواقع ، ونسرف في سهولة سرد المقولات بدلا"من تجشم صعوبة الممارسات .!


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.53006
Total : 101