وانا أتقلب على فراشي, وأتصفح مراحل حياتي المكتنزتي بالأحداث, والمواقف المؤلمة والسعيدة, وقفت عند مرحلة مهمة وهي العقد الأخير, الذي كان يحمل في طياتة الاف الأحداث السريعة والمهمة.
أهم تلك الأحداث كان لدينا, صديق للعائلة, أستاذ في جامعة بغداد, كان وضعه المادي صعب جداً حتى أن والدتي رحمها الله كانت تقسم (مسواك المنزل معهم) وكان يسكن في غرفة مع أهلة على السطح, وأتذكر في أحدى المرات ذهبنا لزيارته فقال سأقوم بفتح (جنبر لبيع السكائروالبيض, وطبعاً الشغل موعيب).
الرجل كان يحمل هموم الوطن, ويحمل حقداً كبير على النظام,ويحلل لنا الأمور بعد التدخل الأمريكي,كان كنزاً متحركاً, ولكنه بعد السقوط أختفى, حاولنا البحث عنه, وأخيراً وجدناه في المنطقة الخضراء, كان عضوا في الجمعية الوطنية عن حزب (ص) وقدغير كل أفكاره ومعتقداته, المهم رحب بنا وبما أنا نعرف العائلة دخلت الزوجة لتسلم علينا وأذا بها تلبس حوالي كيلوا من الذهب, وهناك أربع سيارات في الكراج, والأثاث أيطالي, وغيرها كثير ممن كان يحلم به.
سألنا عن الأحوال والأموار, فقال بالحرف الواحد اي مرجع تقلدون وبكل تأكيد هو يعرف توجهنا, لأنه كان عليه, فقلنا لاحاجة للسؤال فأنت تعرف, فتعجب وقال أن مصلحتنا ومصلحة البلاد, تتطلب أن نعدل الى هذه الجهة, والتي كانت في يوم من الأيام منحرفة وشاذة حسب رأيهُ,وهو الصحيح, بعد حوار ومحادثة طويلة, ختمها قائلاً, أذا كنتم ترغبون بالوصل الى مصالحكم وفائدتكم فعليكم تغير هذه الأفكار, التي تحملونها,لأن المرجعية لأفائدة مادية ترجى منها, ونحن نريد أن نبني ونضمن حياتنا, وبهذا الحوار أنتهى اللقاء مع تغير للهواتف أكيد.
الدكتور(س) نموذج للطبقة السياسية الحاكمة, والتي هي اليوم من المطالبين بالأصلاح, ومحاربة الفساد والمفسدين, وهو نموذج للفساد السياسي العراقي بعد التغير, وبكل تأكيد هناك مئات من هذا النموذج, المتقلب والمنحط فكرياً, أنا والعائلة نشاهده على التلفاز, ونتذكر ملابس اولادنا والحصة الغذائية التي كنا نبعثها اليه, نضحك نبكي لانعلم, أصبح قائدأ مصلحاً, وهو رب الفساد.
من يتحمل مثل هكذا نماذج الأحزاب والكتل السياسية, ام التاج المحمدي المزور الذي روج وسوق لمثل هكذا أشخاص, ام المواطن الذي أتبع مدارس دينية متطرفه ومنحرفة تدعي المرجعية.
كان ولازال طريق المرجعية واضح لاغبار عليه ولكن نحن من يتحمل وصول مثل هكذا نكرات الى سدة الحكم والقرار السياسي, لسبب واحد فقط هو أبتعادنا عن صوت المرجعية..سلام
مقالات اخرى للكاتب