إذا ما أردنا إن نبني منزل بغض النظر عن مساحته فلابد من توفر عدد من الشروط المهمة حتى يكون المنزل امن ولا يشكل إي خطر على ساكنيه مستقبلا ومن أهمها انهياره او تقادمه سريعا ومن ابرز هذه الشروط هي :
1- اختيار الأرض المناسبة وتحديد نوعيتها لغرض التعامل معها بصورة صحيحة .
2- تحديد الخريطة المناسبة لبناء المنزل على هذه الأرض .
3- اختيار المواد الإنشائية ذات المواصفات الجيدة وعدم اختيار المواد ذات المنشأ الغير معروف او السعر البسيط .
4- تحديد نوع عمال البناء الذين سوف تم الاعتماد عليهم في بناء هذا المنزل وهل سيكون هذا الاعتماد على عمال الأهليين او على الشركات المتخصصة .
5- المراقبة المستمرة لمراحل بناء المنزل والتدقيق في التفاصيل حتى لا تكون هناك أخطاء في العمل وبالتالي حدوث ما لا نتمناه.
وبعد هذه المقدمة التوصيفه البسيطة نستطع القول ان دخول عالم السياسة يشبه الى حد كبير هذه الخطوات والإخلال بأي شرط سيكون له عواقب غير مرضيه على السياسي نفسه او على قاعدته والحزب والكتلة التي يقع ضمن دائرته ويعمل بدعمها ومساندتها
فمثلا ان عدم اختيار الأرض المناسبة لممارسة هذا العمل لن يكون له اثر واضح او مفهوم او قد لن يكون له اي دور في حياة السياسي بشكل خاص وعلى البلد بشكل عام وكذلك عدم تحديد خارطة واضحة لعمل سوف يرافقه تخبط واضح وتشتت في الأفكار والقرارات .
اما عدم متابعة الإحداث ومراقبتها بكل دقه وموضوعية سواء السياسية او العلمية او الثقافية او الأدبية وحتى الطبية منها وكذلك فهم ما يريده المقابل او يطلبه المجتمع والتغريد خارج السرب والاكتفاء باصطناع والتصنع في اختيار الخطابات والبيانات والقرارات بكل تأكيد سوف يخلق أخطاء وثغرات من الصعب فيما بعد القضاء عليها وإنهائها .
ان ما يفعله أطفال السياسة اليوم هو عبارة عن ( خوط بجنب الاستكان ) فهو لا يمت للسياسة وعالمها متراطم الأمواج بشيء وذلك لعدم الفهم او المعرفة وفي الحالتين هو كارثة حقيقة .
فهم وحسب فهمهم يعبرون عن السياسة بأنها التسقيط والتهجم والصوت العالي ومقاطعة الآخرين إثناء اللقاءات والحوارات وهنا تكمن المصيبة الحقيقة ، فلا رجال السياسة قد قدموا الرشد والنصح لهم ولا رؤساء أحزابهم وكتلهم تكفلوا بذلك .
السياسة وبعيدا عن اي تعقيد وشرح مطول نستطيع القول عنها انها كسب للآخرين وتمرير قوانين وقرارات وأمور عن طريقهم تعود بالفائدة لي ولقاعدتي ولمنطقتي وبيئتي كل يسر وسهولة
او :
عدم السماح للخصوم السياسة والإطراف المتقاسمة للحكم والسلطة معي بان تعرف او تصل لنقاط الضعف لدي او السماح لها بامتلاك اي ورقه للضغط علي تجبرني من خلالها ان أكن ممر لقراراتها وغايتها ولا يأتي ذلك الا من خلال المصادقة السياسية وكسب اكبر عدد من عناصر تقويم السلطة والحكم .
ان التصريحات والبيانات واللقاءات التي يتم عرضها اليوم من خلال شاشات القنوات الفضائية ما هو الا لعب وتهريج يمكن من خلالها لاي شخص تسجيل المئات من نقاط الضعف والعجز عن الكثير من الكتل والأحزاب وبالتالي تكتيفها بحبال هي من صنعها ونسج خيوطها .
وأخيرا أقول لهؤلاء ( اطفال السياسة )
عليكم الحظر عند عبور طريق الحكم والسلطة والنظر يمينا ويسارا فسيارات المؤامرات والنفوذ لا ترحم اي عابر لهذا الطريق غفلت عيناه عن التمعن بالنظر واستخدم عقلة باختيار اللحظة المناسبة للعبور .
مقالات اخرى للكاتب