Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
منهج الامام السجاد في التغيير
الأربعاء, تشرين الأول 26, 2016
الشيخ حسن الصفار

 

 

تمر علينا ذكرى وفاة الإمام زين العابدينE الذي عاش عمرًا فيه الكثير من الصعوبات، ومرت به أقسى حادثة، وأعظم مصيبة يمكن أن تمر بإنسان، وهي واقعة كربلاء، عاصرها وعايشها، ونحن بعد أربعة عشر قرنًا يعتصر الألم قلوبنا حينما نسمعها، لكن الإمام عاش تلك الواقعة ورافق أحداثها.

حياته بعد واقعة كربلاء تعتبر مثالًا للصبر والصمود، وتحمّل المسؤولية، في الظروف القاسية؛ لأن واقعة كربلاء صدمة للأمة والجماهير المسلمة، أكثر النفوس دخلها الرعب والخوف من تلك السلطة التي لم يسلم منها الحسينE، ولم تعمل حسابًا له ولأهل بيت رسول اللهA، صدمة أصابت الناس فأفرزت ثلاثة خطوط:

خط اتجه نحو الرهبنة والعبادة والابتعاد عن قضايا الأمة، ما دام الحكم بيد الأمويين، بما فيه من ظلم وفساد وانحراف، فنشأت حالات الرهبنة والتصوف والعزلة، ابتعد هذا الخط عن السياسة وأهل السياسة؛ لأن الحياة ملوثة فاسدة، والوضع منحرف، فقرر أن يتجه للعبادة.

الخط الاخر هو خط المواجهة والعنف. حيث نشأت بعض المجاميع والتوجهات، التي رأت أن هذا الاستبداد والظلم الأموي لا يجدي معه إلا السيف والمقاومة، فتفجرت ثورات عدة، كانت بدايتها ثورة التوابين، وثورة المدينة، ثم حركة المختار الثقفي، وبعدها عدد من الثورات المتلاحقة، منها ثورة زيد بن علي، وثورات الخوارج الذين كان توجّههم بهذا الاتجاه.

هذا خط يؤمن أن المواجهة ينبغي أن تكون بالعنف والسيف.

خط أئمة أهل البيت وفي مقدمتهم الإمام زين العابدين، حيث كان متوقعًا أن يأخذ أحد هذين المنحيين، إما الاعتزال؛ لأنه عاش الفاجعة، ورأى بأم عينيه أحداثها، فكان يفترض أن تؤثر في نفسه فتدفعه إلى الانسحاب والانعزال، ولعلّ البعض من الناس يتصور أن الإمام قد سلك هذا الطريق، ويستدلّون على ذلك بعدم وجود مواقف سياسية بارزة للإمام، وبصدور الأدعية الروحية الكثيرة عن الإمام، وهي قراءة سطحية لحياة الإمام بأنه ترك السياسة وانعزل، واتجه نحو الدعاء والعبادة.

والمنحى الآخر الذي كان متوقعًا من الإمام هو أن يتجه للانتقام من بني أمية، الذين قتلوا أباه، وقتلوا إخوته، وسبوا نسوته، وعاملوه بطريقة قاسية بشعة، فلماذا لا ينتصر لنفسه ولعرضه ولأهله؟

لماذا لا يطلب بثأره؟

هل كانت تنقصه الشجاعة؟

هل كان يخاف من الموت والقتل؟

وهو صاحب المقولة المشهورة التي تنقل عنه: (القتل لنا عادة وكرامتنا على الله الشهادة)، كما أننا نجد أن بعض أبنائه كزيد بن علي قام بالثورة ولم يقم بها من فراغ.

كان المتوقع من الإمام زين العابدين أن ينتقم ويواجه، ويأخذ بحقه من بني أمية، لكن الإمام لم يسلك هذا الطريق، فلا هو انعزل وانسحب من الحياة، ولا هو حاول أن يأخذ بالثأر وينتقم لدماء أهل بيته، إنما سلك طريقًا آخر، هذا الطريق هو خط أئمة أهل البيت، وهم أصحاب رسالة، ولم يكونوا حزبًا يتحركون من أجل السلطة، إنما كانوا حملة رسالة، لذلك كانت أمام الإمام ثلاث مهام:

المهمة الأولى: التي يشعر بها ويقوم بها أئمة أهل البيتB هو تبليغ هذه الرسالة التي يحملونها، وتبليغ قيم الدين.

المهمة ثانيًا: فضح الاستبداد والانحراف، ونزع غطاء الشرعية عنه؛ لأن السلطة الأموية كانت تستعين بالإغواء والترهيب والترغيب، من أجل أن تقنع الناس بأنها تمثل الدين، وبأنها الأمر الواقع الذي لا يمكن تغييره وتجاوزه، لكن أئمة أهل البيتB كانوا للأمويين ولسلطات الاستبداد من بعدهم بالمرصاد، حيث كانوا يفضحون الظلم ويعرّونه وينزعون الشرعية عنه.

المهمة الثالث: تربية الكفاءات والقيادات الرسالية الواعية، والمجاميع الإيمانية حيث كان الأئمة يربّون مجاميع من الناس على هدي الإسلام، وبسيرتهم الزاكية النقية، والإمام زين العابدين سلك هذا الطريق، ونرى أن أدعيته في الصحيفة السجادية لم تكن تأخذ الإنسان عن ساحة الحياة، وتقذف به في كهوف الرهبنة والعزلة، إنما تدفع الإنسان للتفاعل مع الحياة، وتشرح له الطرق الصحيحة للقيام بواجباته، وكذلك سائر كلمات الإمام زين العابدين.

فالإمام لم يعتزل، بل اتخذ الدعاء وسيلة لتعميق القيم، ولإيصال المفاهيم إلى الناس عبر منهج الدعاء، ولتربية الناس على تعاليم الإسلام وقيمه، وسيرتهE كانت بهذا الاتجاه، الأئمة كانوا يفرزون بين الثائرين، فالثائر المخلص الواعي يمتحدونه ويشيدون به، بينما الحركات والثورات الانتهازية المصلحية ما كانوا يعارضونها، ولا يؤيدونها، إنما يبينون الثغرات الموجودة فيها.

هذا نهج أهل البيت ونهج الإمام زين العابدين، بعدما عاش تلك الواقعة المؤلمة. ونحن نعيش ذكرى وفاة الإمامE علينا أن نعود إلى تراثه الثري، وسيرته العطرة، أن نقرأها ونتأمل فيها، أن نستفيد منها وننشرها ونوصلها إلى أبناء الأمة، في الماضي كانت هناك بعض الصعوبات تحول بيننا وبين أن نوصل فكر أهل البيت للعالم، لكن تذلّلت الصعاب، وسائل الإعلام متوفرة، والفرص متاحة، يمكن نشر الكتب، ويمكن الاستفادة من القنوات الفضائية، ومن مختلف الوسائل، لكننا نشعر بالتقصير تجاه هذه المدرسة الثرية، كل واحد يجب أن يطالب نفسه أن ينشر تراث أهل البيت، ويجب أن نفكر في إيصاله إلى مساحة أوسع.

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.42422
Total : 101