Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
المثقف العراقي في جلباب السياسة
الاثنين, كانون الثاني 27, 2014
ثامر عباس

 

لانكاد نقرأ مرجع من مراجع الثقافة أو نطالع مصدر من مصادرالمعرفة ، حتى نلمس ان هناك شبه اجماع على  وجود لازمة معيارية ، لا تفتأ تتسيد في مضمار النص وتتربع على عرش الخطاب ، تنطوي - تلميحا"أو تصريحا"- على حكم تقييمي مسبق ، يلزم وعي القارئ على قبول بديهية تصورية مفادها ؛ ان المظنون بالمثقف أن يكون بارومتر فائق الحساسية يؤشر لاتجاهات حراك المجتمع الذي ينتمي اليه ، ويشير لانماط التفاعلات الصاخبة بين مكوناته ، فضلا"عن كونه بمثابة عنصر رصد دائم التيقظ وشديد الانتباه ، لتشخيص مكامن العلل وتأشير مصادر الاختلالات . ولهذا فقد أناط اليه المفكر العربي (عبد الاله بلقزيز) مهمة ((الدفاع عن الفكرة العقلانية في الوعي والاجتماع ، وعن الحرية والتسامح في السلوك الفردي والاجتماعي ، وعن النهضة كأختيار حضاري للأمة ، وعن العلم كسلاح لا غنى عنه للتقدم )) . وخلافا"لمألوف ما تواضع عليه العرف الثقافي ، فقد اعتاد المثقف العراقي على الظهور بهيئة (ملاك طاهر) حين يكون خارج معطف السياسة وبعيدا"عن حضانتها ، ولكنه لا يلبث أن يتحول الى (شيطان ماكر) حين يرتدي جلبابها ويندس بين ثناياها . كما وأنه يجيد دور الضحية البريئة عندما يكون بمنأى عن حرم السلطة وبلاط السلطان ، ولكنه سرعان ما ينقلب الى جلاد قاس لحظة دخوله رواق الأولى ويغدو من ندماء الثاني . بعبارة مختصرة ؛ ان المثقف العراقي ما أن يتسلطن في مرابع السياسة – سواء أكان ضمن طوائف النظام أو قبائل المعارضة – بعدما كان منبوذا"يعاني التهميش والاقصاء ، ويمسك بين يديه صولجان السلطة – لا فرق هنا بين أنواع السلط التي يتقلدها – بعدما كان هدفا لطغيانها ودريئة لتنكيلها ، حتى يستحيل الى أي شيء يمكنك تصوره / تخيله ، باستثناء أن يكون مثقفا". اذ ان بوصلة مصالحه المتقلبة وبندول مواقفه المتذبذبة ، قمينة بأن تحيله الى (كائن صلصالي) يمتاز بطابع المرونة في المبادئ والمطاوعة في القيم ، للحد الذي يتيح لمن يروم استثمار دوره الطليعي واستغلال وظيفته العضوية ، تشكيل شخصيته كيفما يريد وقولبة تفكيره حسبما يشتهي . ولعل المشكلة لا تكمن فقط بحيازته قصب السّبق لهذه الخاصية السلبية على أقرانه من مثقفي بعض البلدان المجاورة ، ولا حتى امعانه بها واسرفه فيها ، بقدر ما أضحت مظاهرها في المجتمع العراقي تتخذ أبعادا"خطيرة ، ليس من مصلحة أحد أن يجري التعتيم عليها أو التهوين من شأنها ، بحجة أن العراقيين يجتازون الآن مرحلة انتقالية ملتبسة ، لا مناص من قبول بعض التضحيات وتقديم بعض التنازلات ، بحيث تزيغ الأبصار وتشوش الأفكار وتترجرج المواقف . وعلى ما يبدو فأن عقود القمع السياسي والانسحاق الاجتماعي والحرمان الاقتصادي والتخلف الثقافي والاذلال النفسي ، أجبرت الانسان العراقي على العيش في كنفها والترعرع بين أجوائها ، بحيث لم تلزمه فقط بالتطبّع على صفات / رذائل - وان بدت موازية لقيمه ومحايثة لواقعه ، الا انها لا تعدم أن تبقى رابضة في حالة كمون ضمن ثنايا عقله الباطن – علّها تقيه من شرّ السلطة وتحميه من بطش السلطان فحسب ، بل وأورثته جملة من الرواسب والعقد التي ما فتأت تستوطن كيانه وتهيمن على تفكيره ، بحيث ما أن يندثر الوازع الذاتي / العرفي لديه ويتلاشى المانع الاجتماعي / الوضعي عليه ، حتى تفيق (= الصفات / الرذائل) من سباتها وتشرأب من مكامنها لتؤطر سلوكه وتنمط وعيه . ولهذا فليس هناك كالمثقف العراقي في سخائه بأطلاق الوعود وفبركة الادعاءات ، طالما انه لا يغامر بتخطي ضفاف السياسة ، ولا يجرؤ على الاقتراب من عرين السلطة ، وهو الأمر الذي يظهره بأشد حالات النقاء الاخلاقي والصفاء الفكري والتعاطف الانساني . بيد انه ما أن تتغير الأحوال وتتبدل الظروف ، بحيث ينخرط في لعبة السياسة ويلج الى معترك السلطة ، حتى يشرع بفسخ عقده الاجتماعي ونسخ موقفه الوطني ، واعلان طلاقه مع كل ما كان ينتمي اليه من خلفيات ومرجعيات ، واسدال الستار على كل ما كان يربطه بالماضي من علاقات والتزامات . وهو ما باتت تدلل عليه حقيقة أن الاعتبار الاجتماعي الذي ما برح يحظى به ويمتح منه  لم ينشأ على خلفية مناقبيات اجتماعية مارسها ، أو مواقف وطنية تبناها ، أو مبادرات ابداعية اجترحها ، وانما بواقع تدني مستويات الوعي الفردي وركاكة أنساق المعرفة الاجتماعية ، وانحطاط بنى الثقافة الانسانية ، التي كان يعول عليها ، ليس فقط تسليح المواطن / القارئ بعدة نقد الخطابات السياسية ، وتفكيك النصوص الايديولوجية ، وتعرية الخلفيات الرمزية فحسب ، بل وتمنحه حق مقاضاة كل من يتلاعب بعواطفه ويتاجر بقضاياه ويساوم بمصالحه . ومن جملة مفارقات المثقف العراقي انه حين يكون مستبعدا"عن بهارج السياسة ومحجوبا"عن أضواء السلطة ، ليس له قرين أو شبيه لا في كشف العيوب الاجتماعية وفضح الانحرافات السياسية فحسب ، بل وفي دقة التحليل للقضايا وصرامة النقد للطروحات . ولكن ما أن تغريه مغانم السياسة وتغويه لذة السلطة حتى ينقلب على عقبيه مرتدا"الى مرابض جاهليته الأولى ، لدرجة انه يصعب معه ايجاد تفسير منطقي لمظاهر نكوصه وحالات تقهقره ، لا في مجال تخليه عن حماسته المعهودة في مقارعة الاستبداد ومناهضة الفساد ، فضلا"عن تنصله من التزاماته الأدبية حيال الثوابت الوطنية العليا فحسب ، بل واستسلامه اللامشروط أمام مظاهر التعجرف والتكبر والانانية ، بعدما كانت سجايا البساطة والتواضع والغيرية هي ما يمتاز ويتميّز به عن عامة الناس فضلا"عن خاصتهم ، على خلفية ما كان ينوء به من هموم انسانية ويرهص به من أفكار عقلانية . ولأن رجل السياسة مجبول على انتهاج سبل المساومات والانهماك بعقد الصفقات ، 
فان اللغة التي يساق لاستخدامها في تعامله مع الآخرين غالبا"ما تكون مفرداتها عارية من حيث القيمة الجمالية ، ومباشرة من حيث المصلحة السياسية ، ومحددة من حيث الدلالة الاجتماعية . مما يستتبع أن تكون الغايات التي يستهدفها واضحة والأهداف التي ينشدها معلومة ، بحيث تترك للآخر/ الغير هامش من الحركة النسبية ليمارس ذات اللعبة التي يزاولها خصمه ، ولكن بشروطه الخاصة وأسلوبه المختلف . وخلافا"لذلك نجد ان داعية الثقافة / المثقف المسيّس ، عادة ما يعمد – لاخفاء ملابسات تورطه في المشاريع السياسية وطمس معالم انزلاقه في الصراعات الحزبية – الى أساليب التزويق البياني والزخرف اللفظي ، ليس فقط لاظهار رصيده المعرفي والابهار بفاعلية جهازه المفاهيمي فحسب ، وانما لابهام مواقفه وتعتيم دوافعه وايهام قرائه وتضليل مريديه . ولذلك فقد أعتبر الفيلسوف الفرنسي  (ريمون رويّه) ان (( ديماغوجي السياسة ليبدون شرفاء اذا ما قيسوا بديماغوجي الفكر: ان أولئك يخدعون الآخرين ويضللونهم بغية الاستيلاء على السلطة ، في حين ان ديماغوجي الفكر يكتفون – بالتخريب وبالاذى – طلبا"للشهرة وذيوع الصيت )) . ونحن اذ نعيب على المثقف العراقي انغماسه المفرط في المماحكات السياسية واندلاقه الزائد عن الحدّ نحو ما يعتقد انه منجم ثرائه المادي ومعين نفوذه الاعتباري ، فاننا ، بالمقابل ، لا نريد له ان يترهب في صوامع الثقافة ويتبتل في محراب الفكر ويختار ، من ثم ، حياة الانعزال والانزواء عما يمور في رحم المجتمع من تناقضات اجتماعية وصراعات سياسية ، فتلك- على أية حال - مهمة لا تليق به كمواطن ولا تشرف تاريخه كفاعل اجتماعي . فاذا كان هناك من دين ينبغي على المثقف – أي مثقف – ايفائه لمن هو صاحب الفضل عليه ، فان المجتمع الذي ينتمي اليه ويتغذى على قيمه ويرتشف رحيق أفكاره ويحمل وشم هويته ، أحق أن يمنحه جهده المعرفي دون اسفاف ويمحضه ولائه السياسي دون ديماغوجية 

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.5141
Total : 101