حالة التردي التي وصلت إليها ( الأمة العراقية ) في الوقت الراهن ... والحكومة العراقية في معسكر آخرغيرالمعسكر الذي يقف فيه الشعب العراقي الاصيل الصامد ، فكيف في ظل مثل هذه التناقضات الواضحة للعيان يمكن لهؤلاء أن يقودوا المنطقة مجدداً , ( الدولة العراقية الجديدة ) تتحلل بفعل الفراغ الخطير في قمتها ، وحالة الشلل التي أصابت معظم مفاصلها ، وإذا كانت غير قادرة على مواجهة مشاكلها الداخلية المتفاقمة ، فكيف يمكن ان نتوقع منها حل أو المشاركة في حل أي مشكلة إقليمية أخرى , لا أحد منا نحن معشر (العراقيون ) يعرف حالياً من هو صاحب القرار في البلاد , ونصف الشعب العراقي اليوم يعيشون تحت خط الفقر، اي اقل من دولارين يومياً ، ونصف هؤلاء اقل من دولار في اليوم , والباقي منهم مشرد بعد عن اهله وناسة وسنه , النظام الحالي قال أن حرب ( 2003 ) هي آخر الحروب ووقع معاهدة سلام وتعاون امني مع أمريكا عدوة ، من اجل التركيز على توفير احتياجات الشعب العراقي الأساسية والنهوض بمستواه المعيشي ، وتحسين الخدمات الطبية والتعليمية والإسكانية ، وهذا حق مشروع لا يجادل فيه احد ، ولكن هل تحققت هذه الأهداف أو أي منها ، بعد (11) عاماً من تبنيها , وتتحدث الصحف العراقية عن انفجار وشيك في العراق قريباً ، ولكن هذا الانفجار لم يحدث عندما وجد الشعب العراقي نفسه يبحث عن رغيف الخبز في ( الأفران ) دون أن يجده , والآن وبعد أن تقزم هذا الرغيف واضمحل وزنه وشكله أصبح هذا الشعب مهددا بنقص في مياه الشرب والطاقة والوقود والخدمات الأساسية , خوض الحروب التي يطالب بها البعض من قادة العراق الجدد يتطلب جيوشاً قوية ، وقيادة قوية نفسياً وجسدياً وسياسياً ، وتوافقاً إقليميا ، وظروفاً دولية ملائمة ، وعمقاً عربياً داعماً ، فهل تتوفر جميع هذه الشروط , أونصفها في العراق وقيادتها وجيشها , فإذا كانت علاقات العراق مع دول الجوار سيئة وفي أفضل الأحوال فاترة قطيعة مع تركيا ، وبرود مع السعودية وقطر وغموض مع الأردن ، والله وحده يعلم حالها مع إيران , مشكلة العراق اليوم الحقيقية تتمثل في إسقاط قيادتها ، والتمسك بها في وقت احتقرها ، ولا نقول انتهكها فقط الطرف الآخر , لا نريد أن ننكأ جراح الماضي ، واعتمادها خيار الصفر كنهج عمل ، لتجنب الأخطاء ( ووجع الرأس ) فهذا بات معروفاً ، ولكن ما نريده هو أن يتحرك العراق وينهض من جديد ، ونصلح بيتنا من الداخل ، ويستعيد العراق الدور الريادي من خلال قيادة قوية تنهي التحالف والتخالف الحالي بين السلطة وقوى الفساد ، وترمم علاقاتها مع دول الجوار العربي على أسس المصالح ، وليس على أساس روابط الدين والعقيدة والقومية ، حتى لا يتهمنا احد بأننا نريد جر العراق إلى الحروب نيابة عن ( العرب ) ... العرب يجب أن يقفوا إلى جانب دولة العراق في إي تحرك تختاره للحفاظ على حقوقها كاملة ، مثلما وقفت معهم وبرجولة في كل حروبهم ...
مقالات اخرى للكاتب