شوارع بغداد تثير الحيرة و الاستغراب جدا ، أحيانا تصبح خانقة بالازدحام ، واحيانا و لنفس الشارع و الوقت واليوم يصبح الشارع وديعا هادئا كانه ليس من بغداد وليس فيها اصلا .
لا أعرف لماذا دائما اشبه هذا الشارع بمزاج العراقيين المتقلب جدا ، فنحن شعب مزاجي عاطفي و متقلب المزاج و الاهواء ، لا نثبت فيه على رأي واحد ابدا ولا نتفق عليه .
وكعادتي دائما في حالة تأخري بالخروج من المنزل والذهاب الى العمل او موعد معين ، استقل سيارة الاجرة ( التكسي ) ، لكي الحق بالوقت المتأخر قبل ان يفوتني اكثر .
ودائما ما يكون بيني وبين سائق ( التكسي ) حوار و نقاش ، قد يبدأ في اي لحظة ، حتى لو قبل نزولي بلحظات أو دقائق ، وفي اي موضوع ( لا نحدده ابدا ) نصل الية او نتطرق له او تفرضه علينا الاحداث .
فتارة نتقف على رأي او موضوع أو حدث ، وتارة نختلف ، وفي احيان اخرى لا نصل الى شيء في حديثنا ، فيكون كلامنا مجرد حوار لإضاعة الوقت لأنهاء الرحلة .
و في احيانا كثيرا يتفرع النقاش ليتحول الى سباق لإبراز اي طرف منا الاكثر خبرة في الحياة و التجارب او معلومة او من يكون منا كلامه هو الاصح في الرأي .
ولكن دائما اصل الى نتيجة واحده مهما تعددت هذه الحوارات و النقاشات تجعلني اعود الى اصل هذا الانسان العراقي واعرف اننا جميعا شعب طيب مغلوب على امره ، كل ما يريده هو الحياة الكريمة و العيشة الهانئة التي لم توفرها الاحداث و الايام ولا المواقف ولا القــيادات له .
أن المميزة الجيدة للـــــعراقي هو تكييفه و تطبعه مع الاوضاع ، تجعل من السهولة تصحيح الاخطاء و أعادت البــــناء .
يعني أننا اذا توفرت فرصة لقيادة صادقة وأمينة لخلاص العراق ستجد العراقيين جميعا معها متوحدين للنهوض من هذا الواقع الاليم .فتكون نتيجة باهرة جدا ، أن هذا البلد ينهض بقوة و سرعه ، رغما عن مكائد اعدائه والحاقدين علية و المبغضين له .
مقالات اخرى للكاتب