Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
قلبي يُحدّثني بأنك متلفي
الخميس, آذار 28, 2013
رباح ال جعفر

 

الحرية .. كلمة
كنّا ونحن صغار نسمعهم يردّدون في أذكارهم ( الله حيّ ) . هو الحيّ الباقي واجب الوجود . فنقول مثلهم ، ونحشر أنفسنا في صفوفهم ، وندور حول أنفسنا ، ولمّا كبرنا وقرأنا كتب الفلسفة وأبحرنا في قراءتها ، وجدنا أنها من طاليس إلى ديكارت لا تزيد عن كلمتين اثنتين لا ثالث لهما : الوجود موجود .
وعشنا زمناً سمعنا عن الشوق ، والشوق معناه الوصول إلى التسامي في العلياء ، ونحن نقرأ للإمام البوصيري :
يا لائمي في الهوى العذريّ معذرة
كفّ الملام فلو أحببت لم تلم ِ
وكنّا نترنّم بقصيدة سلطان العارفين والعاشقين الشيخ عمر بن الفارض في قوله :
يا لائماً لامني في حبّهم سفهاً
كفّ الملامَ فلو أحببتَ لم تلم ِ
ونتسامى في الشوق ونحن نتلو من روائع أحمد شوقي :
يا لائمي في هواه والهوى قدرٌ
لو شفّك الوجد لم تعذلْ ولم تلم ِ
وفي السنوات الخوالي حضرت مجالسهم . التقيت شيوخهم ومريديهم . سمعت منهم حكايات عن الوليّ الذي طار في الهواء ، وروايات عن شيخ جلس فوق عباءته فعبر النهر . رأيتهم يخرجون بأيديهم المجرّدة اللهب من المواقد المستعرة فيحملونه فوق رؤوسهم ، وينهض آخرون منهم يدورون حول أنفسهم يتمتمون بكلمات من رموز لا أفهمها ، ولا يفهمها غيري .
ووجدت في قصصهم العجب والأعاجيب . رأيت أحد المريدين في التكية يدور حول نفسه نحو ساعتين دون توقف حتى سقط مغشيّاً عليه من الوجد ، ولم يقترب منه أحد ، وكان ينشد : ( قلبي يُحدّثني بأنك متلفي / روحي فداك عرفت أم لم تعرف ِ ) . فمن أين لهذا المخلوق كلّ هذه الطاقات والغرائب ؟.
هل هي موهبة ؟ هل هي مصادفة ؟ هل هي من الخوارق ؟ من الكرامات ؟ وهم من أوهام الحواس ، أم أنها من قانون الاحتمالات ؟.
ليس هناك أجمل من صحبتهم . إنهم شهود على اللوعة في حضرة من يحبّون ، يقولون كلاماً بالرمز وبالتأويل وبالإيماء وبالصمت ، فتتعطّل لغة الكلام ، وينشدون مثل طيور تغرّد على أغصانها . تحرّكهم أشواق وهواتف ، ويتسلطنون في الإنشاد حدّ النشوة ، ويهيمون ويشتاقون في الليل الساكن حتى يغلبهم الشوق إلى مناجاة الحبيب ، فينسون مركز الكون ، ويمزّقون خرائط الضياع في لحظات من اللذة والبهجة والأمداد والأحوال !.
إنها متعة أن تجلس مجالسهم وتتأمّلهم ، تستمع إلى منشدهم ، ما أن يرتفع صوته بالمقامات والتراتيل على نقر الدفوف حتى تراهم ينهضون واقفين . يشرعون بالدوران حول أنفسهم . دوران حتى النهاية . رؤوسهم آخذة بالترنّح ، وظهورهم بالانحناء ، وأطرافهم بالارتعاش ، وهم يعتصرون عيونهم بقلوبهم لا بأيديهم ، حتى تهطل دموعهم !.
وتتعطل لغة الكلام إلا من طيف كلام يحلّ محلّ طيف المنام !.


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45528
Total : 101