Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الحضارة والسلوك الإنساني
الخميس, نيسان 28, 2016
عبد العزيز حسون

 

يبقى السلوك الانساني معياراً مهماً للكثيرين في قياس مرتبة ننسبها للتحضر بدلاً عن التمدن. اذ لولا نزوع الانسان الى التأمل في الاشياء وفيما يدور حوله لما توقف عن السلوك الهمجي الذي كان مضظراً له ليحافظ على البقاء. وكان في مراقبته لظواهر الطبيعة، الشمس والقمر والنجوم وما يهطل من السماء من برد ومطر وشهب ونيازك، والشروق والغروب والرياح، كان قد ملأ الذهن بتساؤلاتت تطرق بشدة طلباً للتفسير والتعليل.

وراح يبحث عن حبات النبات التي حرقتها النار التي التهبت من صاعقة أو شرارة جاءت من ارتطام حجرين. وبدأت الحياة تدب في أوصال ما حوله منتظمة هذه المرة، يمارس فيها كل يوم طقوساً جديدة تطلبت ان يبتني له سقفاً يناسب تصرفاته الجديدة، وبعدها الجدران والابواب والشبابيك.

 

نعم انها اول لبنات الحضارة، وتراكمت سلوكيات البشر في كل مكان لتصل الى السلوك الجامع المتحضر، لتتسلمها مجموعات البشر واحدة بعد الاخرى لتضيف عليها الجديد.

 

ويبدو ان ابنتنا المغتربة قد أثر فيها كثيرا ما يدور حولها من السلوكيات، التي وصلت الى مشاهدتها لمديرة فرع المصرف الذي تعمل فيه وهي تجمع اكياس القمامة لترميها في المكان الذي تمر فيه السيارة المخصصة لتجمعها. وهذا سلوك متحضر حقاً، ولكني اعود الى صورة اخرى، اذ ان ملكاً عربياً كان يتحاور مع مراسل اعلامي في غرفة صغيرة، وطال الحديث بينهما مما استدعى من الملك ان يسأل محاوره ماذا تحب ان تشرب انا ساشرب الشاي فماذا عنك؟. وبعد تردد المراسل جاء الخادم وقال له الملك من فضلك هات لنا شاي. وجاء الخادم يحمل الشي وبدأ يعد الاكواب ليملأها، طلب منه الملك ان يترك الخدمة له بعد أن شكره. واستفسر من المراسل عن كمية السكر وهل يفضل اضافة الحليب.. الامر الذي اربك المراسل كثيراً الى ان قال له الملك مالك يا اخي انت ضيفي. لنستطلع ما عرضته علينا المغتربة من رؤية عندما قالت:

 

نتساءل كثيرا عن سبب تقدم الامم وتحضرها .. ولماذا تقبع بعض الامم في اسفل السلم الحضاري رغم انها تتمتع بخزين من التاريخ والحضارة العريقة لم يتح لدول العالم المتحضر اليوم ان تتباهى بنفس الارث الحضاري… هذه الاسئلة وغيرها تدور دائما في مخيلتي .. واحاول حثيثة ايجاد اجوبة منطقية لها .. احيانا .. اجد دلائل تقودني الى المنطق الذي يحكم معايير التقدم والتخلف .. لاعود واكتشف ان قوانين الطبيعة لاتتغير كثيرا .. لكننا ننسى دائما تاثيرها عندما نتصدى لتحليل ظاهرة انسانية في منحنى تاريخ الامم…

 

كانت مديرة الفرع التي بدات اول خطوة في طريق العمل الحقيقي معها .. سيدة رقيقة .. ضئيلة الجسد .. عظيمة الروح .. تتحلى بالكثير من الانسانية .. والغزير من الذكاء الاجتماعي .. والفضول الفطري لتعلم كل ماهو جديد .. كنت اشبهها بالفراشة .. لخفة حركتها وجمال روحها. لابد ان اتحدث قليلا عن منظر اصابني بالدهشة الشديدة .. حين دخلت كعادتي كل صباح لاجدها تحمل كيسا اسودا كبيرا مخصصا للنفايات وتنزل به على السلم لتضعه قرب الباب لتاتي الشركة المسؤولة عن نقله .. وحين سالتها عما تفعل .. اجابتني ببساطة شديدة .. ان عاملة التنظيف لم تات اليوم لسبب ما .. فقامت هي بنقل هذا الكيس كيلا يتراكم العمل لليوم التالي .

 

تعلمت فيما بعد .. ان الانسان حين يبلغ درجة من الوعي الحقيقي .. والاهتمام الاصيل بكل ما حوله .. لايستنكف حينها ان يقوم باعمال نعتبرها نحن وشعوب اخرى شبيهة بنا عيبا وانتقاصا.

 

التطوير عملية مستمرة .. ومفهوم الشخص الذي لايمكن الاستغناء عنه غير موجود هنا .. لهذه المسالة مزايا كثيرة وبعض العيوب برايي الشخصي .. من مزاياها انها تتيح للجميع فرصا متساوية للتعلم والتطور .. يبقى الاختلاف في القدرات والاستيعاب مسالة تتباين حسب طبيعة ومقدرة كل شخص .. لكن ان تضمن لكل شخص ضمن المؤسسة او الشركة او مكان العمل ايا كان فرصا متساوية للتعلم فهذا امر ترفع له القبعة احتراما ..

 

من اهم العيوب او قل الاثار السلبية لهذه العملية .. هي التفريط بالخبرات المكتسبة عبر السنين الطويلة من العمل والتعلم .. فمن الصعوبة بمكان تعويض خبرات اكتسبت عبر السنين بمجرد تبديل الاشخاص .. رغم ان عملية التغيير شيء طبيعي ومستمر .. اعود للقول ان رايي هذا شخصي بحت .. نابع من خبرتي المحدودة جدا .. وان القائمين على سن القوانين والانظمة وطرق العمل لهم بالتاكيد نظرة اشمل واوسع وتاخذ بعين الاعتبار عوامل كثيرة اغفل عنها انا..

 

التكنولوجيا الحديثة لها صدى وتحظى بشعبية واسعة هنا .. فالكومبيوتر والانترنت وانواع الهواتف المحمولة الحديثة سيطرت تقريبا على معظم مفاصل الحياة هنا .. ودخلت في شتى مجالات العمل والترفيه ايضا .. وبالطبع في مجال العمل المصرفي بشكل متقدم جدا عن غيره من البلدان الاخرى. بالنسبة لي كانت اولى المفارقات التي مازلت اتذكر اني اصبت بالدهشة لملاحظتها .. هي اهمية الارشفة الورقية .. فبالرغم من وجود الحواسيب واستخدامها على نطاق واسع .. لكن للوثائق الورقية سحر لم يفقد بريقه هنا .

 

وقد وعدت المغتربة ان تواصل الحديث عن سحر الوثائق الورقية.

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44508
Total : 101