Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
المالكي و بنطرون الجارليس !
السبت, حزيران 28, 2014
حسين الحسيني

تميّزت سبعينات القرن المنصرم بنكهة خاصة , بدخول اغاني و رقصات الديسكو للعراق المرفقة بتصاميم غريبة للبناطيل(البنطرونات).البنطرون اصبح عريض جدا من الاسفل و ضيّق جدا من الاعلى .يعتمد عرض البنطرون من الاسفل على مدى مواكبة لابسه للمودة,الاكثر عرضا هو الاكثراتصالا و فهما للمودة ,بحيث اصبح بعضها يقترب من المتر.اطلق العراقيون على هذا البنطرون اسم الجارليس.لا ادري بالضبط من اين جاءت هذه التسمية و لكنّني اظنّ بأنها جاءت بسبب ممثل امريكي مشهور بدور شرطي التحريات و اسمه جارليس برونسن و الذي كانت ملابسه في كلّ افلامه تتلائم مع المودة حينه. ايضا ساعدت فرقة آبا السويدية و التي تغني بالانكليزي على نشر هذه الثقافة الجديدة .كذلك المطرب الزنجي المشهور جيمس براون واخيرا فرقة الخنافس (و التي تعني البيتلز بالانكليزي و التي ظهرت في الستينات و استمرت في تأثيرها الغنائي و تأثيرها على المودة السائدة في السبعينات )و بسببها جاءتنا قصة الشعر المشهورة الخنافس و التي كانت تتميز بكبر حجم الشعر و طول الزلوف و التي كان المطرب العراقي فاضل عواد و المطرب الجزائري رابح درياسة (صاحب اغنية نجمة قطبية*)من الذين استهوتهم هذه القصّة.
في نهاية السبعينات كنت في الصف الثاني المتوسط ,في متوسطة الوحدة المختلطة و التي صارت ثانوية الباقر في العهد الجديد,كنّا نحاول جاهدين مواكبة المودة و كلّ على مقدرته و كان بنطرون الجارليس هو الوسيلة التي نعبّر بها عن انفسنا و عن مواكبتنا لما يحدث عالميا .
كان يوم الامتحان الشفوي لدرس اللغة الانكليزية لنصف السنة .الاستاذ المسؤول عن تدريسه لنا اسمه عبدالرزاق .كانت لدى استاذ عبدالرزاق بعض العادات و التي جاء قسم منها بسبب تعرضّه لبعض انواع التعذيب البعثية و ذلك لميوله اليسارية .كان كثير الصفنات .بعض صفناته تأخذه بعيدا عنّا و عن الصف و عن المدرسة و حتى عن كوكب الارض كلّه , حيث يغوص بعمق في تفكير داخلي يظهر لنا على شكل صفنة قد تستغرق 5 دقائق.من عاداته الاخرى المشهورة هي وضعه لسبابته اليمنى فوق الحنك ملامسة لنهاية الفم, و التي يقوم بها عندما يسمع جوابا خاطئا او جوابا لا يعجبه.انه وقت الشدائد , انه وقت الامتحان , و فيه يكرّم المرء او يهان .الامتحان الشفوي يعتمد كليّا على قول الطالب للمحاورة (الدايالوك)التي يريدها الاستاذ و ما اكثرهن.المحاورة كانت تحتوي على كلمات انكليزية بسيطة جدا مثل هلو ليلى و هلو زكي , كيف حالك زكي , كيف حالك ليلى , وهكذا .اختار استاذ رزاق طالبا اسمه صالح و طالبة اسمها سامية .صالح كان من اكسل الطلاب و لكنّه الاكثر مواكبة للمودة .الجارليس الذي يلبسه اعرض من المحيط الاطلسي .البنطرون نصف قماشه للجارليس و نصفه الاخر لبقية البنطرون .وقف صالح مواجها سامية و تسمّر في مكانه , حاول النطق فهربت الحروف منه و تبعتها الكلمات,مطّى رقبته يمينا ولكّن الكلمات استمرّت في الهروب منه ,مطّاها يسارا فكانت النتيجة مماثلة للاولى.لم يستطع ان يرغم لسانه على النطق .حاول جاهدا ان يأتي و لو بحرف واحد فلم يستطع و كأن الاحرف و الكلمات تآمرت ضده المسكين .بدأ يتصبب عرقا في يوم ربيعي كالينبوع , تمايل نحو السبورة مرة و نحونا مرة اخرى و كأنه نعجة مذبوحة تتألم لمنظرها.جاهد كثيرا لقول و لو كلمة واحدة او حرف واحد , و تنافس في ذلك مع الحائط و لوهلة ظننّا بأن الحائط سينطق قبله. حدّق استاذ عبدالرزاق فيه و صفن واضعا سبابته على حنكه .استمرت الصفنة و الى حين و كانت و كأنها الدهر كلّه للمسكين صالح .اخيرا كسر استاذ عبدالرزاق الصمت الابدي بمقولة و التي اصبحت مثلا تداوله الطلاب لسنين عديدة "ادري , اريد اخلي لك درجة .اشلون اخلّيها ؟ اي اشلون, اقيس الجارليس مالتك و اخلّي الدرجة ؟" كأنه مقطع تمثيلي هزلي لجارلي جابلن قوطع بقهقهات صاخبة استمرّت اكثر مما توقعنا و مما توقع استاذ عبدالرزاق , و كلّما حاول الاستاذ ان يكون جديّا , ضحك طالب بصورة عفوية و بقهقات لا يمكنه السيطرة عليها و التي تدفع الطلاب الاخرين على الضحك و التي اخيرا دفعت استاذنا الغالي على مجاراتنا الى ان انتهى الدرس.
كيف نقيّم المالكي ؟ كيف نضع له درجة؟ افعاله او بالاحرى ردود افعاله تذكرني بصالح .لقد فشل هذا الرجل في كل شيء لمسه , كل شيء تحدّث فيه او عنه او حتى حوله.فشل العراق الآن كدولة يأتي كنتيجة لفشل المالكي بالدرجة الاولى . اصبح المالكي ماركة مسجلّة للفشل و اخوته .تذكر كلمة الفشل فيأتي اسم المالكي رديفا.ماذا يريد ان يفعل هذا الرجل اكثر لكي يكون على يقين بانه فاشل ؟لماذا لا يستطيع معرفة هذه الحقيقة الواضحة ؟ هل هذه الحقيقة غير واضحة له بما فيه الكفاية ؟انه يفشل حتى في معرفة أنّه فاشل.
حفظك الله استاذ عبدالرزاق ان كنت حيّا و رحمك الله ان فارقت الحياة ,كيف ستقيّمه يا استاذي العزيز؟ و كأنّي بك تقول له "هل تريدني ان اقيس حجم عمامة عبدالحليم الزهيري و اخلّي لك درجة ؟" الدرجة له ستكون ليس كلمة فاشل و انّما خائب, بعد ان تحوّل فشله الى نكسة و خيبة اصابت العراق و العراقيين كلّهم في صميم القلب.
"قد يفشل الرجل مرارا في عمله ولكنه لا يعد خائبا الا اذا بدأ بلوم غيره ".. برنارد شو


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.50633
Total : 101