Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
المالكية ماتت ام ما زالت تحتضر؟ ٢
الجمعة, آب 29, 2014
عبد الله البهادلي

سبعة أيام هزت العراق والعالم...

دون الحاجة للإطالة في تفاصيل أحداث معلومة وفيها ما يدمي الفؤاد، دخلت البلاد في حالة إنكسار وسجال بين قادتها الأشاوس على أشده، بعد أن بدأ العد التنازلي للمهلة الدستورية التي حددها لرئيس الجمهورية من أجل تكليف رئيس وزراء لتشكيل الحكومة الجديدة.

مناورات، خدع، تلفيق تهم على قدم وساق، يعلن المالكي ورهطه تارة دولة القانون جزءاً لا يتجزأ من التحالف الوطني، (إحنا وياك وأحد ما نصير اثنين... إحنا وياك مثل الخشم ويا العين)، في أخرى دولة القانون هي الأكبر الذي يتوجب على رئيس الجمهورية تكليف مرشحها نوري المالكي لتشكيل الحكومة الموقرة (ولاية ثالثة) حينها يكون التحالف الوطني بما تبقى منه في زاوية حرجة فيسلم أمره لله الواحد الأحد، أما باقي الكتل فاحسب الرجل كان على يقين وقد يكون على صواب أن وسائله في الترهيب والترغيب وشراء الذمم قد تحقق ما يصبو إليه فالمناصب في بلادنا تباع بالمزاد.

على كل حال الناس في ترقب، قلق يشتد كلما أقترب العد التنازلي لنهاية المهلة الدستورية، هواجس، خوف من المجهول، تخلي الرجل عن السلطة والحكم قضية تكاد تكون مستحليه، دونها خرط القتاد، كانت أيام سبعة مثيرة هزت العراق والعالم، في شدتها كأنها تلك (عشرة أيام هزت العالم) إبان الثورة البلشفية في روسيا القيصرية في عام 1917، حسبها الناس ثانية ثانية، دقيقة دقيقة، ساعة ساعة، بلغت فيها القلوب الحناجر وظنوا بالله الظنون.

الثامن من آب الجاري، أطلق المالكي تصريحا مرعبا: إن لم يكلف مرشح دولة القانون(إنا) فالعراق ماله نار جهنم؟ تساءل الناس ماذا يعني الله الساتر؟ منهم رد يائسا وهل هناك جهنم اشد مما نحن فيه؟ وتحت حكمه؟ الترقب والقلق سيد الموقف؟ اللهم ربنا أهدي ولاة أمورنا لما تحب وترضى.

العاشر من آب، في أخر دقيقة منه عند منتصف الليل وبعده بقليل (آخر دقيقة من المهلة الدستورية)، الناس نيام تأخذهم كوابيس مفزعة خوف خشية إلى ما لا يحمد عقباه، كل شيء ينذر بالسوء لا قدر الله، يظهر على الشاشة غاضب منفعل مكفهر الوجه قاطب الحاجبين والجبين محذرا رئيس الجمهورية: العواقب ستكون وخيمة إن خرقت الدستور ولم تكلف مرشح دولة القانون (إنا)؟ نبرة فيها من الشدة والقسوة ما يوحي إلى اشتداد الأزمة ذاتها وانسداد الأفق، وضع متوتر زادته توترا انتشار كثيف للقوات الموالية لرئيس الوزراء المنتهية ولايته سوات، التدخل السريع ، البطيء، الرد السريع، قوات النخبة غيرها، اغلب إفرادها وقادتها من قضاء طويريج، مؤتمنين بزاتهم سوداء، زرقاء ، ، مرقطة، خضراء حسب الصنف الذي ينتسبون إليه، دروع، صفوف رصاص على صدورهم، همرات أمريكية، رشاشات أحادية وأخرى رباعية، دبابات أبرامز ترابط عند مفارق الطرق، في الشوارع، الساحات، منطقة الجادرية حيث مقر رئيس الجمهورية، مداخل العاصمة، مخارجها، المنطقة الخضراء، تساءل الناس بحيرة: لماذا هذا الانتشار؟ من هو العدو الذي يريد سوء به؟ إشاعات متضاربة، إخبار مزعجة مثيرة، انقلاب عسكري؟ لا شبه انقلاب؟ لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم؟ لا احد يعرف ماذا حدث؟ ما الذي يمكن إن يحدث؟ هل هي عملية ترهيب وبما يوحي إما (إنا) وإما السلاح بيننا حكم طالما هو من يملك القوة، الرجل رئيس الجمهورية والآخرين غيره عزل ربما لا يملكون غير التواثي، للأسف تغول علينا (مختار العصر) في ليلة ليلاء ستبقى محفورة في ذاكرة العراقيين الذي عاشوها في بغداد وماذا بإمكان الناس فعله لزموا بيوتهم، تضرعوا إلى الله إن يكف عن بلادهم غائلة الويلات والكوارث، ما حاق بهم من مصائب تكفي وزيادة تكفر عنهم سيئات ما عملوا قرون من الزمن ربما يتصدقون بشيء منها لغيرهم ممن ارتكبوا المعاصي والفواحش بقصد المتعة والإنس.

الحادي عشر من آب، يوم الاثنين، الثالثة عصرا في الدقائق الأخيرة من المهلة الدستورية بما فيها (الوقت الضائع المحتسب من عطلة عيد رمضان) تماما مثلما فعل حكام المباراة في اولمبياد البرازيل، في تلك الثواني المتبقية أعلن رئيس الجمهورية فؤاد معصوم تكليف حيدر العبادي بمهمة تشكيل الحكومة، لقطات تلفزيونية حذرة، وجلة، خجلة تعكس طبيعة الوضع المتوتر الذي خيم عليهم، مراسم برتوكولية بسيطة أعدت على عجالة كأنهم يخشون امرأ ما، كزفة عروس بلا رضا أبناء عمومتها الأقوياء (نهوه) أو فيتو وفق أدب السياسة في عصر العولمة، الحضور من يمين الرئيس رئيس مجلس النواب سليم الجبوري ومن اليسار إبراهيم الجعفري رئيس التحالف الوطني يليه حسين الشهرستاني وضياء الاسدي وباقر جبر وعمار طعمه، لا ريب حدث انشقاق في دولة القانون، ثلم مهم في جدارها ربما استجابوا ولوا متأخرا إلى نداء المرجعية في رسالتها الموجهة إلى حزب الدعوة في 11 / رمضان التي تمنت فيها على قيادة حزب الدعوة إن يرشح بديل عنه حفاظا على وحدة البلاد لكن رغم ذلك لم تستجب الدعوة، فسرها بعضهم: توصيه أو نصيحة غير ملزمة ذهب آخرين إلى القول: ما شان المرجعية والسياسة الافظل يتركوها لأهلها، عليهم بأمور الدين لا الدنيا تناسوا أو نسو أنهم خرجوا من عباءتها حينما شجعت قيام التحالف الوطني الشيعي وحثت الناخبين سيما الشيعة على الحضور والإدلاء بأصواتهم لصالح نوري المالكي وإتباعه هكذا هم يأخذون ما يتماها مع مأربهم حسب.

لم يستسلم الرجل ازداد إصرارا وعنادا إما ( إنا ) أو ليكن الطوفان، في ذات المساء عاد للظهور على شاشة التلفزيون تحيط به ثلة من إتباعه المقربين وجوههم مغبرة، مربدة، اختفت نظارتها، جفت عروقها، وجوم رهيب يخيم عليها، اغلب قيادات الدعوة غابت عن المشهد، لا احد يعرف هل هم معه؟ ضده؟ مثل الأيام السابقة كان في غاية انفعاله، شرر يتقادح من عينيه، غاضب القي خطابا لا يختلف عما سبقه أعلن فيه بحرقة: رئيس الجمهورية حامي الدستور خرقه في وضح النهار، كلف العبادي دون علم قيادة الدعوة أو استشارتها، أنى يكون هذا الفعل الشنيع؟ هذه مؤامرة خارجية وداخلية تستهدف الديمقراطية في العراق، المرشح الشرعي (إنا) متوعدا رئيس الجمهورية بأوخم العواقب وانه قدم شكوى للمحكمة الاتحادية كي تعيد الأمور إلى نصابها وتحول دون هذا الخرق الخطير ملمحا وهو في نوبة غضبه إلى أنصاره والمنتفعين منه إن يعبروا عن رفضهم، يحموا الشرعية الديمقراطية، لا هوادة مع أعداء الشعب، أي بصريح العبارة (اليوم يومكم يا شباب) بات الناس ليلتهم على أحر من الجمر، لم يهجعوا، فارق النعاس أعينهم قلقين خائفين مما ينتظرهم الله الساتر، أفق مسدود ولا بوصة واحدة من الأمل، لعن الله هذا الكرسي البلية يفرق بين الأخ وأخيه والأب وبنيه والرفيق ورفيقيه والإسلامي وإسلامييه.

عاد الناس بذاكرتهم: قبل بضعة سنين استقال رئيس وزراء كوريا من منصبه على اثر انهيار جسر في العاصمة سيئول قضي فيه عدة أشخاص، قصص مشابهة تحدث كل يوم في الغرب والشرق وزير للمواصلات يستقيل بعد حادثة قطار، أخر عندما تسمم عدد من الناس، ثالث انتحر على اثر اتهامه بالفساد، رابع، خامس... الخ، الرئيس الأمريكي الأسبق (نيكسون) استقال بعد فضيحة "ووت رغيت" وأحيل إلى القضاء وكاد يحكم لولا دفع الله، مار كريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا استقالت بناء على طلب حزبها مع أنها حققت فوز كاسح في الانتخابات العامة.

أين نحن مما يحدث في العالم إلا يكفي الآلاف الضحايا كي يستقيل احد المسؤلين عن هذه الهزائم ولو كان شرطيا ليس الوكيل الأقدم لوزارة الداخلية لا قدر الله كي نخلد اسمه، نتباهى به؟ نفتخر؟ نقول: فلان استقال طوعا لإخفاقه بواجبه؟ الم تكن لهؤلاء الأبرياء حوبة عند الله؟ أم إن في الأذان وقر وعلى القلوب اكنة ، أمر رائع يستقيل احد مسئولينا يكون قدوة في الإيثار والتضحية والاعتراف بالخطأ لكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه.

12 منه، التقى مع جمع من قادة وضباط الجيش والشرطة الاتحادية وأجهزة الأمن ، ذات النبرة الغاضبة تحريض مبطن ، انتم حماة الديمقراطية ، ديمقراطيتنا في خطر إما ، انتم تعرفون من يهددها ؟ العراق في خطر سوف يبتلعه الحوت لا قدر الله ، عليكم بالحيطة والحذر ، أيديكم على الزناد .

13 آب، يوم الاربعاء، خلال كلمته الأسبوعية التي اعتاد على إلقائها في مثل هذا اليوم، عاد إلى لغة التهديد والوعيد: سندافع عن الدستور لا نسمح لأحد مهما كان بخرقه، ردد كلمة دستور أكثر من 190 مرة في خطاباته خلال سبعة أيام ، الناس يضحكون في سرهم يعرفون من خرق الدستور عشرات المرات، سوف لا نسلم السلطة إلا بعد قرار المحكمة الاتحادية التي قالت كتلة دولة القانون هي الأكبر مع إن المحكمة نفت ذلك ، نذر الشر لا زالت تخيم على سماء بغداد ، إتباعه يوزعون الشتائم في كل حدب وصوب لم يستثنوا أحدا، وليد الحلي وعلي العلاق وهما قياديان في الدعوة وغيرهم، متآمرين خونة، ألعبادي غير مؤهل، لم يحصل إلا على بضع عشرات من الأصوات في حين المالكي حصد 725 إلف صوت في بغداد.

الدائرة تضيق بسرعة مذهلة، تأييد دولي منقطع النظير لتكليف الدكتور العبادي الولايات المتحدة الأمريكية بعد دقائق من إعلان الرئيس معصوم تكليفه بادرت فورا إلى مباركة الخطوة، هنأته وزارة الخارجية، هاتفه الرئيس اوباما مباشرة مؤيدا وشادا على يديه، وزير الخارجية جون كيري وهو في استراليا لم يتأخر ثانية واحدة أعلن تأييد أمريكا الكامل له في تشكيل حكومة وطنية جامعة، لم ينسى وجه تحذير مبطن إلى المالكي: عليك أن ترضخ للأمر الواقع، نحذرك من اللعب بالنار.

الأمم المتحدة على ذات السياق متناغمة مع ما أقدمت عليه واشنطن، أيدت على لسان أمينها العام (بان كي مون) لأهمية الموضوع ولكي تضيف زخما جديا لا يدع مجالا للشك في التأييد العالمي، كذلك ممثل الأمين العام في العراق ملادينوف هو الأخر كان سباقا في التأييد، دول أوربا كأنها على موعد مسبق وهي كذلك تتوالى مواقفها مؤيدة: بريطانيا، فرنسا، ايطاليا، ألمانيا، الاتحاد الاوربي... الخ، خطوط الهاتف ساخنة تعمل بكل طاقتها، تفوح من أثيرها روائح التأييد ولتبريك والمساندة والوعود الوردية بالتعاون والمساندة مع التمني بشكل صريح إن تكون الحكومة المرتقبة ذات مقبولية وطنية وجامعة لكل الطيف العراقي لا تستثني أحدا ولا تهمش أحدا في إشارات ضمنية رافضة لمنهج المالكي إلا إقصائي خلال سني حكمه الثماني .

دول الإقليم هي الأخرى تتسابق: جمهورية إيران الإسلامية حليفته وصاحبة اليد الطولى في تبوءه السلطة، أعلنت صراحة تخليها عنه مؤيدة تكليف ألعبادي من خلال تصريحات مسئوليها في مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية، عادت في اليوم التالي تلقي بكل ثقلها المرشد الأعلى للثورة السيد علي خامنئي صاحب الكلمة الفصل في إيران قال صراحة نؤيد التغيير في العرق، المملكة العربية السعودية غريمة المالكي التاريخي أعلنت تأييدها صرح وزير خارجيتها الأمير سعود الفيصل: (خبر سار) يا لها من مفارقة تلتقي إيران والسعودية التي قلما التقيتا على امرأ ما، الملك عبد الله ابن عبد العزيز ذهب ابعد من ذلك طير برقيات مستعجلة إلى ألعبادي ومعصوم والجبوري: مهنئا إياهم بتقلدهم مناصبهم الجديدة متمنيا لهم النجاح، كذلك فعلت دول الخليج العربي الأخرى قطر، الكويت، الإمارات العربية المتحدة، البحرين، عمان، دول في الإقليم تركيا، مصر، الأردن، قائمة طويلة من البلدان، تأييد غير مسبوق لم يخطر على بال كان الرجل هو المنقذ الذي تنتظره البشرية.

في قراءة متأنية ربما يكتشف المرء: هذا الموقف الإقليمي والدولي المغرق بالتفاؤل والسرعة لم يكن حبا بالعبادي أو معصوم أو لسواد عينيهما ولا هو رجما بالغيب من إن العبادي سيأتي بما لم يأتي به الأولون ولا هو من أصحاب الخوارق والمعجزات فان زمنهما قد ولى، البشرية الان نعيش زمن الوقائع الحسية الملموسة، ولا احسب قادة هذه البلدان لا يدركون هذه الحقائق وهم من يمتلك مراكز أبحاث عملاقة لا يغيب عنها شاردة ولا واردة في هذا الكون، ربما من الوهم إن نتصور خلاف ذلك، لكن لضرورة احكام كما يقولون والضرورة في هذه الإشكالية تتمثل بالمبادأة وقطع الطريق على أية خطوة متهورة غير محسوبة العواقب قد يقدم عليها وهو في لحظة طيشه وغضبه، تدخل البلاد والمنطقة في نفق مظلم ربما تكون نتائجه كارثية تمكن داعش هذا التنظيم الارهابي المتوحش من التمدد والتوسع وترسيخ خلافتها ومع يستتبع ذلك من تهديد جدي ووجودي للأنظمة القائمة في المنطقة وتهديد للمصالح العالمية في منطقة تمثل شريان الحياة المستدامة في عصرنا الحاضر فالقضية لم تكن قضية العراق أو سوريا حسب إنما ابعد واخطر من ذلك هكذا نظروا إليها وهم على صواب فالتهاوي المريع للعساكر والجيوش والمدن إمام زحف مليشيات
داعش قد يجعل الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك وبعدها لا ينفع البكاء على الإطلال.
اجل (ضربة معلم، قاضية) تأتي في سياق إياك اعني واسمعي يا جارة والجارة في هذا المعنى المالكي، فهي رسالة حازمة موجهه اليه كي ينصاع فورا يرضخ للأمر الواقع، يستسلم دون قيد أو شرط اللعبة انتهت، لا أمل لا رجاء، رسالة ترتقي إلى ما فيه من عناد وإصرار على التمسك بالسلطة إلى حد الجنون ولكي لا يقدم على ما قد يصعب التكهن بتداعياته تقول له محذرة: كفى لعب بالنار؟ لا تركب راسك؟ الكل تخلى عنك؟ والحر تكفيه الإشارة.

العاقل اللبيب يدرك رسالة له قبل إن تكون للعبادي ومعصوم وسواهما من ساسة العراق، تذكره إن لا مستقبل لمن يشق عصا الطاعة ولك أسوة حسنة في تجارب غيرك من الحكام.

14 آب، المشهد لا زال محتدما بلغت فيه القلوب الحناجر، الأفق لا زال مقفلا عدى تسريبات هنا وهناك توحي بشيء من الانفراج قيلت بشكل غامض، إشاعات تتواتر لكن لا احد يصدق، قبل انتصاف الليل بقليل أعلنت فضائية العراقية شبه الحكومية الموالية له إلى حد النخاع : فخامة رئيس الوزراء ( لم تذكر عبارة المنتهية ولايته ربما لا زالت معترضة ) سيوجه خطابا مهم إلى الشعب العراقي العظيم، لا احد يعرف ماذا بقي من عظمته؟ بات الناس يتساءلون بحيرة وقد اعتادوا السهر فالكرى يلازمهم ليس بسبب المتعة واللهو بل بسبب القلق والخوف، انتظار، انتظار، انتظار لا شك الانتظار اقسي من الموت في بعض المواقف، تكهنات، تاويلات كلا يدلي بدلوه ما ترشحت من إنباء تشي بتراجعه عن إصراره وعناده مثل غيره عندما تضيق الدوائر عليهم.

في النصف الأخير من الساعة الأخيرة قدمت قناة العراقية ديباجة سريعة قبل أن اطل الرجل من على شاشة التلفاز معه جمهرة من قيادات حزبه ودولة القانون من خلفه ومن إمامه والى جنبه العبادي وقوفا كان الطير على رؤؤسهم صامتين كأنهم في تشييع جنازة عزيز لحظة ولوجها القبر بعد أن انتهى الدفان من تلقينه بالسرعة التي اعتادوا عليها في مقبرة وادي سلام، الموت لحظة فاجعة مثيرة للرهبة هكذا ينظر إليه غريزيا مثلما هي اللحظات المصيرية الأخرى، انتظار الموت ربما أهون من انتظار انتزاع السلطة عنوة لمن هو مغرم بها إلى حد الثمالة ذاق حلاوتها هو وإتباعه فأدمن عليها والعياذ بالله من الإدمان على شيء لا يرضي الله ورسوله والمؤمنين.

على كل حال ابتدئ بالبسملة خطاب مكتوب لا يختلف عما سبقه إلا في ملامح الضعف والانكسار التي بدت على محياه، سرد انجازاته في الحكم مذكرا لمن خانته الذاكرة انجازات لا وجود لها على ارض الواقع إلا في مخيلته، منكرا كعادته ما الم بالبلاد من ويلات ومصائب لم ترد على لسانه ولو من باب رفع العتب، كال مزيد من التهم لأعداء العراق والعملية السياسية، لم يشر ولو لمرة واحدة إن العراق في عهده غدى البلد الأول في كل شيء، دولة فاشلة بامتياز، فاسدة بامتياز، خاوية بامتياز، مهانة بامتياز، لم يذكر المرجعية الدينية بشيء ولو لمرة واحدة لا شك هو حانق عليها.



أخيرا أعلن تنازله عن السلطة والترشح لولاية ثالثة وما يتبع ذلك من تنازل عن شكواه المقدمة إلى المحكمة الاتحادية، مثنيا على ترشيح العبادي وبأنه لم يكن يوما في حياته طامعا في السلطة ولا متمسكا بها إنما أراد إحقاق الحق من خلال المحكمة الاتحادية، ربما لدى الناس قناعة غير قناعته، لم يأتي على ذكر التحالف الوطني الذي مكنه من ولايتيه الأولى والثانية ومن بعده خلفه العبادي، هكذا شاءت الأقدار، تجرع المرارة من ذات الكأس الذي اجبر الدكتور علاوي على تجرعه ذات يوم من عام 2010، فالأيام دول وفيها الكثير من العبرة لمن يعتبر، تنفس الناس الصعداء بوخة وانتهت، فيلم هندي اختفى البطل فجأة، نهاية تراجيدية حزينة، كآبة خرساء؟


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.48932
Total : 101