حلم الأنسان منذ القدم بالطيران وقد جرب تقليد الطيور كما في محاولة عباس بن فرناس ،وتمكن في العصور القريبة ان يطير بواسطة المناطيد والطيران الشراعي لآلاف الكيلو مترات وعلى ارتفاعات شاهقة .
ولكن حلمه بدأ يكبر وعلى امتداد ناظريه حيث الفضاء الرحب وحقق في العصر الحديث اول احلامه بالنزول بقدميه على سطح القمر ،واستمر يحاول جاهدا ً معرفة مجاهل ما يستطيع الوصول اليه من الكون الفسيح الذي يحيط به ،حيث تجوب مركباته الغير مأهولة اجزاء الكون الفسيح ،غير ان معرفته لاتزال ضئيلة جدا ً وحتى ضمن نطاق المجموعة الشمسية التي تقع الأرض بضمنها ،وقد حاول استغلال ماتوصل اليه من العلوم والتكنلوجيا في هذا السبيل والتي تعتبر بداية ليس إلا ّ .
سباق الحرب الباردة كان البداية :
لقد كان كل من الأتحاد السوفيتي وامريكا في تنافس محموم ابان ما سمي بالحرب الباردة وهي الفترة التي برزت بعد الحرب العالمية الثانية ،وكما كان جل سباقهم على الارض يجري في التسلح وامكانية السيطرة على اكبر مساحة ممكنة فقد شمل ايضا ً قدرات غزو الفضاء والتي ابتدأها السوفيت في عام 1957 م باطلاق اول قمر صناعي الى الفضاء ،أعقبه ببضعة اشهر اطلاقهم القمر الثاني من نفس العام ، وبذلك اصبح غزو الفضاء جزءا ً من التنافس الأيدلوجي والتقني والثقافي مما اعطاه اهمية كبيرة في تنافس العملاقيين . 
صناعة الصواريخ :
عام 1880م وضع العالم الروسي قسطنطين تسيولكوفسكي 1857 ) 1935 - ) نظرياته حول الصواريخ التي قد تصل إلى الفضاء من حيث المراحل التعددية للصاروخ واستخدام الوقود السائل ، قام تسيولكوفسكي بتأَسيس أساسيات علم الصواريخ منها معادلة الصاروخ التي تقرر سرعة الصاروخ ، كما وضع الوصف النظري الأول للأقمار الصناعية . 
عام 1926 م عمل الأمريكي روبرت غودارد على تصميم أول صاروخ يستعمل الوقود السائل.
في منتصف العشرينات بدأ علماء ألمان بتجريب صواريخ بالوقود السائل التي كانت قادرة على وصول إلى إرتفاعات ومسافات عالية نسبياً، كان ويرنر فون براون عالم صواريخ ألماني طموح انضم إلى جهود تطوير صواريخ لألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية، استعار فون براون الكثير من بحث روبرت غودارد الأصلي وقام بالدراسة والعمل على تطوير صواريخ غودارد. في عام 1942م أطلق الألمان صاروخ A-4 حيث اعتبر هذا الصاروخ أول جسم يصل إلى الفضاء، في عام 1943 بدأت ألمانيا بإنتاج صواريخ V-2 بعيدة المدى (300 كيلومتر) وتحمل رأس حربي وزنه 1000 كيلوغرام. 
عندما اقتربت الحرب العالمية الثانية من الانتهاء، تسابق الجيش الأمريكي والسوفيتي على أسر العلماء والمهندسين التقنيين في برنامج الصواريخ الألمانية. أخذت الولايات المتحدة عددا كبيرا من علماء الصواريخ الألمان ، العديد منهم كان من أعضاء في الحزب النازي من ضمنهم فون براون ، من ألمانيا إلى الولايات المتحدة .
تبنى العلماء الأمريكان الصواريخ الألمانية لاستعمالها ضد دول العدو واستعمالات أخرى. بعد انتهاء الحرب قام العلماء من ضمنهم فون براون بتحويل الأستخدام العسكري لهذه الصواريخ إلى استخدام سلمي مثل دراسة الطبقات العليا من الغلاف الجوي، من درجة الحرارة والضغط الجوي والأشعة الكونية وغيرها من المواضيع .
تصاعد التنافس السوفيتي - الأمريكي : 
كان نظير فون براون في الإتحاد السوفيتي هو سيرجي كوروليف، المهندس الذي صمم صاروخ R-7 الذي أطلق أول قمر صناعي إلى الفضاء، لاحقاً صمم كوروليف صاروخا آخر ليرسل رواد الفضاء السوفييت إلى القمر، بعد الإنجازات السوفيتية من إطلاق قمر صناعي للاتصالات وإطلاق كلب حي في الفضاء جعل الولايات المتحدة تنفق أكثر من مليار دولار أمريكي لدخول المنافسة بقوة، مثل بناء مدرسة جديدة وتوفير قروض لتشجيع الطلاب على إكمال تعليمهم العالي، وجهود جديدة في التعليم المهني لمقابلة نقص القوة البشرية في مجال الدفاع، وغيرها من البرامج الأخرى .
بعد أربعة شهور تقريباً من إطلاق أول قمر صناعي "سبوتنك-1"، أطلقت الولايات المتحدة قمرها الصناعي الأول "المستكشف-1" لكن بعد الكثير من حالات فشل الإطلاق الفاشلة .
الحيوانات طارت قبل الأنسان : 
ذبابة الفاكهة كانت من أول الكائنات الحية التي صعدت إلى الفضاء التي أطلقتها الولايات المتحدة بواسطة الصاروخ الألماني V-2 في 19 يوليو 1946 ، وعلى الجانب السوفيتي كانت الكلبة لايكا أول حيوان أطلق إلى الفضاء عام 1957 لكن الكلبة ماتت من الإجهاد وزيادة التسخين بعد وصولها إلى الفضاء بفترة وجيزة . 
أرسل السوفييت المزيد من الكلاب إلى الفضاء وعادت بسلام إلى الأرض ، كما اصبحت السلاحف السوفيتية التي أطلقت في عام 1968 أول حيوانات تطير حول القمر .
قام برنامج الفضاء الأمريكي بجلب شمبانزي من أفريقيا، وأرسل على الأقل ثلاثة إلى الفضاء قبل إطلاق أول رائد فضاء أمريكي. 
الأنسان يطير في الفضاء : 
في 12 من أبريل/نيسان 1961 أصبح رائد الفضاء السوفيتي يوري جاجارين أول رائد فضاء وقد أطلق في المركبة الفضائية "فوستيك 1". وتحتفل روسيا والعديد من الدول الأخرى بهذا اليوم التاريخي . 
بعد 23 يوماً من إطلاق أول إنسان في الفضاء، قام رائد الفضاء الأمريكي آلن شيبارد بدوران فرعي لمدة 15 دقيقة في الفضاء. كما أصبح جون جلين أول أمريكي يدور حول الأرض في عام 1962، بعد ذلك أطلق الاتحاد السوفيتي أول امرأة في الفضاء وهي فالينتينا تيريشكوفا في عام 1963 ثم أجرى رائد الفضاء السوفيتي ألكسي ليونوف أول عملية مشي في الفضاء في عام 1965 والتي كادت أن تنتهي بكارثة حين أخفق ليونوف في العودة تقريباً إلى الكبسولة.
الهبوط على القمر :
اقترح الرئيس الأمريكي جون كنيدي اجراء برامج مشتركة مع السوفيت غير انهم رفضوا خوفا ً من سرقة جهودهم التي وصلت الى مراحل متقدمة ، لكن بعد موت كوروليف وفشل رحلة سيوز الأولى في عام 1967، لم يعد بإمكان السوفيت الهبوط على القمر في وقت وجيز وعانى برنامج الفضاء السوفيتي الكثير من التأخيرات وبعد ذلك الإلغاء التام لبرنامج الهبوط على القمر.
في 21 من يوليو/تموز 1969 أصبح الأمريكي نيل آرمسترونغ أول إنسان يضع قدمه على سطح القمر في حدث راقبه أكثر من 500 مليون شخص حول العالم، وأعتبر الهبوط القمري كأحد اللحظات الحاسمة في القرن العشرين،وقد نفت الولايات المتحدة الحق بامتلاك أي جزء من القمر بعد هبوطها الناجح على سطحه .
نهاية السباق تبدو خسارة للتقدم العلمي :
بداية سباق غزو الفضاء كانت واضحة جداً حيث بدأت بإطلاق أول قمر صناعي إلى الفضاء لكن نهايته كانت غير محددة، حقبة الستينات كانت مثمرة جداً واستمر السباق حتى هبوط أول إنسان على سطح القمر 
بواسطة أبولو 11 في عام 1969 ، تم إرسال خمس رحلات أخرى تحمل رواد فضاء لتهبط على سطح القمر، بعد ذلك اتجه علماء الفضاء الأمريكان إلى مجالات جديدة حيث تم بناء محطة فضائية "Sky Lab" لجمع بيانات .
يدعي الروس أنهم هم من ربح السباق عند إرسالهم أول إنسان إلى الفضاء لكن من جانب آخر يدعي الأمريكان بأن هبوط أول إنسان على سطح القمر هو نجاحهم في السباق. 
بدأت تقل المنافسة على غزو الفضاء بعد هبوط الأمريكان على سطح القمر وجاءت نهايته بشكل واضح جداً بالمهمة المشتركة بين الدولتين التي تسمى " أبولو-سيوز" في عام 1975. حيث مركبة الفضاء السوفيتية "سيوز 19" تلتحم مع مركبة الفضاء الأمريكية "أبولو"، ويقوم رواد الفضاء من كلا الدولتين بالعبور إلى مركبات بعضهم البعض وإجراء التجارب المشتركة. استمرت مساعي الدولتين في الفضاء في اتجاهات مختلفة وانتهت المنافسة في السباق بعدها.