Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
أنا طائفي... ولكن !!
الاثنين, حزيران 30, 2014
ثامر عباس

في اللغة العربية كما في غيرها من اللغات العالمية ، هناك الكثير من المفردات التي لا تحمل إلاّ معنىا"واحدا" ولا تحيل إلاّ لدلالة محددة ، بحيث لا يمكن استخدامها في غير مقصدها الأصلي ودلالاتها المخصوصة ، مثلما لا يجوز تأويلها في غير ما توحي به من انطباعات ضمن سياق ورودها في الخطاب . بيد أن هناك مفردات أخرى تشتمل على أكثر من معنى وأكثر من دلالة ، بحيث يعتمد المراد منها على غاية الجهة / الشخص المتلفظ بها والمستخدم لها ، الأمر الذي يمكن اعتبارها حمالة أوجه من حيث مطاوعتها للتأويل والتفسير . ومن جملة تلك الكلمات اخترت هنا أكثرها إشكالية في ثقافتنا العربية والإسلامية تحديدا"، وذلك ليس فقط بسبب كونها قابلة لأن تعطي المعنى والمعنى المضاد في نفس الآن فحسب ، وإنما لخبث تفسيرها وإساءة استخدامها من قبل أصحاب المذاهب الفقهية ، طمعا"في تكفير بعضهم البعض الآخر وتبرير قتل بعضهم للبعض الآخر ، منذ تاريخ حادثة السقيفة ولحد هذه اللحظة حيث الموت يحصد الجميع باسمها وتحت رايتها ! . ولأني لا أروم التقصي عن جذر هذه المفردة اللغوية والبحث عما تضمره من اشتقاقات ، بقدر ما أتوسم التعبير عن فهمي المتواضع لمعناها ودلالتها ، ومن ثم معالجة الموضوع عبر هذا الفهم ومن خلاله . وبحسب الفهم الشائع والمتداول بين عامة الناس فان المعنى المباشر لعبارة / كلمة (طائفي) غالبا"ما تحيل إلى صفة الشخص الذي ينتمي إلى طائفة دينية / مذهبية معينة ، في حين إن هذا المعنى الملتبس ليس بالضرورة أن يكون هو المعنى الوحيد الذي يمكن اعتماده لتفسير كلمة (طائفي) ، وبالتالي إسباغ تلك الإيحاءات السلبية التي تلصق به وتضاف إليه . نفس الشيء بالنسبة لكلمة (مذهبي) حيث يمكن أن يشير إلى أي معتنق لمذهب فلسفي أو سياسي أو إيديولوجي ، دون أن تقتصر على دلالتها الدينية / المذهبية فقط ، كما يراد لها أن توحي في الخطابات الدينية عادة . وهكذا يمكننا استخدام كلمة (جماعة) أو (فئة) بدلا"من كلمة (طائفة) وبالعكس ، للإشارة إلى كيانات اجتماعية تمتلك خصائص معينة ، دون أن ترتبط دلالتها بمعنى ديني / مذهبي بذاته ، وهو ما يؤكد عليه النص القرآني صراحة ( وان طائفتان من المؤمنين .. الخ) ، فهو ينأى بها – ليس بدون سبب - عن أي تلميحات أو إيحاءات مذهبية معينة ، باستثناء تلك التي تشير إلى حمولاتها الاجتماعية والسياسية كما نصطلح على تسميتها اليوم ، طالما إن (الطائفتان) المشار إليهما في النص تحملان صفة (الإيمان) بالمعنى الديني وليس المذهبي / الطائفي ، كما سيتم خلطهما بتعمد واستغلالها ببشاعة في الصراعات المذهبية / الطائفية اللاحقة . وعلى أساس ذلك فاني استعمل هنا كلمة (طائفي) بمعنى الشخص الذي ينتمي إلى (جماعة) أو (فئة) اجتماعية خاصة - وليس يمعنى مذهبي / ديني كما هو الرائج في المناكفات والسجالات - تحمل تصورات فكرية وثقافية مختلفة تأمل أن تكون هي الأنفع للجماعات بصرف النظر عن تنوع مذاهبها ، ولديها تطلعات إنسانية متباينة تتوخى أن تكون هي الأفضل للمجتمع بصرف النظر عن تعدد مكوناته . وحين أقول إني (طائفي) فلست أريد أن أشاطر أولئك الذين يتعصبون لجماعتهم المتطيفة حقا"أو باطلا"ضد الجماعات الأخرى ، ويتطرفون لمذهبهم المتطيف حقا"أو باطلا"ضد المذاهب الأخرى ، ويمارسون العنف الهمجي ضد أقرانهم من البشر لمجرد أنهم يولدون في جماعة مذهبية أخرى ! . أنا (طائفي) لأني انتمي إلى ذلك القسم من الإنسانية التي تنظر إلى البشر على أنهم أخوة ، لا فرق بينهم على أساس الدين أو المذهب أو القومية أو الثقافة أو المعتقد ، لهم نفس الحقوق وعليهم ذات الواجبات . أنا (طائفي) لآني انتمي إلى ذلك القسم الإنسانية التي يؤلمها رؤية إنسان يموت بسبب المرض أو الجوع أو العنف ، مثلما يحز في نفسها قطع أشجار الغابات المطرية لإغراض التجارة ، وتلويث البحار والمحيطات واستنزاف ثرواتها السميكة بلا تحسب . أنا (طائفي) لأني أنتمي إلى ذلك القسم من الإنسانية التي تمقت التعصب بكل أشكاله ، وتدين التطرف بكل أنواعه ، وتلعن العنف بكل صنوفه . أنا (طائفي) لأني انتمي إلى ذلك القسم من البشرية التي تريد أن تعيش بسلام بعيدا"عن مظاهر الخوف من المجهول والهلع من المعلوم ، مع ضمان بحرمة الكرامة الآدمية وحق التمتع بمباهج الحياة . أنا (طائفي) لأني أنتمي إلى ذلك القسم من الإنسانية التي تبحث عن كل ما من شأنه تحقيق السلام والأمن بين أوطانها وبلوغ الاستقرار والتطور بين شعوبها . هذه هي (طائفيتي) أيها الطائفيون الأغيار ! . فلماذا تفرضون علينا خياركم العبثي وترومون اغتيال أحلامنا البريئة ، لمجرد أن (طائفيتنا) تكرم الحياة وان (طائفيتكم) تمجد الموت ؟! . أتركونا ، بالله عليكم ، نعيش بسلام ، فلكم دينكم ولنا ديننا !! .


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.38686
Total : 101