Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
قبول الفوضى
الاثنين, أيلول 30, 2013
ناصر الحجاج

 

 

 

 

 

 

في العراق فوضى لا أعرف لها في غير العراق مثيلا. فوضى في إدارة الدولة، فوضى في التعليم، فوضى في الشوراع وبناء البيوت، فوضى في العلاقات الاجتماعية، ولعل أساس هذه الفوضى هي فوضى التفكير الفردي والجماعي، وكيف ينتظم بلد يعيش شعبه حالة فوضى في السلوك اليومي.
تمر الأيام والسنوات والشعب العراقي يقتل يوميا. العراق هو البلد الوحيد في هذا الكوكب يقتل رجاله ونساؤه وأطفاله بشكل يومي دون تحرك جدي من قبله لايقاف هذا الموت، باعتباره بلدا فاشلا في حماية نفسه. أي إنسان هذا الذي يصفع يوميا ولا يفكر في ان يلجأ إلى طريقة تحميه من أن يكون مصفوعاً!
ما يجري في العراق للعراقيين يدعو بالفعل إلى الحيرة والاستغراب، فالعراقيون يعيشون في بلد لا يحترمون فيه وهو بلدهم، ويعانون من نقص الخدمات الأساسية وانقطاع الكهرباء في هذا البلد وهو بلدهم، ويقتلون فوق كل ذلك الإذلال بطرق بشعة في بيوت ومساجد وشوارع هي شوارعهم ومساجدهم وبيوتهم التي في وطنهم، ولكنهم يتصرفون بشكل يومي وكأن الأمر لا يعنيهم، بل كأن ما يحدث لهم من امتهان لقيمة الانسان مجرد فيلم سينمائي يتعرض فيه شعب قديم للقتل والاذلال والاحتقار التام لكل قيمه الانسانية، بل لعل مشاهدا لمثل هذا الفيلم يدفعه غضبه وإحساسه بالغيرة على الإنسانية المهدورة يكتب بعد خروجه من قاعة السينما مقالا نقديا لمشاهداته وتأثره بحبكة الفيلم وأحداثه الخارجة عن المألوف، أو يعود لبيته يحدث عائلته وأقاربه بقصة ذلك الفيلم الغريب. لكن غالبية العراقيين يقابلون كل ما يمر بهم بالسكوت.  
لماذا يتصرف العراقيون وكأن الأمر لا يعنيهم، وكأن الكهرباء تنقطع عن غيرهم، وكأن القتل ينزل بساحة عدوهم، أو كأن الفوضى التي يعيشونها يوميا في كل تفصيل من تفاصيل حياتهم هي الكرامة والشرف، وهي النظام بعينه، وكم من شعب يغير باستمرار (نظام) حياته إلى نظام أفضل ليعيش بشكل أفضل.
كيف يكون للعراقيين كل هذه الوزارات، وكل هذه الفضائيات، وكل هذه الجامعات، وكل هذه التجمعات ثم تمر 24 ساعة كل يوم دون أن تخصص تلك المؤسسات ساعة واحدة يوميا للبحث والتفكير في طرق الخروج من متاهة القتل العراقية.
الغريب أن بعض العراقيين بعد كل هذا يمدون أيديهم ويحيون رئيس هذا الكتلة أو زعيم هذا الحزب، وقائد هذا التيار، استغرب كيف يقبلون بمذلة سكوتهم على القتل، وبرضاهم بما يفعله مسؤولون لا يحملون حتى الاحساس بالمسؤولية؟. كيف لمواطن عراقي يعرف معنى الإنسانية أن يحيي (زعيما) لم يصبح زعيما إلا بسبب الفوضى، فهو بحق زعيم الفوضى! كيف لاي عراقي أن يستمع (لمسؤول) أو يقف على حاجز (تفتيش) ويضهر احتراما لنفسه وهو يعرف أن هذا (المسؤول) وهذا الحاجز ما وجدا إلى بسلطة حزب أو منظمة غير منتظمة بقانون ولا مشرعنة بتشريع.
يكاد يكون كل ما في العراق فاقداً للشرعية، فالبرلمان أسس على أحزاب غير قانونية لحد اليوم، والوزارات قسمت بطريقة محاصصة تدخلت فيها المحسوبيات الحزبية دون مراعاة للمهنية وحقوق المواطنة والعمل الوطني، وما سوى البرلمان والوزارات من مؤسسات الدولة العراقية فهو وليد لتلك السلطات وقوة نفوذ الأحزاب وسلطة المتحزبين الذين زرعتهم الأحزاب فيها.
الشعب العراقي هو الآخر يحتاج إلى شرعية بقائه على قيد الحياة، يحتاج إلى أن يثبت لنفسه وللعالم أنه يريد الحياة، وأنه يستحق البقاء، لأن كل هذه الفوضى دليل على انعدام إرادة الشعب للحياة. وحتى يغير العراقيون طريقة تفكيرهم ويشعر كل واحد منهم بأنه معني بهذا القتل، وأن عليه أن يوقف هذه الفوضى، ويسهم في وضع حد لها.. حتى ذلك الوقت يبقى العراقيون (وهذه حقيقة مؤلمة) مجرد وقود لنار القتل التي تقول كل يوم: هل من مزيد!

 

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.51391
Total : 101