Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
الزمن المقهور بين الخدمات والاصلاحات
الأربعاء, أيلول 30, 2015
عدي عدنان البلداوي
    قبل أكثر من الف عام على الإسلام ، هاجر المسلمون الأوائل إلى الغرب ، تاركين أهلهم وديارهم يوم كان الشرق تحت هيمنة قريش الضلال .. وبعد أكثر من الف عام على الإسلام هاجر المسلمون إلى الغرب يوم كان الشرق تحت هيمنة الحاكم المسلم الجائر .. وبعد سنوات على سقوط تلك الأنظمة ، هاجر المسلمون إلى الغرب يوم وصلت الأحزاب الدينية في الشرق إلى السلطة .. بعد رحيل نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل ، حكمت قبيلة (جرهم) مكة، وبدأ الضعف الإيماني يدب في حياة الناس في غياب البعد الروحي الذي كان يجسده وجود النبي إبراهيم وإسماعيل من بعده ، فظهرت الفاحشة واستغلت قدسية الكعبة لتكون مصدر تمويل لتلك السلطة ، التي كانت تصادر الأموال التي يقدمها الحجاج إلى الكعبة ، ثم جاءت قبيلة (خزاعة) لتستولي على الحكم في مكة ، فظهرت عبادة الأصنام ، ثم جاءت قريش إلى الحكم ، وكانت اسراً متفرقة بعيدة عن الحرم المكي ، فجمعهم ( قصي بن كلاب ) وأمر ببناء الدور حول الكعبة وان لا يعلو بناء على بنائها ، وأصبحت مكة موقع استقطاب الزائرين من كل مكان فازدهرت فيها التجارة .. عمد (قصي بن كلاب) إلى إنشاء مؤسسة خدمية تعمل على توفير مياه الشرب ، بعد أن غار ماء زمزم ، تسمى (السقاية)، ومؤسسة أخرى لحماية الكعبة تسمى (اللواء)، وأخرى لإطعام الحجيج والفقراء تسمى (الرفادة) .. شاع الظلم والفقر والجوع والطبقية وانحسرت السلطة في بيوت معدودة من قريش ، وتعددت الآلهة وأدخلت مجال التجارة ، فكانت تباع بأثمان باهظة ليس لنفيس المادة المصنوعة منها بل للبعد الديني الذي تمثله ، فكان الناس يتقربون ويتعبدون بها في الكعبة ، ونسوا تماماً ذلك الجهد الجبار الذي قام به نبي الله إبراهيم في دعوته إلى التوحيد .. أصبحت السلطة هي هدف الدين بالنسبة لقريش في ذلك الوقت ، وامست كذلك بالنسبة للأنظمة الحاكمة في البلدان العربية الإسلامية ، فقد تطورت (السقاية) إلى وزارة للموارد المائية .. وأصبحت (اللواء) وزارة للخارجية وأخرى للداخلية .. وتغير اسم (الرفادة) ليصبح وزارة للعمل والشؤون الاجتماعية .. وشاع الفقر والظلم والاضطهاد ، وبقي الإنسان كما في الجاهلية ، وسيلة للوصول إلى السلطة .. ترى بماذا يختلف الإصلاح عن الدعوة إلى تعديل نظام الحكم أو تحسين الخدمات ؟.. يقول المفكر الدكتور علي شريعتي ( الخدمة تتعامل مع واقع الانسان ، والاصلاح يتعامل مع حقيقة الانسان ).. لهذا كان أمير الكويت يبكي على ضحايا الانفجار الارهابي الذي طال احد مساجد المسلمين الشيعة في الكويت ، بينما تعلل السلطة السعودية تدافع الحجاج في (مِنى) وموت المئات منهم، بعدم التزامهم بالتعليمات الرسمية .. ويمرّ أكثر من عام على مجزرة ( سبايكر)، اكبر مجزرة إنسانية في عراق تعدد الأحزاب وصناديق الاقتراع ، دون أن تبدي سلطة الحزب الديني ما يعكس قيمة الإنسان في منهجها .. كان وعاظ السلاطين يحثون الناس على طاعة الله ولزوم عبادته وطاعة الحاكم (خليفة الله) ويحذروهم من الخروج عليه .. وتوسعت مشاريع السلطة بعيداً عن الإنسان الهدف ، قريباً من الإنسان الوسيلة ، فبعد أن كان الخليفة يتستر في الليل بحثاً عن من يبيت جائعاً أو مظلوماً من رعيته، أصبحت الحكومات المعاصرة تطرح مشاريع البطاقة التموينية وجمعيات الإغاثة ومنظمات حقوق الإنسان.. ولما انتقلت السلطة المسلمة من مرحلة الأصنام الحجرية إلى مرحلة الأصنام البشرية ، كان الناس يجوعون ويهتفون بحياة القائد (الباقي للأبد) ، ويبيتون في العشوائيات والإيجارات، لا يملكون في أوطانهم شبراً من الأرض ، بينما (قصور الشعب) و (فلل) فخامة الرئيس في كل مكان .. وعلى مقربة من آثار خطوات نبي الإنسانية في مكة حيث رائحة كفاحه العظيم تنبعث من بيت النبوّة في الحرم النبوي ، وحيث قدسية بيت الله ومقام (إبراهيم) الذي قدّم ولده (إسماعيل) اعز ما لديه ، قرباناً لله من اجل الإنسان الهدف ، دلالة قوله جلّ شأنه ( وفديناه بذيح عظيم )، يموت مئات حجاج بيت الله بسبب التدافع !!!!..   وفي العراق حيث قدّم الحسين عليه السلام اعزّ ما لديه قرباناً من اجل الإصلاح، يموت الاف العراقيين وهم يبحثون في حقايب المسؤولين عن بعض الخدمات البسيطة .. إن غياب الإنسان الهدف عن أجندات الأحزاب السياسية او الدينية في الشرق ، حيث قلة وعي الناس وكثرة الجهل وفشل الدكتاتوريين وحملة الشهادات والعمائم وأميّة المثقفين المعاصرين ، وجوع الملايين ، يجعلنا بحاجة إلى الإصلاح من حيث هو دعوة إلى الإنسان وجودا وهوية وغاية ، أما الخدمات فهي أشبه ما تكون برعاية مريض قدّر له ان لا يشفى أبداً .. آلاف الأبرياء ماتوا ولم يذكرهم التاريخ ، مثلما ذكر جلاديهم ، فبينما تذكر صفحات التاريخ حصار (نادر قلي) لبغداد بتفاصيله ، تمرّ سريعاً على عشرات الآلاف من العراقيين الذين ماتوا جرّاء ذلك الحصار.. وبينما تأخذ سيرة السلطان العثماني  ( سليم ) نصيباً وافراً في كتب التاريخ ، لا يأخذ الشيعة الثلاثون ألفا الذين ابيدوا بأمره أكثر من سطر أو سطرين ، مثلما مرّت مجزرة (سبايكر) وضحاياها الألف وسبعمائة مروراً سريعاً على مكاتب الفخامات والرئاسات ، بطيئاً جداً في سجلات التحقيق ، ومثلما ستمر حادثة (منى) سريعاً وسيكتب التاريخ ان قرابة الف حاج قضوا في منى وحسب..!!! .. كل شيء في عالمنا العربي الإسلامي يصب في طريق الوصول إلى السلطة من اجل السلطة فقط ، انه قدرنا السيئ الذي لن نفلت منه ما لم نبحث عن دولة الإنسان .. يقول الدكتور علي شريعتي (الحضارة ثورة تدريجية في الإنسان) ، يبدو لي ان شرارة الثورة قد انطلقت مع فتوى (الجهاد الكفائي) وتشكيلات الحشد الشعبي ، ثم الحشد المدني المتظاهر ، المطالب بالإصلاح ، هكذا نتدرج يوماً بعد آخر صوب الثورة لنصنع حضارة الإنسان ، انه بلا شك مشوار صعب جداً ولكن عندما نقرأ في كتب التاريخ عن أولئك الأبرياء الذين أزهقت أرواحهم ، وعن واقعنا اليوم الذي يشهد إزهاق أرواح آلاف الأبرياء وتهجير عشرات الآلاف ، نستنتج ان يومنا لا يختلف عن الأمس وبهذا نكون (مغبونين) كما في قول أمير المؤمنين علي عليه السلام ( من تساوى يوماه فهو مغبون) ، ولن نتحرر من كل هذه القيود إلا بالمضي تدريجياً نحو الإنسان ، من اجل دولة الإنسان ..  

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.37198
Total : 101